صفحة الكاتب : عدنان فرج الساعدي

القصة الكاملة للشهيد الذي صلبه سمير الشيخلي ثلاثة أيام في ساحة 55
عدنان فرج الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 ظلت حادثة تعليق أحد الشهداء في ساحة 55 في مدينة الثورة أواخر عام 1987 لغزاً لم يحل طلاسمه الا القليل .
 
فبالرغم من إن سلطة البعث حاولت أن تشيع بين الناس إن " القتيل" المغدور والمعلقة جثته على متكأ في ساحة 55 وسط المدينة المنكوبة هو أحد أصحاب الالقاب " الخوشية" وإن صلبه لثلاثة أيام كونه "خائناً وجباناً "
 
الا إن هذه الاوصاف يعرفها أهل المدينة جيداً فما إن تطلق هذه الالفاظ على شخص ما  الا وقد عرف الجميع إنه بطل من الابطال جابه السلطة الغاشمة وهذا هو حال شهيدنا
 
أحد أشقائه كان منتمياً لحزب الدعوة الاسلامية وكان غائباً عن الانظار والعائلة متحفظة حتى طرقت جلاوزة أمن الثورة يوما باب العائلة الرسيتماوية أحدى عشائر السراي وما إن خرج اليهم" حسين " الشاب المتدين حتى جعلوا الكيس في رأسه مشتبهين به انه هو المطلوب .
 
إختفى حسين بحدود الاربعة أشهر حيث إطلق سراحه , الا ان الغريب إنه كان غير طبيعي في تصرفاته وصحته فيها وهن وعليه أثار التعذيب وقيل في وقتها انها أثار صدمات كهربائية ومباشرة دعي للخدمة العسكرية فذهب وبقي أشهر الا إن ما لبث أن رفض الاستمرار في هذه الخدمة المذلة
 
كانت عائلة الشهيد حسين جاسم حسون داغر إحدى عوائل المدينة التي أصابها الظيم والقهر والظلم فها هي الحرب تحصد أبناء المدينة في الفاو ونهر جاسم وجزيرة أم الرصاص وعربد وشرق دجلة وتلول الله اكبر والخفاجية ومنهم شقيقه الاكبر الذي وصل في 2/2/1987 ملفوفاً بالعلم العراقي نتيجة معارك الفاو في جنوب البصرة
 
إذن رفض حسين الذل وبقي يحمل مسدساً معه بشكل دائم خوفاً من اعتقاله او الاعتداء عليه من ازلام النظام وجلاوزته
 
حسين كان من مواليد 1964 وكان يسكن في قطاع 5 ثم انتقل الى قطاع 4 دور الموظفين
 
ولم يكن " أبو علي " خوشياً ابدا بل هو ممتعض جدا من الحزب وازلامه بعد تأثره الشديد من الاعتقال والتعذيب ثم "إستشهاد" شقيقه في معركة الفاو
 
خرج حسين يوما باتجاه  المنطقة المحصورة بين سينما علاء الدين ومتوسطة الرياض وما أن حوصر في هذه المنطقة حتى تمكن من الهروب من المفرزة مع إصابته باطلاقات نارية وقفز على متوسطة الرياض تحديدا من شباك أحدى الصفوف
 
 وسبحان الله دخل في بيتهم القديم  وكانوا فيه رجل وأمرة كبيران فاخرجهما واشتبك مع الضباط والجلاوزة وتم تبادل اطلاق نار بينهما قتل على أثرها ضابط المفرزة وجرح اخر
 
 
 
قاوم الشهيد لمدة ساعتين كاملتين في هذا البيت الفارغ الذي يقع في ركن قطاع 5 من جهة دار التمريض على شارع الفلاح بالرغم من اصابته باطلاقات في جسمه . ويروي البعض إن الشهيد لديه مسدس فقط ولايمكن ان يبقى لساعتين يرمي فيه لذا فإنهم يقولون انه استولى على رشاشة من أحدهم 
 
وبعد ان نفذ عتاده دخلوا عليه وافرغوا الرصاص في جسده الطاهر ثم اتجهوا به الى مركز شرطة النصر في شارع الداخل  قطاع 3  ومن ثم سلحوه " غلت أياديهم القذرة "  لساحة 55 وذلك في شهر تشرين الثاني عام 1987
 
وبعد إنقضاء الايام الثلاثة  إخليت جثة الشهيد من قبل الامن والحزب ودفن في جهة مجهولة لا تعرف لحد الان
 
 وعلى الفور تم حجز  والد الشهيد البزاز في سوق الاولى واخوانه واخواته من ضمنهم والده في المعتقل وظل الوالد بحدود شهرين في التسفيرات التابعة للداخلية بأمر المجرم سمير الشيخلي  .
 
لم يقم اهل الشهيد بعمل مجلس عزاء بسبب ضغط الجهات الامنية   فيما ان محل والده في سوق الاولى اصبح مراقباً مع محاسبة الناس التي تشتري منه ومن ثم تم غلقه
 
تم ارسال شفلات لتهديم البيت في اليوم الثاني لاستشهاده الا انهم وجدوا قطعة سوداء معلقة تشير الى شهادة اخيه الاكبر في الحرب فاتصلوا ثم انسحبوا
 
 تحركت عائلة الضابط القتيل  روي إنه "ضابط الأمن كريم درويش من قطاع 75 " مباشرة وطلبت فصلاً عشائرياً فلم تقبل الا بثمانية الاف دينار بعد ايام من قتله ...عام 1987
 
بينما كان والده وافراد العائلة بالسجن بلغوا ..من يريد ان يستلم الجثة ..فلم يبادر احد من العشيرة الى ذلك ؟؟؟؟؟
 
ظل رجال الامن والحزب يترددون على الدار ويهددونهم ويستفزونهم حتى جعل الناس تبتعد عنهم حتى العشيرة بل ويستدعونهم في مراكز الامن بين فترة وإخرى
 
قيل إن المطرب حسين البصري غنى لأجله  في حينها أغنية اشتهرت كثيراً وهي  (نايم المدلول حلوة نومته)..
 
الشهيد لم يتزوج رحمه الله وكان متدينا ويصلي ولا ينام الا والمسجل فيه بكرة قران وكان متعلقاً بوالدته چيتاية مشكور عطية الرسيتماوي 
 
الغريب ان شهيدنا والى هذه اللحظة لم يعتبر شهيداً حسب مفاهيم وقوانين وتعليمات وروتين مؤسسة الشهداء ولم يتم ادراجه في سجلات مؤسسة الشهداء ؟؟؟
 
أيتها المؤسسة المتعالية ... كيف مثل حسين لا يكون بين سجلات شهداء هذا الوطن .. لوكان هناك حزباً وراءه أبقي اربعة عشر عاماً دون أن يدرج ؟
 
حسين فخر ال رسيتم ..وفخر المدينة وفخر العراقيين ..ايتها المؤسسة المتعالية على شهداء لم ينتموا لحزباً ؟؟؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدنان فرج الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/09/21



كتابة تعليق لموضوع : القصة الكاملة للشهيد الذي صلبه سمير الشيخلي ثلاثة أيام في ساحة 55
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : عبدالرحمن ، في 2017/05/08 .

قتل ضابط شرطة وتريده يكرم طبعا يصلب اسالك بالله لو شخص قاوم رجال الشرطة بهذا الوقت وقتل منهم شنو مصيره هل يكرم ام ينال جزائه؟؟
كافي من هاي القصص البطولية الورقية




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net