شيخ أزهري: إذا أراد العالم تجفیف منابع الإرهاب فعلیه التصدي للوهابیة فهي أساس الفتن

 في ظل تزاید الفجوة و التباعد بین المسلمین بمذاهبهم و استفحال التکفیر والتضلیل بات أی لقاء أو مؤتمر یدعو للوحدة والتقارب بین أهل الدین الواحد یشکل بصیص أمل للوحدویین والمعتدلین من المسلمین کافة، وکذلك حلّ مؤتمر غروزني لاهل السنة والجماعة علی المسلمین کافة، إلا ان اللافت في هذا المؤتمر کان استبعاد السلفیة الوهابیة وترأس الأزهر له، هذه المواضیع وأخری غیرها کانت محور حدیث موقع “الوقت” مع الدکتور الشیخ أحمد کریمة أستاذ الشریعة الإسلامیة في جامعة الأزهر الشریف ورئیس ومؤسس منتدی التآلف للوعي الإسلامي في مصر.

وردا منه علی سؤال حول رسالة مؤتمر أهل السنة والجماعة في غروزنی “الشیشان” في هذا التوقیت وهذه الظروف بالذات قال الشیخ أحمد: “أولاً إن مؤتمر أهل السنة والجماعة یرید ضبط المصطلح الذي أختطفته السلفیة الوهابیة حیث زعموا أنهم وحدهم أهل السنة و الجماعة، وبالذات في هذه المنطقة في وسط أسیا التي تُدعم و للأسف بفکر متشدد و هي باتت مفرخة لتنظیمات کالقاعدة وبوکو حرام وطالبان وما یسمی بالدولة الإسلامیة أو داعش وما شاکلها، والمصطلح اختطف من الوهابیة فکان لا بد من توعیة أهل هذه المنطقة سواء طاجکستان او أوزبکستان او الشیشان وغیرها للتصدي لعملیات نمو الإرهاب وتغذیته، وبطبیعة الحال الأزهر الشریف لیس ضد أحد کما یعلم الجمیع ومع التنوع العلمي ولا یکفر أحدا من أهل القبلة، فنحن نقر بإیمان وإسلام إخوتنا الشیعة الإمامیة والزیدیة والإباضیة، فکلهم مسلمون مؤمنون ومن أهل القبلة ولهم کل التقدیر والإحترام”.
وتابع قائلاً: “بلا شك انطلق سم الأفاعي المفترسات لأن الأزهر الشریف لم یذکرهم وله حق في ذلك لأن هؤلاء خوارج وفرقة ضالة فالذین یکفّرون الإمام أبا الحسن الأشعری والإمام أبو المنصور الماتریدي ویکفّرون الأزهر نفسه هم خوارج من المتسلفة الوهابیة الذین یکفّرون الشیعة والإباضیة والزیدیة وما ترکوا أحداً لم یکفّروه، وإذا أراد العالم تجفیف منابع الإرهاب فعلیه التصدي بحسم و عزم للوهابیة فهم أساس الفتن و القلاقل في عالمنا، بطبیعة الحال بدأوا یشککون في المؤتمر رغم أن المجتمعین لم یکفّروا أحدا بل دعوا للحوار وهذا أمر محمود رغم أن المؤتمر تأخر کثیراً برأیي و نسأل الله عزّ وجل أن نری قریباً مؤتمراً یضم أهل السنة و إخواننا الشعیة و الإباضیین، ونحن کمؤسسة مدنیة في مصر عقدنا مؤتمرا کهذا وبُث ولله الحمد، و عما قریب ستقیم مؤسستي و مؤسسات أخری أول حوار شیعي سني إباضي في العالم بعد الأعیاد إن شاء الله”.
وحول السبب في عدم توجیه دعوة للتیار الوهابي السعودي إلی هذا المؤتمر، قال الشیخ أحمد: “أولاً الدولة المنظمة هي الشیشان و الأزهر مجرد ضیف علی المؤتمر وسواء کان للأزهر دخل في ذلك أو حتی للدولة المضیفة فدعني أکون صریحا بذلك، إن دول وسط أسیا تعاني من الفکر الوهابي فما الذی خرّب عقول الشباب فیها؟ وما الذی جعلهم وقوداً لعملیات الإرهاب و الإرعاب غیر الفکر الوهابي؟ فکیف یُدعی أصحاب هذا الفکر إلی هذا المؤتمر الوحدوي؟ وکیف یدعی المارقین عن الإسلام؟ وکیف یدعی من بفتاویهم الشاذة دمروا الیمن بحروب طائفیة مذهبیة و دمروا العراق ویتدخلون في سوریا؟ وکیف یدعی شجرة الإرهاب الإرعاب في عالمنا المعاصر وهم یکفرون الأزهر نفسه؟ وأعنی فتاوی ابن باز ووکلائه سواء في جمعیة إحیاء التراث في الکویت أو المؤسسات السلفیة في مصر أو أشیاخهم المتسلفة، فهناك أطراف في السعودیة شنت هجوماً لا یلیق بمصر ووصفوها بأنها أهل البدع والسبب أنهم في مصر یوّقرون سادتنا آل البیت، وکأن توقیر واحترام سادتنا آل البیت جریمة، فمصر کما یعلم الجمیع احتضنت آل البیت ولم تسمح في عهد الأمویین قاتلهم الله والعباسیین أخزاهم الله والأتراك وغیرهم أن یهان واحد من آل البیت لا حیاً ومیتاً بفضل الله عز وجل، ولذلك بنظر السعودیین فإن مصر والمصریین أهل بدع، لأنها توقر و تحترم آل البیت، وبالمناسبة فإن الشعب المصري لا یعرف سنة ولا شیعة ویذهب لمراقد الصالحین لأن حب آل البیت فطري فیهم، فنحن نشرف دیارنا ونعطرها برأس الشریف مولاي وسیدي الحسین بن علي رضی الله عنهم اجمعین وسیدتي زینب بنت الإمام علي رضي الله عنهم وباقی الصالحین فعندنا أکثر من ما یزید علی 1500 من آل البیت الکرام”.
