الضابط الشهيد الذي كان يسكن في منزل سقفه من جذوع النخل ....
محمد وناس

الشهيد الرائد عبد المهيمن الابراهيمي (ابو محمد الابراهيمي )....

كل يوم بين الحاديه عشر ومنتصف الليل ياتي سائرا على قدميه من امام مقر عملي مع ان الظلام دامس والانوار مطفاءه لكنه مميز بطول قامته ومشيته المعروفه .. اناديه استرح ابو محمد اشرب شاي .. فيرد لم اتناول العشاء لغايه الان امسك به بقوه واجلسه عندي واحظر له ما تبقى من طعام .. 

 

مع ان مكانه قريب لكنه يبقى لكي يفرغ ما في صدره من هموم.. ..

 

احظر له الشاي وهو مندمج مع اوراقه .. اساله عن الوضع فيسرد لي تفاصيل عمله من الفجر حتى منتصف الليل .. استغرب  من قدرته العجيبه على تحمل كل هذا المجهود ..

 

ثم يعرج في حديثه على حال بناته وما يعانيه من صعوبات الحياه .... 

يفرغ كل ما في جعبته ينزع كل همومه .. 

 

ضابط في الشرطه برتبه رائد  ومدير لمركز شرطه لكنه يسكن في بيت سقفه من جذوع النخل . ....

 

في  العشوائيات ( التجاوز)....

 

ترك مركزه والتحق  مع الحشد المقدس .

 

 فكان واجبه في مقر اللواء ضابط سريه المقر .  

 

مع كل ما تحتاجه من جهد وارهاق وتعب لم يكن يشتكي من عمله . ...

 

اول الحاضرين في صلاه الفجر . ....

 

يشرف بنفسه على كل صغيره وكبيره .....

 

 يتفقد المقاتلين . الاليات . الارزاق  . التسليح ..وبحكم خطوره موقعنا اصر على تاسيس فصيل للكمائن اشرف بنفسه عليه . يعين  لهم مواقع الكمين . ويتابعهم اكثر من مره في الليل ....

 

وعندما تحين له الفرصه للخروج مع مجموعه الواجب  لم يتردد ابدا .. 

ظهيره احد ايام شهر اب 2014 الساخنه بحراره طقسها وحراره احداثها . 

 

 ابلغنا بوجود عمليه لتطهير جانبي  الطريق المؤدي الى مدينه بلد سيد محمد ع .....

 

 فما كان من ابو محمد الابراهيمي الا ان تصدر المقاتلين  فكنت انا ومن معي من الشباب ضمن مجموعه ابو محمد رحمه الله .. 

 

جرت العمليات حسب ما مخطط لها ،وكنا نحرز تقدما كبيرا ، خلال ساعتين تم تطير المنطقه من مقاتلي داعش  ولم يعد هنالك سوى  رفع العبوات والالغام . 

 

في احد البيوت المفخخه دخلت مجموعه الهندسه لرفع العبوات من ذلك البيت ونحن نقف على مسافه كنا نعتقد انها امنه وابو محمد يوصي المقاتلين بالتستر خلف الجدران اثناء العمليه خوفا من انفجار مفاجئ . 

 

حرصا منه على ارواح المجاهدين انفجرت احدى العبوات القريبه ,ومن بين الغبار والدخان تهاوى جسد ابو محمد  أرضا .

 

اصابته شظايا في رقبته فارق الحياه وهو ينبض حبا للعراق  ومقدما روحه بعد ان قضى ما سبق من عمره  مجاهدا صابرا مغتربا في سبيل الله ....

 

رحمك الله ايها الاخ والصديق والرفيق ابو محمد الابراهيمي  ونحسبك مع الحسين وانصار الحسين عليهم السلام .....

 

بقلم ...محمد وناس

 

الموضوع السابق الكاريزما تهرم أيضا ً .. وداعا ً مام جلال !؟.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat