رداً على ما ورد من مكتب إعلام د . وليد الحلي . في موضوع ( صيانة كرامة الانسان وتحرير الارض هي معالم الاصلاحات الجديدة ) .
صباح ناجي
 والمنشور في موقع كتابات في الميزان بتاريخ  10/09/2016 .
 
بدءً سأتكلم مع د . الحلي  باعتباره سياسي , وأحد قادة حزب الدعوة الاسلامية ومنظريه , ومستشار لرئيس الحكومة العبادي . كنت قد سجلت عليه الملاحظتين التاليتين :
1 ــ السؤال عن أهم إنجازات حكومة العبادي خلال عامين , لسؤال صادم ومحيّر بإجابته حقا ً !. وأعطيك الحق لو اتبعت اسلوبا ً ملتويا ً للإجابة , كما فعلت وأجبت بصورة طوباويّة بالجملة التالية (ان العراقي ينبغي ان يرصد الإنجازات في الاصلاحات من خلال المعايير الاساسية في التقويم ) !؟. ما الذي يمكن أن نفهم ما تقصده من هذه الجملة ؟. وبدل من أن ينصرف ذهن القارئ الى ما ستذكره من إنجاز لحكومة العبادي , حسب التراتب الذهني للجُمل , وقد هيأت المراد لتلقي لمنجز بذكر (ولقد كرمنا بني ادم) حتى نفاجئ بسردك انتهاكات وممارسات في ماضي البعث المقبور وخليفته داعش الآن وغيرها , بحشو غير ملزم , وهذا يدّل على أنّ لا منجز هناك البتة لحكومة العبادي ممكن الكلام فيه وتقديمه للناس !. وأنت من الحيرة والخجل مما اضطررت لأن تستخدم اللغة التمويهية فقط لذر الرماد في العيون , وحرف الذهن عن مضمون السؤال الذي لا جواب له .
أين يكمن الإنجاز الخاص بحقوق الإنسان , والساحة العراقيّة تنتهك كل يوم , بتفجيرات تحصد الصغار والكبار نساء ورجال ( كتفجيرات الكرادة ومثيلاتها )  ؟. أين الإنجاز الخاص بحقوق الإنسان , وذوي الشهداء وضحايا الإرهاب والتفجيرات , يعانون الأمريّن العوز والمرض ؟. أين الإنجاز الخاص بحقوق الإنسان , والشعب لا يزال يعيش غصّة شهداء سبايكر ؟ والصقلاوية ؟ وسجن بادوش ؟ وناظم الثرثار وغيرها ؟ . أين الإنجاز الخاص بحقوق الإنسان , وقد أمضيتم وأقريّتم عفوا ً عاما ً عن المجرمين والقتلة والإرهابيين وسرّاق المال العام ؟. 
ــ ألم تكن أنت بالذات ممن اعترض على( توقيت ) إقرار العفو العام , ولم تعترض عن أصل قانون العفو ؟. بمعنى أوضح أنت مع إخراج الإرهابيين والقتلة وسرا المال العام !. ولك أن تراجع مقالك المنشور حول نفس الموضوع على موقع كتابات في الميزان في 22/08/2016. وكنت قد استخدمت نفس اللغة التمويهية الطوباويّة لتوصيل فكرة مجانبة للحقيقة وتظهر نفس كمن يرفض قانون العفو .
 
2 ــ ذكرت في معرض إجابتك عن المنجز الحكومي ( ان الحكومة الحالية تمكنت .. من ان تقلب المعادلات التي وضعت من بعض الدوائر الاقليمية والخارجية لتكون لصالح الوطن .. ) كما وذكرت جملة ( وبهذه الهمة العالية بات العراقي مرفوع الرأس ويتحدى الاٍرهاب والأشرار، ويفتخر بكرامته الانسانية وقيمه وانتصاراته على الباطل ) .
لم نكن ننتظر من المثقف ولا من السياسي , هكذا طرح يسفّه العقول ويستحمرها , بهذه الفقرتين كنت قد ( طمطمت ) أشياء وأخفيتها , وغمطت حق وانجاز قاموا به آخرين ولصقته عنوة بالحكومة وجعلته أحد إنجازاتها المبهرة !.
ــ ( طمطمت ) أشياء وأخفيتها عن من كان السبب في سقوط ثلاث محافظات بيد داعش , وأقصد به السيد ( المالكي ) رئيس الوزراء , وبنفس الوقت أمين عام حزب الدعوة . وفي وقت كانت الوزارات الأمنية بيده وكالة , فضلا عن أنه القائد العام للقوات المسلحة . وصورت الأمر وكأن العراق بلد مستقر وآمن وحدوده آمنة , وعلى حين غرّة تداعت الحدود تحت أقدام الغزاة (الداعشيين ) من الخارج  ودخلوا ثلاث محافظات واسقطوها ؟. ألم يكونوا الدواعش ( السياسيين ) منخرطين بالعملية السياسية ؟. وباسماء وعناوين لم تخف عن المواطن البسيط ؟. ألم يترك المالكي ساحات الاعتصام تنمو وتكبر وتتضخم بالشحن الطائفي والسلاح الضخم والإعداد لكل سيئ حتى حلّت الكارثة ؟. تركها دون معالجة , وكأن الأمر به ( إنّه ) ؟. 
وإذا سلمنا وأن الخطر قد حلّ بالعراق هكذا من دون مقدمات ( وسبب مباشر من شركاء العملية السياسية ) , ونظرنا اليه من دون الإلتفات الى الوراء والبحث عن الأسباب والمسببات وسألنا أنفسنا السؤال التالي :
ــ مَــن صــدّ هــذا الــخــطــر وتــمــكــن مــن أن يــقــلــب الــمــعــادلات ؟؟؟. 
ــ ألــم تــكــن الــمــرجــعــيّــة ؟؟. بــفــتــواهــا الــعــظــيــمــة فــتــوى الــجــهــاد الــكــفــائــي !.  
ما لكم كيف تحكمون !. 
ــ إن رئيس الحكومة ( حيدر العبادي ) الذي لم تنفك تدافع عنه وتحسّنه وتجمّله , كان أكثر إنصافا ً ومروءة منك , لأنه لم يذكر أنتصار ما من الانتصارات على الدواعش , إلا ّ ويذكر دور المرجعية وفتواها , ولولاها لما كان هناك إنتصار !. لماذا تبخسون الناس أشيائهم ؟ أمن العدل ؟. أمن الإنصاف ؟. لماذا تكرهون المرجعيّة ؟. لماذا يصيبكم الدوار حينما تذكرون أسمها ؟. لماذا تغمطون حقها ؟. هل ذلك من الدين ؟.  وهل كل من تختلفون معه تفعلون معه هكذا ؟. وهل المرجعية بالنسبة لكم ندّ سياسي ؟. أو منافس لكم في نفوذ ؟. أو سلطة ؟. ما لكم ؟. 
ــ هل أنت متأكد ( وانت تسكن برجك العاجي ) من ان العراقي بات مرفوع الرأس ويتحدى الاٍرهاب والأشرار بسبب هذا المنجز الحكومي ؟. هلا ّ سقت لنا مثالا ً من الناس, تصريحا من مواطن مثلا , أو استبيانا ً ما  ؟. إحصاءً ما ؟. استفتاءً ما ؟. ألم ترى بعينك وتسمع بأذنك الهتافات الشبه يوميّة و ( المليونيّة ), بأن المرجعية هي صاحبة الفضل والمنة على العراقيين جميعاً , من خلال فتوى الجهاد الكفائي , التي حفظت الأرض والحرث والنسل , وحفظت المقدسات والأعراض , وحفظت العملية السياسية من ان تنهار , وجعلت ( رجالاتها ) يتنفسوا الصعداء , بعد رأوا  الموت الزؤام بأم أعينهم , وهو يهدد أسوار بغداد , وأنت واحد منهم !. 
لماذا كل هذا الحقد على المرجعية ؟. هل ترضى أن أسوق لك ( لكم ) بعض الأسباب  التي تجعل موقفكم سلبيا من المرجعيّة : 
1 ــ لأنها أجبرتكم على كتابة الدستور  بأيدي عراقية , ورفض الدستور المؤقت المطروح من قبل بريمر !.