وأکمل قائلاً: “حبنا لآل البیت جعل أشیاخ المتسلفة الذین یسبحون بحمد أميرکا لیلاً نهاراً یطعنون في إسلام مصر، ماذا قالوا لحکام قطر وحکام الخلیج عند سماحهم للقواعد الأميرکیة في حفر الباطن والبحرین وقطر وغیرها، فالنبي (ص) قال أخرجوا الیهود والنصاری من بلاد العرب، فعن أي عروبة وأي إسلام یتحدثون هؤلاء أشیاخ الوهابیة لم یتکلموا عن البغي علی الیمن أیضاً، “فإذا التقی مسلمان بسیفیهما فالقاتل والمقتول في النار” قالوا یا رسول الله “فهذا القاتل فما بال المقتول”، قال:”إنه کان حریصاً علی قتل صاحبه”. لذا فقتلی السعودیة والإمارات في الیمن لیسوا بالشهداء قولاً واحداً في التشریع الإسلامي لأنهم بغاة أما قتلی الیمن فهم شهداء لأنهم ماتوا حتف أنفهم، ویفرق بین المعتدي والمُعتدی علیه، فالمُعتدی علیه هم الشعب المغلوب علی أمره المسکین الذین أعادوه لحقبة ما قبل التاریخ في الیمن وهم الشهداء عند الله بإذن الله، أما البغاة المحاربون من الإمارات و السعودیة وما یسمی بالتحالف قتلاهم بغاة أنا أقولها لکم و سجّلوها فتوی من الأزهر ومنی أنا شخصیاً: قتلی ما یسمی بالتحالف العربي في الیمن بغاة وفی النار بإخبار من سیدنا محمد (ص) و بإقرار الحدیث “إذا التقی المسلمان بسیفیهما فالقاتل و المقتول فی النار”. لذا وبالعودة إلی مؤتمر الشیشان فإنه فرصة، ونحن نحمد الله أنهم شتموا الأزهر وشتموا مؤتمر الشیشان وتطاولوا علی مقام شیخ الأزهر حتی تفیق الدولة المصریة من تجلیلها لهذا الفکر الوهابي أساس الإرهاب في العالم کما بات یعرف الجمیع و أبشرکم بأحدث کتبي في هذا الموضوع “السلفیة وفتنة التکفیر” الذي بات موجوداً في القاهرة یفضحهم بالحقائق والوثائق”.
وفیما یتعلق بمسعی البعض لإظهار حالة تنافسیة بین المدینة والأزهر للتردید في مرجعیة أهل السنة في عالمنا الإسلامي، وهل إستبعاد السلفیة الوهابیة والإحتفاء بالأزهر في هذا المؤتمر ذات الرعایة الدولیة یدل علی إدراك ومقبولیة أکبر للأزهر واعتداله عند العالم أجمع والغرب خصوصاً؟ رد الشیخ أحمد بالقول: “الأزهر الشریف کما هو معروف یمارس دوراً علمیاً ووطنیاً، فنحن لا یعنینا مکان أو حکام مکان استضافة المؤتمرات بل یعنینا وبکل صراحة وأخصکم بهذا الأمر هو منطقة وسط أسیا التي أصبحت مفرخة لفصائل الإرهاب في العالم فـ 70% من الإرهابیين من وسط أسیا، من الذي أوصلهم إلی هذا؟ طبعاً الفکر الوهابي، فلا أخفي علیکم هناك مدارس دینیة إسلامیة کثیرة في هذه الدول وبإنفاق هائل من المملکة العربیة السعودیة، أنا رأیتها بنفسی عندما صحبت فضیلة الإمام الأکبر شیخ الأزهر الدکتور الطنطاوي رحمه الله وذهبنا إلی دولة طاجیکستان لمؤتمر الإمام أبی حنیفة رضي الله عنه وأرضاه، وفي جولاتي المیدانیة في طاجیکستان رأیت هذه المدارس المدعومة من السعودیة کلها تعلّم تکفیر الأشاعرة، وتکفیر الماتریدیة، وتکفیر الشیعة والإباضیة، وتکفیر الصوفیة ولم یترکوا أحداً من أهل القبلة إلا وکفروه، هذا الشباب یخرج مشبعاً بالتکفیر والآن بات ینضم لهذه الجماعات التکفیریة الإرهابیة، فرب ضارة نافعة، یعني السخط الدفین والوهابیة المتسلفة والمراهقة السیاسیة عندهم و هجومهم الضاري علی الأزهر والمؤتمر أفادنا کثیراً، ثم الأزهر أعلن ترحیبه بأی حوار وعدم تکفیره احدا وهذا یصب في مصلحة إخواننا الشیعة فقه آل البیت علیهم رضوان الله ویفتح أبوابا جدیدة و یفصح عن مرجعیة أهل السنة والجماعة الواقعیة الأمر الذی لا ریب فیه”.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/09/08



كتابة تعليق لموضوع : شيخ أزهري: إذا أراد العالم تجفیف منابع الإرهاب فعلیه التصدي للوهابیة فهي أساس الفتن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net