صفحة الكاتب : عزيز الخزرجي

ألعدالة في العراق بين هوى السياسيين و آلمعايير ألأنسانية !؟
عزيز الخزرجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لا نعني قياس أو مقارنة آلوضع العراقي الجديد بعد 2003م مع آلوضع أيام النظام البائد ألأسود أو حتى أي نظام عربي جاهلي متخلف قائم إلى آلآن, فآلفروق معروفة .. و هناك فاصل كبير ما بين السماء و آلأرض بينهما – بين العراق الجديد ألذي أصبح فيه كل شيئ بآلمكشوف و بحرّية و بين نظام بائد – أو أنظمة ظالمة - كانت تهدر و ما تزال حقوق و دم الشعب آلعربي كما يهدر آلأطفال آلماء, و كأنها لا كرامة لها! و كذا الأموال و الشرف صار رخيصاً إلى الحدّ ألذي باع العراقي آلمسكين أيّام نظام البعث الجاهلي حديد و شبابيك و سقف بيته كي يعيش, و أقول بأنّ سقوط ألنظام البعثي المجرم كانت معجزة إلهية .. بل فلتة التأريخ – كما أُسميّه – حين هجمت قوات الحلفاء ألتي كانت تدعم النظام ضد الثورة الاسلامية حتى قبيل سقوطه - بإذن من هيئة الأمم المتحدة لإزالة أقسى و أظلم نظام جثم على صدر العراق عقوداً ليتخلص العراقييون منه بعد ما قتل أكثر من خمسة ملايين عراقي لأسباب مختلفة, و تجويع ألباقيين منهم و إذلالهم لإشباع العرب و الأجانب, حسب آلسياسة العوجاوية التي خطّطتْ لها حسب معادلة ألقبض و آلبسط في آلتعامل و العطاء .. "ألقبض"؛ بمعنى تجويع العراقي و يعادله إشباع العرب و الأجانب من الأمريكان و الأنكليز و الفرنسيين و الألمان بتصريف أسواقهم و مضارباتهم و أسلحتهم مع ضمان آلنظام بعدم قدرة ألشعب العراقي ألذي فقد آلأرادة .. ألقيام بآلثورة ضدّه بسبب وجود عشرة أجهزة أمنية و جيوش جبانة تحرس الدكتاتور ليل نهار بعد ما سخّر  كلّ طاقات العراق لحماية نفسه بأموال النفط و الكلّ "تنابلة" و عاطلة عن العمل, هذا من جانب, أما جانب "آلبسط" في السياسة آلبعثية البائدة فكانت لكسب ودّ العرب و الأجانب على حساب قوت الشعب العراقي و لقمة العيش لفرض إسم المريض المقبور المجرم صدام إعلامياً كفارس للعرب بسبب عقدة النقض التي كان يعانيه!

لا نعني تلك المقايس و تلك الأوضاع ألمأساوية أبداً .. لكونها باتتْ واضحة كآلشمس للجميع خصوصاً بعد ما تكشفت حقيقة النظام بعد السقوط و ما جناه على العراق و العراقيين, حتى إنّ أحد المسؤوليين الفلسطينيين قال لي مؤخراً بأننا لم نكن نعلم بكل تلك الجرائم التي قام بها صدام ضد شعبه, و الله أعلم بنية هذا الفلسطيني ألذي كان من المدافعين عن النظام حتى الأمس القريب!

بل ما نعنيه من العدالة في العراق الجديد هو :

تطبيق العدالة في العراق بين هوى السياسيين و معايير تطبيق العدالة آلأنسانية, بعد تصريحات رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني في حضور الكتل السياسية التي شاركت في مراسم آلفاتحة على روح والدته ألسيدة حمايل خان!

حين أعلن رئيس إقليم كردستان السيد مسعود البرزاني بأنه سيقيم العدالة في كردستان و العراق معاً, جاء ذلك في ختام إنتهاء مراسم آلعزاء التي أقيمت في أربيل يوم السبت الماضي.

أنا - و أعوذ بآلله من آلأنا - أتحدّى آلسيد مسعود برزاني و جلال الطالباني و لجانهم السياسية  و جميع رؤساء الكتل السياسية ألعراقية و ألعربية و الكردية و الاسلامية .. أن  يُوضحوا لنا معنى "العدالة" .. و لو ضمن آلمعايير الوضعية التي وضعها آلفلاسفة الارضيون .. مُجرّد معناها؛ أنا و لمعرفتي بواقع  العراق و العراقيين متأكد بعدم فهمهم و وعيهم لمعنى و فلسفة العدالة ألتي أرادها الله تعالى أو حتى الفلاسفة آلأرضيّين كسقراط و شوبنهاور و ديكارت و ماسلو و غيرهم للحقوق آلطبيعية للأنسان .. إننا نطالبهم بمجرد تعريف أكاديمي أو أدبي منصف و شامل  لتلك آلكلمة التي يرددونها كآلببغاء من دون معرفة و فهم معناها – فقط تعريف صحيح - لا أكثر و لا أقل, فآلدستور العراقي نفسه لم يوضح أبعاد تلك العدالة سوى إشارة بسيطة للمساواة و الحرية بين أبناء الشعب من دون وجود الشفافية خصوصاً في كيفية توزيع الموارد الطبيعية ألعراقية و آلأستفادة منها!؟

