صفحة الكاتب : حسن الهاشمي

معطيات الحضور الفاعل في المجالس الحسينية
حسن الهاشمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 ثمة توصيات إلى كافة المؤمنين والمؤمنات الذي يسعون لنيل رضا الله تعالى ورضا أئمتهم عليهم السلام وسيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام وأم المصائب الحوراء زينب عليها السلام، آملين من الجميع الاقتداء بالمعصومين الهداة الميامين وهم يحضرون المجالس الدينية ويعظمون الشعائر الحسينية ويؤدون دورهم في المجتمع بأفضل وجه، عبر الالتزام بهذه التوصيات: 
 
1- تقوية العلاقة مع الله تعالى في العبادات وأداء الطاعات واجتناب المحرمات. 
2- جعل الأعمال خالصة لوجه الله تعالى كما كانت عليه الزهراء وزينب (عليهما السلام). 
3- المشاركة في النشاطات الدينية والثقافية والفكرية وكل ما يؤدي إلى تنشيط الفكر وإسداء الخدمة والمشورة العلمية لسائر أبناء المجتمع. 
4- حضور مجالس العزاء التي تقام من المبلغات الواعيات اللاتي يقدمن خطابا ثقافيا عقائديا فكريا أخلاقيا جيدا. 
5- المواظبة على حضور صلاة الجماعة وصلاة الجمعة، بما يؤدي إلى التواصل والتفاعل مع أبناء المجتمع وبما يصب في مصلحته في حل المعضلات وتيسير الأمور وكشف الكروب وتنفيس الهموم لكل من يحتاج إلى مساعدة أو مشورة أو متابعة. 
6- محاولة التأكد من صحة الروايات فيما يتعلق بقضية الإمام الحسين (عليه السلام) وأخذها من الكتب والمصادر المعتبرة وهذا الأمر مطلوب خصوصا من قبل المبلغات. 
7- محاولة الدخول في دورات فقهية وثقافية بالنسبة للمبلغات، لترسيخ الجانب العلمي في التبليغ الإسلامي الذي يكون تأثيره أعظم ونتائجه أبهى وتقبله أوضح. 
8- محاولة فهم ما هو المطلوب تجاه الوضع الحالي في العراق والتواصل مع المرجعية العليا في هذا الأمر، لأخذ النصح والمشورة منها لمعالجة الأمور بتأن وتخطي الصعاب بروية من دون الوقوع بمطبات الجهل والظلم. 
9- الالتزام بالحجاب فإنه درع المرأة الواقي من كل خدش وانحراف ورذيلة، وطريقها نحو الفضائل والكرامات والتقى. 
10- التحلي بالأخلاق الزينبية في التعامل الأسري والمجتمعي لتكوين أمة متواصية بالحق والصبر ومتباعدة عن الباطل والعدوان. 
11- الابتعاد عن الغيبة والنميمة واللغو من الكلام الباطل وكل ما يسخط الرب المتعال قبل وبعد المجالس، والانشغال بدلا عن ذلك بالدعاء والزيارة وقراءة القرآن. 
12- تجنب الرياء والمفاضلة والجدال والمراء وكل ما من شأنه أن يعمق البغضاء والشحناء، والتحلي بالكرم والمسامحة وطراوة الأخلاق وسماحة الوجه، لتعميم حالة الإخاء والمودة بين أفراد المجتمع المؤمن. 
13- اصطحاب الأطفال قدر الإمكان في مجالس الوعظ والإرشاد لترسيخ مبادئ الإسلام لديهم منذ نعومة أظفارهم تماشيا مع المثل القائل العلم في الصغر كالنقش على الحجر. 
14- محاولة تطبيق ما تعلمنه من مواقف وأحكام في المجالس على مفردات الحياة لضمان العيش الرغيد وفقا لمبادئ الدين الحنيف الذي هو أوفق لحل المشاكل مقارنة مع باقي المذاهب الدنيوية. 
15- إحياء مصيبة الإمام الحسين عليه السلام مهمة لا بد من القيام بها على أكمل وجه، ولكن يجب أن لا يكون هذا الإحياء سبب في أن نهمل العبادات أو نتهاون في أدائها، فالإمام الحسين ما خرج واستشهد إلا من اجل الدين والحفاظ عليه فكيف ننعى الحسين ونتناسى أسباب خروجه واستشهاده؟! فالصلاة عمود الدين والتهاون في أدائها جرم عظيم، وقد ورد عن أهل البيت عليهم السلام قولهم ليس منا من استخف بصلاته. 
 
16- تجنب الضحك والفكاهة وارتداء الملابس المثيرة والضيقة وكل ما من شأنه أن يقلل من هيبة المجلس ويخدش الحياء العام، بما يضفي على المشاركات هيبة الوقار والسكينة والخضوع والتقبل لكل أمر يصب في خانة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 
 
