صفحة الكاتب : عبد الهادي البابي

أخيراً ..صار الرفيق دكتوراً صحفياً كبيراً ..!!
عبد الهادي البابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 كان أيام صدام بوقاً للنظام هو وعائلته ..يلبس الزيتوني يتباهي به ويرعب قلوب المناهضين للسلطة ويذهب به الى بغداد لغرض الدوام والدراسة ..!
بعد السقوط ..تلوّن ولبس جلداً آخر (فتخشخش) مع إحدى المليشيات الدينية النافذة ..فصار مناضلاً من الطراز الأول..ولإنه يحمل شهادة (ومتعلم) عينّوه مسؤولاً في قائم مقامية البلدة ..!
وفي أول يوم من وظيفته جاء إلى المكان - ساحة فارغة في أطراف الحي - حيث بدأت أبني فيه غرفة من الطين وبقايا الطابوق العتيق لإطفالي وعيالي هرباً من جحيم الإيجار وضيق الحال وبعد أن رمى صاحب البيت أغراضي وسط الطريق بسبب تأخير الإيجار .... جاء ومعه شلة من الملثمين والمعممين وبأيديهم السلاح في سيارات البيك أب والشفروليت ..وأمرني أن أتوقف عن البناء فوراً وإلاّ يهدم الغرفة على رأسي ورؤوس أطفالي وعيالي .. علماً بإنه كان يعرف بإني كنت ملاحقاً ومطارداً من قبل أجهزة أمن ومخابرات النظام البائد ..!!
كان الجو ممطراً وبارداً ..وكان أطفالي يلوذون بالحائط كالعصافير الخائفة ..وهو يصرخ ويعربد ويهدد ويتوعد ..وجاء جماعة المليشيات ووجهوا البنادق إلى صدري ثم بدأوا بهدم الحائط بدعامة السيارات.....فتوقفت...وخنقتني العبرة ..وبكيت !!
ذهبت مضطراً إلى زعيم المليشيات في وسط المدينة وشكوت له الحال ..فبعث خلف (الدكتور الصحفي) وراح يوبخه ..فنظر (الدكتور) إليّ وهددني وتوعدني أمام زعيمه بكل صلافة ووقاحة (بسيطة آنه أعلمك )..ولكن زعيمه صرخ بوجهه ورد عليه قائلاً :
أخرس : نحن نصّبناك وجعلناك مسؤولاً ..فلاترفع صوتك في مقرّنا ...!!
طبعاً هذا الموضوع حصل ولازال النظام البعثي لم يسقط بعد ..ولازالت الدبابات الأمريكية تجوب في شوارع المدينة وتربض على أبواب مؤسساتها الحكومية ..!!
على كل حال ..أكملت بناء الغرفة ..رغم تهديداته ووعيده ..وبعد أسابيع تركت البناء ورجعت إلى مدينتي التي هجّرني الأمن والبعثييون منها ظلماً وعدواناً بتهم شتى ..!!
ومنذ ذلك اليوم وهذا الدكتور الصحفي ..يتسلق المناصب ويتنّقل في المواقع الرسمية وشبه الرسمية كالصاروخ ...رئيس تحرير جريدة حكومية ..ضابط مخابرات ..رئيس مؤسسة مدنية ....وأخيراً أصبح مدرساً وأستاذاً كبيراً في جامعة محترمة فيها قسم إعلام وصحافة معززاً مكرماً ..وهو دائماً يتحدث - في صفحته على الفيس وفي الصحف وأمام طلابه - عن نضاله الطويل ومواقفه الإنسانية والوطنية المشرفة ..!!
ووالله ..ثم والله : سوف لم ولن أغفر له تلك اللحظات التي أرعب فيها أطفالي وأنزل الدمع من عيني وعيون بناتي وزوجتي مهما طار وصعد وتقلّب وتمّوه ولبس ألف جلد وجلد ..ومهما بدّل ألف قناع وقناع ..!!!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الهادي البابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/21



كتابة تعليق لموضوع : أخيراً ..صار الرفيق دكتوراً صحفياً كبيراً ..!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net