 كما إننا نترك مسألة التطبيق و إقامة العدالة عملياً على أرض ألواقع و نشره في المجتمع, فهذا أمرٌ قد يُبرّره كما هو آلمعتاد - جميع آلكتل ألسياسية ألعاطلة عن العمل .. بدعواهم أنّهم غير مسؤولين عن الأخطاء و الجرائم و السرقات و ذلك بإلقاء أللوم على هذه آلجهة أو تلك  الجهة و هي كلمة حقّ يُراد بها الباطل, و السياسيون العراقيون إن كانوا لا يعرفون شيئاً من الأخلاق و الأدب و العلم و التقوى و آلفكر فأنّهم يُتقنون على آلأقل لغة التزوير و آلنفاق و الكذب فتلك تربية بعثية ما زالت آثارها فاعلة بين الأوساط للأسف, و هذا ديدن ألسياسيين كما عرفناهم منذ أكثر من نصف قرن .. بل على طول التأريخ العراقي منذ زمن السقيفة!؟

 

و  الدليل على عجزهم في إقامة ألعدل هو:  إن ما قاموا و يقوموا به إلى آلآن من تبذير لأموال العراق على  ذويهم و أحزابهم و أجهزة آلحمايات ألتي تصل إلى أكثر من ألف شخص أحياناً .. و الألبسة و الأربطة "العنقية" ألمقززة للروح آلسليمة بألوانها الصريحة ألنشاز لأنها لا تُليق بآلسياسيين آلعراقيين أساساً بسبب جهلهم بجمال الألوان و حالة أبدانهم و أعناقهم و كروشهم, و كذلك موائد الترف و آلبذخ و آلقصور و العمارات و إحتكار آلسلطة و تبذير آلأموال و تسنينٍهم لقوانين لا تتفق مع أبسط القواعد الأنسانية, كآلموقف من إعدام ألمجرمين, و دفع مبلغ خمسة آلآف دولار أمريكي لكل جريح أمريكي قبل أيام من قبل آلسيد جلال آلطالباني من أموال الفقراء العراقيين, و تبذير مئات الملايين على أحزابهم و المرتزقة ألمرتبطين بهم .. في مقابل فقدان الكهرباء و الماء و الخدمات العامة .. كلّ ذلك يُوضح بأنّ هؤلاء ليس فقط لا يقدرون على تطبيق ألعدالة ألأرضية - ناهيك عن الألهية السماوية - بل إنّهم لم يفهموا معنى العدالة و الأنصاف و الحرية و الحق!؟


لذلك:



كيف يُمكن لمن لا يفهم معنى العدالة آلأنسانية و حقوق الأنسان ألطبيعية و آلتواضع و آلمحبة و آلعشق أن يُطبّق العدالة و لو آلارضية؟

إنّ السيد رئيس آلوزراء مُكلّف من قبل أكثرية آلشعب – و هذه فرصته آلتأريخية - لأن يلعب دوره في إحقاق ألحق و تقسيم ثروة العراق خصوصاً و مواقع المسؤولية على الذين تمّ تعذيبهم و قتلهم و ملاحقتهم و سجنهم و تشريدهم .. و نخص بآلذكر ألسجناء  السياسيون لأنهم ألشهداء الأحياء - و المغتربين منذ السبعينات و الثمانينات فهم عماد الحكومة و آلشعب و لهم وزنهم السياسي و آلعلمي و إمتدادهم بين آلناس, و على الحكومة أن لا تأخذها في الله لومة لائم خصوصاً إذا كان ذلك اللوم من قبل ألمنتمين للنظام السابق و الذين لم يتوبوا حتى بعد فتح العراق ألذي كان غارقاً في الدم بسببهم, و آلله هو الناصر و المعين

إنّ رئاسة الوزراء هي أعلى سلطة تنفيذية, ليس من حق أية سلطة أخرى فرض رأيها عليها, خصوصاً في الوضع العراقي ألمأساوي و ألمعروف للجميع, فرئاسة الجمهورية و نوابه الأرذلين لا يهمهم سوى جيوبهم و مصلحة كردستان, كما أنّ رئيس آلبرلمان "ألنجيفي" ثبت أنه لا يريد مصلحة آلعراق و العراقيين خصوصاً بعد إعلانه تأييد تقسيم آلعراق, لتنفيذ مخطط اليهود لكون السنة لا يمتلكون قيادةً و إستراتيجية و منهجاً عقائدياً  متطوراً و إنسانياً كما الشيعة ! كي يكون "الأنفصال ألسنيّ" تمهيداً لضم آلمثلث السني غرب العراق تحت هيمنة آل سعود اليهودية, و بالتالي مقدمةً و تمهيداً لأنشاء الدولة العبرية من البحر"ألمتوسط" إلى النهر"ألفرات" حسب بروتوكولات حكماء صهيون, بعد ترتيب و تنظيم أوضاع الحكومتين الأردنية و السورية.

لهذا فإنّ آلمطلوب من آلحكومة العراقية هو تأسيس قاعدة قوية من المخلصين عبر الحكومة  المركزية بقيادة رئيس الوزراء ألذي صبر طويلاً , و بعض الصبر غير محمود - خصوصاً إذا كانت النوايا من الطرف الآخر غير إنسانية بل و معلومة المسير و المصير.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عزيز الخزرجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/08/05



كتابة تعليق لموضوع : ألعدالة في العراق بين هوى السياسيين و آلمعايير ألأنسانية !؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net