17- الابتعاد عن ذكر معائب الناس والتدخل في أمورهم والتطاول على حقوقهم.... والإقتداء بالصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام؟ ألم تكن فاطمة سيدة نساء العالمين بنص الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم؟ ألم تكن لنا جميعا أسوة وقدوة حسنة؟ أليس من الواجب أن نقتدي بها؟ ولتعرض كل واحدة من المشاركات في مجالس الذكر سلوكها وكلامها وحجابها على مدرسة الزهراء والحسين عليهما السلام! إن تطابقا عندها فقط تكن صادقة مع هذه المدرسة العريقة. 
18- إحياء شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإصلاح في أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم في كل ظرف وزمان مهما أوتي الإنسان من قوة، لأنها جوهر القيام المبارك لسيد الشهداء ولولاها لانطمست آثار الدين واندكت أعمدة الهدى والفضيلة والتقوى. 
19- إيصال الفكر الرائد لسيد الشهداء في الدفاع من أجل المستضعفين في الأرض والرأفة والرحمة والعدالة المستكنة في صميم الثورة الحسينية المباركة التي وقفت وبكل جرأة أمام الطغيان الأموي الذي استهتر بكل المعاني النبيلة في المجتمع وصار وبالا عليه، وحري بالأحرار معالجة الوضع الفاسد أينما وجد لكي ينعم الجميع بالأمن والاستقرار والعدالة والتطور والتكافل وكل ما من شأنه أن يجلب السعادة لبني البشر. 
20- ثورة الحسين عليه السلام ثورة ضد كل ظلم وفساد وروتين في المجتمع، وعلى المؤمن الذي ينهل من مدرسة الحسين أن يحارب تلك المفاسد والمآثم لينعم المجتمع بأهداف الثورة الحسينية على أرض الواقع وليس فقط يسمعها من على المنابر ويتحسر عليها في الواقع الفاسد الذي يكتنفه في الكثير من الموارد التي يعيشها في حياته اليومية. 
الإمام الحسين إنما نهض من أجل مقاومة الانحراف في الأمة، ومن أجل إحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الصلاة والعمل بنصوص القرآن وإحياء السنة النبوية وتعريف الناس بفضيلة أبيه أمير المؤمنين الذي هو باب علم مدرسة الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). 
المأتم الحسيني لابد أن يكون مركزا للإشعاع الفكري يتعلم فيه الأجيال ثقافة الحياة والفكر الخلاق الذي جاء به الحسين عليه السلام عبر أخلاقه وسلوكه الحياتي منذ نعومة أظفاره حتى مجيئه إلى كربلاء وشهادته الشاهدة، فهو خير أسوة وقدوة ليس للمسلمين فحسب بل لجميع الأحرار في العالم. 
فالإمام الحسين مدرسة إنسانية متكاملة تكاملت في شخصيته الإلهية التي قال عنها الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم:"الحسن والحسن إمامان قاما أو قعدا". 
نعم فالحسين عليه السلام إمام وقائد ومرشد سواء قام بالنهضة والثورة ضد الظلم أو قعد من أجل تبليغ الدين والثقافة الرسالية، فقيامه مدرسة وقعوده مدرسة لأنه الإمام المعصوم المفترض الطاعة يعرف مصلحة الإسلام والمجتمع، ويعمل جاهدا من أجل إرساء دعائم الإيمان في الأوساط. 
لذلك لابد أن نخرّج من مدرسة الإمام الحسين أجيالا عقائديين يؤمنون بإمامة الحسين وعلومه ومعارفه طوال حياته الكريمة المباركة، ويؤمنون بأن قيامه ونهضته ضد الظلم والانحراف الأموي كان مدرسة متكاملة لابد من دراستها والتخصص في كل مفردة من مفرداتها. 
لابد من أن نغير من ثقافتنا ونظرتنا إلى الحياة بتغيير نظرتنا إلى المأتم والمسجد والحسينية، بحيث نجعل من هذه المراكز، مؤسسات إشعاع فكري وحضاري للأمة ينهل منها المتعطشون للفكر الإسلامي الحضاري والمتعطشون للفكر الحسيني الرائد، ونجعل منها كذلك مدارس في فهم الإسلام الحقيقي التي تحمـّل الإنسان المسؤولية وباستطاعتها استقطاب الشباب المؤمن والشابات المؤمنات إليها تحصينا لهم من الانحراف المتفشي في الأمة. 
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق الجميع لأن تكون مساجدنا ومآتمنا منطلقا للعمل النهضوي ومدارس لتربية الأجيال بالثقافة الحية التي تحفز الجيل المعاصر للعمل والنشاط من أجل بناء مجتمع مناقبي يحيي مفاهيم النهضة الحسينية في الأمة ويكون مشعلا ونبراسا للهداية والتمسك بالدين وبحبل الولاية العلوية الحسينية التي ترفض الظلم والجور وتؤمن بثقافة الحرية والإباء والغيرة على الدين ونبذ الذل والمهانة. 
فالمسجد والمأتم معلم من معالم الإسلام ومنطلقا للعمل الرسالي ومركزا من مراكز الإشعاع الفكري والثقافي في الأمة، لابد أن نستفيد منه وأن نفسح المجال للجيل الناشئ والمعاصر من التخندق فيه من أجل تبني الأحكام الإلهية وإقامة المراسيم الحسينية بروحها وجوهرها الصحيح، وإحياء مفاهيم النهضة الحسينية ومعانيها ومعالمها وأهدافها بالفعل لا الشعار المجرد والتقمص لا المتاجرة والمرابحة، وحقيقة الأمر إن كل ما عندنا هو من المسجد والحسينية ومن عاشوراء الحسين، فلنجعل من هذه الأماكن المقدسة والمناسبات الشريفة مراكز إشعاع حضاري لهداية الأمة عبر الأجيال.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسن الهاشمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/09/09



كتابة تعليق لموضوع : معطيات الحضور الفاعل في المجالس الحسينية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net