صفحة الكاتب : شهاب آل جنيح

اتركوهم بفسادهم يتصارعون
شهاب آل جنيح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كثير من المواطنين مقتنعين بان من يقود الاستجوابات، التي تجري في البرلمان، هم أصلاً بحاجة للمسائلة، بل هم بؤر الفساد ومراكزه، لكن "ربَ ضارة نافعة" فأن هذه الأحداث البرلمانية، جعلت من قوى الفساد تتناطح فيما بينها، في صراع غريب ومريب، بدأت أولى جولاته في اتهامات لرئيس البرلمان، وقيادات أخرى لكن الجولة الأولى، انتهت بخسارة العبيدي، وانتصاراً مؤقتاً لمعسكر المستجوِبين، فهل يكون مصير وزير المالية زيباري كمصير العبيدي؟ 

زيباري يختلف عن العبيدي؛ بأنه قيادي في الحزب الديمقراطي "حزب بارزاني" و وزير للخارجية خلال حكومتي المالكي، فهو شريك ومشارك في كل خطوة خطتها الحكومة، منذ العام 2004 ولحد اليوم، فهو يعلم خفايا الفساد وأركانه، فلن يكون صيداً سهلا،  ولن يترك الساحة مهزوماً وبدون مقابل، بدأ زيباري دفاعه عن نفسه- وسيراً على خطى العبيدي-  فرد النار بالنار، واتهمهم كما اتهموه.

بينما كانت الاتهامات لزيباري واستجوابه؛ من اجل ملفات فساد تتعلق بتأثيث منزله، ومصاريف حمايته، وتأجير منزل سكرتيرته بمبلغ كبير.

 يفاجئ الشعب بدفاع الوزير عن نفسه، لكن  باتهام شخصاً لم يسمه "مقرب من دولة القانون" بتحويل أكثر من ستة مليارات دولار لحسابه الشخصي، وهذا المبلغ يمثل ميزانية دولة مثل الأردن لسنة كاملة، السؤال: هل يتم التغاضي عن ماذكره زيباري في وسائل الإعلام؟ وإذا ما تم القبض على هذا الشخص، هل تتم تبرئته من قبل القضاء، كما حصل مع سليم الجبوري؟

يسأل سائل: لماذا لاتكون اتهامات الوزير جعجعة فارغة، وبلا دليل يسوقها كما ساقها من قبله العبيدي؛ فخسر النزال؟ أقول من قال إن العبيدي لم يك صادقاً؟ خطأ العبيدي انه لم يقدم أدلة ملموسة تدين الجبوري، إضافةٍ إلى انه ليس له حزباً يدافع عنه كحزب زيباري، وهو (وزير الدفاع) ليس له دراية بملفات الفساد خلال السنين الماضية. 

قضية زيباري لها أبعاد متعددة، فهي بالتأكيد ستترك أثرها على التحالفات السياسية الشيعية-الكردية، فكيف سيتعامل ائتلاف دولة القانون مع هذه القضية، والانتخابات قادمة، ماذا عن الاتفاقيات السابقة التي تشكلت الحكومة بموجبها؟ أيضا ما موقف النواب السنة، الذين يسكن أبناء مدنهم المهجرين في الإقليم؟ فهل يتغاضى الجميع عن هذه الأسئلة؛ ويصوتون بسحب الثقة من وزير المالية؟

حرب الفاسدين بدأت، ومعها توالت الفضائح، وما هذه إلا غيث من فيض وما على المواطن سوى الصبر؛ ليرى كيف حِولت ملياراته من دولة لأخرى، لتحط رحالها في خزائن السراق، من السياسيين الفاسدين، فغير المتوقع، صار متوقعاً، والمستَجوب صار مستجوِباً، وبدأت حرب الملفات، فاتركوهم بفسادهم يتصارعون، "وعلى نفسها جنت براقش"!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شهاب آل جنيح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/09/03



كتابة تعليق لموضوع : اتركوهم بفسادهم يتصارعون
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net