2 ــ لأنها أجبرتكم على انتخاب جمعية لكتابة الدستور , ورفض ونسف الواجهة ( المحاصصاتيّة السياسية ) والتوافقية ( المقيتة ) المتمثلة بمجلس الحكم العقيم !.
3 ــ لأنها أجبرتكم على الإنتخابات لأن كان التوجه حينها هو التعين !.
4 ــ لأنها رفضت الاحتلال وقاومته بالطرق السلمية !. 
5ـ ــ لأنها أشارت الى نبذ المحاصصة ولم تستجيبوا !.
6 ــ لأنها رفضت التدخل الأجنبي وابيتم إلا ّ الارتماء بحضنه !.
7 ــ لأنها نادت بالسلم الاهلي وابيتم إلا تمزيقه وتمزيق وهدر حقوق الإنسان والحيوان والجماد !.
8ــ لأنها أشارت الى مواطن الخلل ولم ترعوي ذلك !.
9 ــ لأنها نادت بمحاربة الفساد وأبيتم إلا تكريسه !.
10 ــ لأنها دعت الى تقديم الرؤوس الكبيرة ممن نهبوا المال العام للقضاء واليتم ذلك !.
11 ــ لأنها دعت الى العمل وفق ما يمليه الدستور والقانون وابيتم إلا خرقه واختراقه !.
12 ــ لأنها راعية الإصلاح رقم واحد على الإطلاق في العراق لما تحمله من نزاهة دين ونبل أخلاق وفقه شرع !.
13 ــ لأنها دعت الى إصلاح القضاء وابيتم إلا ّ الإستهانة به وبمقدرات ومصائر الناس !.
14 ــ لأنها دعتكم الى اتباع الحوار السلمي لحل الأزمات السياسية , وأبيتم إلا المناكفات و ( العركات ) المستهترة التي لا تواز بمستواها مستوى ادنى شريحة في المجتمع !
ــ لأنها دعتكم الى إقرار القوانين التي تصب في خدمة المواطن , فأبيتم إلا المماطلة والإبقاء على القوانين القديمة !؟ 
15 ـ لأنها دعتكم الى نبذ العنف وتسليم السلاح الى الدولة حصرا , وابيتم إلا تكوين الميلشيات !.
16 ــ لأنها دعت الى تقوية وتعزيز ودعم ومساندة القوات الأمنية والجيش , وأبيتم إلا تخريبه والإستهانه به وتشويه سمعته حتى أسقطتموه لقمة سائغة بيد الشرار !. 
17 ــ لأنها دعت بفتوى الجهاد الكفائي في 13/6/2014م الى الإنخراط بالقوات الأمنية لقتال داعش , وأبيتم إلا تشكيل هيئة الحشد , لتكون قوة موازية للقوات الوطنية !. ولتحفظ الأذرع المسلحة لأحزابكم وكتلكم وتياراتكم السياسية !. 
18 ــ لأنها لم تنفك من تقريعكم , وفضح اساليبكم وتكريسكم للفساد والإفساد بكل مفاصل الدولة العراقية !. 
19ــ لأنها دعت المؤمنين والناس جميعا أن يجتهدوا بالدعاء بيوم عرفة , على من لم يكن قابلا ً للهداية من الحكام والمسؤولين العراقيين , وما اكثركم !.
20 ــ لأنها لا أحد بمقدوره أن يتنبأ بماهية الخطوة التالية ضدكم وضد مجمل الإنحراف القائم بالدولة وبالعملية السياسية برمتها !.
21 ــ والقائمة تطول .. ولا أظن منصفا في الدنيا بعد أن يعرف بالذي يجري في العراق , من هدر لحقوق الإنسان على  يد سياسات النظام المنحرفة , المتمثلة بالسياسيين الفاسدين قبل الإرهابيين ,  ,  يُقرّ بما تقول باعتبارك جزء من ذلك النظام !.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صباح ناجي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/09/10



كتابة تعليق لموضوع : رداً على ما ورد من مكتب إعلام د . وليد الحلي . في موضوع ( صيانة كرامة الانسان وتحرير الارض هي معالم الاصلاحات الجديدة ) .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net