صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

كلمة واحدة لاغير
علي حسين الخباز

 من انت؟ 

قلت: انا كاتب قصة، اجوب العالم أبحث عن نماذج انسانية لها فعل بطولي أنميه في خيالي، حتى يصبح بالصورة التي اراها اكتملت، لأقدم هذ الفعل البطولي الى الناس. 
هنا اعترض الحاج:ـ لكن عليك ان تعرف اني لست من صنيعة أفكارك، أنا الحاج زامل عبد الحسين الدراجي من اهل ميسان، انسان حر لي كياني الادمي، وموقفي.. اتركني لنفسي وانصرف الى خيالك، انا لست بحاجة الى من ينتقي من فعلي الذي يريده هو. 
قلت له: حاج رجاء اهدأ كي افهمك القضية. 
صاح غاضباً:ـ انا لا أريد أن استمد حياتي من أفكار احد، كل ما وهبني الله من فرح وألم وحياة هي من صنع الله تعالى، لي حياتي وحكايتي فلا تحشر نفسك وكأنك انت من خلق تلك الأحداث التي عشتها أنا. 
نحن ابطال الدفاع المقدس لسنا ابطالا من ورق، نحن ابطال واقع عراقي رشيد لا نحتاج الى تزويق. 
قلت: يا حاج، انا كل الذي اريد ان افعله ان اصوغ فعلكم الانساني الى الناس، ففي حياتكم دلالات ومعان نادرة، والانسان المعطاء ليس ملكا لذاته، بل هو ملك امة وسيكون جزءا من تاريخها بدءا من لحظة الفعل. 
قال الحاج:ـ هذا يعني اننا نمتلك النموذج الذي ستنقله الى الناس وليس من حقك ايها الكاتب ان تسيرنا حسب اسلوبك. 
اذن، اكتب انت وارني ماذا ستكتب. 
قلت: حاج ترفق بي فأنا جئت لخدمتك، كتبت في السطر الاول (والحاج يتابع كل كلمة معي). 
نظر الحاج زامل الى من حوله في المضيف قائلاً: أعاهدكم اني لن أقول لها شيئاً فاطمئنوا. 
اعترض الحاج لكن هذه المرة بهدوء: هل تعرف انها زوجتي وام اولادي، ألا يكفي انها أم خضير، لكن رغم ذلك انا ما عاهدت احدا ان لا اقول لها شيئا بل عندي في صدري كلمة واحدة لابد ان اقولها لها. 
قلت:ـ ما هي يا حاج، لقد أخذني الفضول.. قال الحاج: لا أريد أن أقولها إلا لأم خضير ودع أمرك لي، واكتب ما سأرويه لك، قلت:ـ أمرك حاج فقال:ـ اكتب يا بني، تعرضت منطقة الهياكل لهجوم بسيارة مدرعة ومفخخة، كان ذلك في يوم عاصف برياح ترابية مما ادى الى صعوبة استهداف السيارة بصواريخ (الآر بي جي سفن) لانعدام الرؤيا. 
كنت اتمنى لو كنت لحظتها قريبا منه، لكني لا املك سوى ان انظر الى المشهد الذي امامي، وإذا بشاب يركض مرتديا العلم العراقي، وقف امام المدرعة واستهدفها بصاروخ فانفجرت.. احسست حينها ان الشاب تعرض لشظايا الانفجار. 
قلت مع نفسي: طوبى لهم.. هؤلاء هم شبابنا فيهم اصل من علي الاكبر (عليه السلام)، وقررت في ذات اللحظة ان اذهب اليه واحتضنه كأب غاب عنه ابوه، اقبله اعانق فيه العراق، وإذا بأصدقائه يمنعوني من التقرب اليه.. اتركوني عساي اتعرف عليه، ما دام هو ابن ميسان، دعوني اكون قربه وهو يلفظ انفاسه الاخيرة. 
اشتد الموقف، المقاتلون يبكون تحررت منهم، كنت اريد ان اتبارك به، وأسأله: انت ابن من؟ اقتربت اليه وإذا به ابني خضير ولدي الذي تركته يرعى والدته واخوته، اكيد اقنعها ليأتي الجبهة مقاتلا..! 
صرخت عاليا: انه ولدي هذا البطل الذي استقبل المدرعة بصدره، ولدي هذا الذي له وثبة علي الاكبر (عليه السلام). 
قال وهو يلفظ أنفاسه الاخيرة:ـ اعذرني جئت للجبهة دون علمك يا ابي، و(العباس اخو زينب) لم استطع ان اقف امام الحسين (عليه السلام)، ارفع رأسي بحضرته لأزور..! كيف لي ان ارى ابي يقاتل وهو ابن الثالثة والستين سنة وانا في البيت، صعبة يا ابي، سامحني، كان صوت الحسين يصرخ بي: هيهات منا الذلة.. ولفظ بين يدي آخر انفاسه، رحم الله ولدي خضير.. 
نظرت اليه وانا بكامل فضولي: ماذا نويت ان تقول لأم خضير يا حاج بعدما اخفت عليك قضية التحاق ولدها للجبهة، نظر الي الحاج وابتسامة ألم بين شفتيه:ـ هل انت مصر ان تعرفها..؟ 
قلت:ـ اي والله حاج. 
فأجابني:ـ والله كلمة واحدة لا غير.. سأقول لها ان سيدتي ومولاتي زينب (عليها السلام) أنجبت الف زينب في العراق.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/09/19



كتابة تعليق لموضوع : كلمة واحدة لاغير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net