صفحة الكاتب : زهراء حسام

علي الزمان وحسين الزمان!
زهراء حسام
تلك أسماء سميتموها لا تُرضي من تسمّوهم بها [دام ظلهم]، فهي خاطئة؛ إذ لا يوجد كعلي والحسين حتى بالأئمة من نسلهما فضلاً عن غيرهم؛ فعن أبي جعفر [عليه السلام] في تفسير الآية: "كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب"، قال: "إيانا عنى وعلي أولنا وأفضلنا وخيرنا بعد النبي [صلى الله عليه وآله]".¹
وأيضاً هناك مختصات للإمام علي، نفس الأئمة لم يرتضوها لهم ونهوا عن القول بها لغيره كلقب (أمير المؤمنين) حيث دخل رجل على أبي عبد الله فقال: "السلام عليك ياأمير المؤمنين"، فقام [الإمام] على قدميه! وقال: "مه، هذا إسم لايصلح إلا لأمير المؤمنين عليه السلام، سمّاه الله به ولم يسمّ أحدا غيره"²ً.
والإمام الحسين كذلك هو أبو الأئمة، وهم شهداء وهو سيد الشهداء.
ونحن نأتي ونقايسهما بمن هم دون الأئمة حتى!
 
ولعل من يقول أن القصد ليست تلك المقايسة المنهي عنها [نحن أهل بيت لا يُقاس بنا أحد]³ بل القصد هو الإستمداد من المنهجية..
جيد، ونحن ماتعظيمنا لمراجعنا إلا لأجل أنهم يستمدون من منهج ساداتهم، لكن..
أولاً: الإستمداد لا يُصيّره علياً أو حسيناً للزمان كما قلنا بعدم وجود نظير لهما حتى في باقي الأئمة، وإن كان هناك فهو الإمام المهدي أرواحنا فداه!
ثانياً: ما دُمت لا تقصد المقايسة فلا تأتِ و تساوي بين التولي والخذلان للإمام والتولي والخذلان لـ"علي وحسين الزمان"؛ اذ أن عدم التولي للإمام يوجب الخروج من المذهب الشيعي والميتة الجاهلية، وعدم التولي لمن سميت لا يوجب ذلك ولا دليل عليه.
عدم خذلان الإمام يودي بالمكلف الى المضي على بصيرة من أمره كما نقرأ في زيارة العباس ابن علي و مسلم ابن عقيل والمختار الثقفي وغيرهم [السلام على من مضى على بصيرة من أمره]، وخذلانهم يعمي هذه البصيرة، ولا دليل وجزم في إنعدام بصيرة من يخذل الذي سميت!
محبة الإمام علي والأئمة كانت كما يقول رسول الله [صلى الله عليه وآله]: "إنّه لا يحبنا إلاّ من طاب مولده"⁴، وكقول الشاعر بحق الأمير: "أنت محك أولاد الحلال"، اذ يختبرون طهارة مولد أولادهم بحب وبغض علي، فما دمت لاتقايس اذن لاتجعل المبغض لم سميت ملوث المولد!
نعم، نحن مأمورون بالرجوع للمرجع الجامع للشرائط، وعدم طاعته تخلّف آثاراً سلبيّة لكن ليس للحد الذي ذُكر أعلاه ومانراه من تقاذف بالتُهم لايفصله فاصل كبير عن التكفير!. كما أن لإحترامهم ضرورة لكن لا تصل الى القول بمبايعتهم في يوم الغدير!
 
للناطق بالشهادتين عليك حقوق الأخوة فما قولك بمن نطق بالشهادة الثالثة؟ وإختلاف المرجعيات لا يُسقطها.
 
هذا مادمنا في أيام ولاية الأمير، مقبلين على أيام شهادة الإمام الحسين، والأفضل الإستفادة من مناسباتنا الدينية وشخصياتها ودراستها جيداً بدل توظيفها لما نؤمن به.
_____________
 
'1': بصائر الدرجات، 57.
'2': وسائل الشيعة، ج14،ص200.
'3': عيون أخبار الرضا، 220.
'4': آمالي الطوسي، 45

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زهراء حسام
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/09/24



كتابة تعليق لموضوع : علي الزمان وحسين الزمان!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net