صفحة الكاتب : اسعد الحلفي

ما اشبه اليوم بالبارحة!
اسعد الحلفي

عندما نظرت الى هذه الصورة تذكرت مواقف المتخاذلين من الخونة والجبناء في ثورة العشرين وكلام ناجي شوكت وهو يصف الليالي الحمراء التي كانت تجمعه مع جميل صدقي الزهاوي ومراد بك وكامل مهدي باشا وحكمت بك واحمد القيماقجي وعزت الفارسي وعبد الرزاق الشيخ قاسم والدكتور سامي سليمان في سكر وغناء في ليالي الجمع في دار مراد بك والتي هدمت فيما بعد وبُني مكانها قصرا والمعروف حالياً بقصر الكيلاني ، يقول: كنا نستمر حتى الصباح وعند الفجر نشكل حلقة حول الزهاوي ونردد اغنية (يا مسعد الصبحية) !..

 
نعم هكذا كان يعيش الجبناء عديمي الغيرة والوطنية..
في الوقت الذي كان فيه فقهاء النجف الاشرف واهل العلم والفضيلة كالشيخ مهدي الخالصي وولده والسيد محسن الحكيم والسيد محمد سعيد الحبوبي والسيد مهدي الحيدري والسيد عبد الرزاق الحلو والسيد عيسى كمال الدين والسيد عبد الكريم الجزائري والسيد مصطفى الكاشاني والسيد باقر الحيدري والشيخ جعفر الشيخ راضي وشيخ الشريعة واخرون ومن تبعهم من شرفاء الشيعة الذين كانوا تحت سطوة جور الدولة العثمانية يُحاربون البريطاني المحتل في معارك دامية اخذت الآلاف من ارواح المخلصين !
 
ولكن للاسف حرّفوا التاريخ وزيفوا الحقائق وجاهدوا في اخفاءها ليمحوا اسماء اعلام ثورة العشرين ويسلبوا عروبة شيعة العراق ويمزقوا هويتهم القومية واتهموهم بشتى التهم ليدفنوا عار من يسمونهم بعلماء المشيخة واشراف الدولة ووجهاء العاصمة المنعمين في ضل الحكم العثماني واولئك الضباط الذين دللتهم الدولة العثمانية بعد ان خرّجتهم من مدارسها التي كانت تمنع الشيعة من دخولها جميعهم لم يكتفوا بالتخلف عن الجهاد وانما اعلنوا تأييدهم للانكليزي المحتل واخذوا يتصلون به ويعقدون الاجتماعات ويكيدون بمن نزفت دماؤهم وفاءاً لهذا الوطن في ذات الوقت الذي كانت القوات البريطانية تواجه حصاراً قاسياً ضربه عليها المجاهدون ..
 
ثورة العشرين احدثت جرحاً كبيراً في جسد العدو جعلته يفكر في طريقة الانتقام من هذا الخط ونجح بذلك نسبياً ابتداءاً من حربه الباردة التي استخدمها لطمس هوية الثورة وصنع تيارات معادية لقادة تلك الثورة والتي ما زالت رواسب افكارها تلوث ملايين العقول المستحمرة فضلاً استخدام الخونة من دُماهم الجاهزة من امثال الحصري وعبد المحسن السعدون الذي استطاعوا بواسطته التخلص من عشرات العلماء من قادة الحراك الوطني حتى اصبح ذكر الثورة مثلبة والتطرق لقادتها -الذين كانوا جميعهم فقهاء عظام- يُنبذ صاحبها ويُنعت بالدخيل فاقد العروبة ويُتهم بالطائفية والعنصرية بينما يُنصب في نفس الوقت لـ عبد المحسن السعدون تمثالاً في قلب بغداد !
واسماء الخونة العملاء تملأ المناهج والبرامج التعليمية والثقافية الرسمية تحت عناوين براقة ومواضيع يقطر منها الوفاء والاخلاص والبطولة !
دفناً للحقيقة وذبحاً لتاريخ شيعة العراق الذين هم الحراس الحقيقيون لهذه الأرض ..
لم يختلف اليوم عن الامس سوى كثرة المنافقين حولنا ممن باعوا ذممهم في سوق العمالة اضافة إلى عدونا الصريح الذي ما زال مصراً على التفكير بعصبية الجاهلية الحاقدة لسلب عروبة شيعة العراق ومصادرة جميع حقوقهم..
 
ويبدو ان تلك الصورة صارت سبباً لكتابة المقال الذي لم ينحصر في تناول انصاف الرجال فقط وانما لفضح الكثيرين من امثال السعدون والحصري في وقتنا هذا ممن لا شغل لهم سوى التآمر على هذا الوطن باستنزافه ومصادرة حقوق ابنائه الشرفاء وتشويه الحقيقة ليُصبح القاتل المُفسد والسبب الاكبر في خراب الديار وذبح الاطفال وسبي النساء وقتل الآلاف من الشبان في مجازر ادمت قلب العالم هو البطل الأوحد، مفجر الثورة وحامي حياض البلد والمدافع عن مقدساته حتى كاد التضليل ان يجعل منهم ارباباً بينما اصحاب الحق واسياد المواقف الشريفة ما زالوا يدفعون الثمن بتضحياتهم العظيمة المستمرة!!
 
من هنا نُدرك بعض حكمة مرجعنا المفدى الامام السيستاني والذي قرأ التاريخ لا كما قرأناه، وسنفهم لماذا دعانا لتدوين بطولات مجاهدينا وكتابة تاريخ هذه الحقبة والتأكيد على تقصي حكاية كل شهيد وتوثيق تفاصيل جميع المعارك وبطولات شجعانها.. في الوقت ذاته نُدرك العبقرية التي يحملها بحيث هزم جميع تلك القوى التي جاءت بآلاف الاضعاف مما جاءت به بريطانيا انذاك من الجند والدهاء والاسلحة والعلوم ، فهزمهم ورد كيدهم الى نحورهم والمطلع على تفاصيل ثورة العشرين ومجريات الاحداث فيها يعرف اي قوة يملكها اليوم سيدنا المعظم الامام السيستاني (مدّ الله ظله) حتى حقق ما لم يحققه غيره منذ اكثر من 1300 سنة .
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد الحلفي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/09/24



كتابة تعليق لموضوع : ما اشبه اليوم بالبارحة!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net