صفحة الكاتب : صادق المولائي

تشكيل إمارة بمثابة وطن لإحتضان الفيليين
صادق المولائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رسالة الى الفيليين (ما حَكَ جلدُكَ مثلُ ظفرُك)
 
الحديث عن القضية الفيلية وعما آصابهم من غُبن إضافي آخر في عهد ما بعد الطاغية صدام والذي شَمِلَ مختلف النواحي، بحاجة الى الصراحة والجرأة والإنصاف ونوع من الوجدان، كونها تُساعدنا كثيراً في معرفة وتحديد الجادة المناسبة لرفع كل أنواع الغُبن والإجحاف الذي حَلّ بالفيليين. 
 
أعتقد قبل ان نلقي اللوم على أحدٍ بما جرى لنا من تَغييب وتَهميش وإقصاء، الأوجب ان نلوم أنفسنا، كوننا لم نتمكن من ان نتوحد في كيانٍ يضُمنا ويقودنا بما يخدم مصلحة ووجود العرق الفيلي، لكانَ الفيلية اليوم في وضعٍ أفضل. للأمانة كانت هناك محاولات إلا انها لم تتمكن من كسب ثقة الجماهير الفيلية، وذلك كونها صُنفت كقنوات للحيتان السياسية. الكثير يعتقد انها كانت مُقابل الحصول على إمتيازاتٍ شخصية ومكاسبٍ مادية، إلا انني أفترض شيئاً اخر، وهي انها كانت مُحاولات تحمل وجهة نظر أخرى بُغية تحقيق شيئاً يُذكر للفيليين، إلا ان الحيتان السياسية للأسف الشديد ضَحكت على ذقون جميع المكونات وقامت باستغلالهم وإستغفلتهم بوعود كاذبة لتحقيق مآربها، مُتناسية شعاراتها وأهدافها وقت ما كانت في المعارضة حين كانت تشعر بالظلم والقهر والتعسف. وللأمانة أيضا يمكننا القول ان هناك نفراً تاجر بالقضية الفيلية.
 
أعتقد ان كلكم بات على يقينٍ عال ان قضيتنا الفيلية هي فعلاً بحاجة الى كيان مستقل بكل ما للكلمة من معانٍ، يكون خيمة للفيليين جميعاً بكل تواجهاتهم الفكرية وبمختلف حالاتهم الإجتماعية والمهنية والعلمية، للنهوض بالواقع الفيلي وقضيتهم لإثبات وجودهم وهويتهم وحقوقهم، لضمان الأمان والحماية اللازمة لهم بلا تمايزٍ او تفرقة عن بقية المكونات العرقية والأثنية.
 
ربما يظن البعض منكم انها دعوة لتأسيس حزب سياسي وبالتالي إضافة رقم آخر الى الكيانات والتشكيلات السابقة من الحركات والمنظمات والجمعيات وغيرها، وربما يظن البعض أيضاً انها ستكون حِكراً على جماعة مُعينة تقوم بتوزيع الأدوار والعناوين فيما بينهم، وربما تنحصر في إطار العائلة الواحدة، وفقاً للعادة الجارية حالياً في كل التكتلات والكيانات وفي مقدمتها الحيتان الكبيرة التي تمسك بزمام الأمور، وكذلك منظمات المجتمع المدني للأسف الشديد. وبالتالي خَسِرت جميعها مصداقيتها أمام الشعب بمختلف مكوناته وأطيافه وأعراقه ومذاهبه، وخاصة أمام المثقفين أصحاب الأقلام الحرة المستقلة، فالتأريخ سَيعتمد وسَيوثق حتماً كتابات تلك الأقلام وليست المأجورة والحزبية وأقلام المنافقين.
 
الحقيقة ان دعوتي هي أكبر من ان تكون دعوة لتأسيس حزب سياسي او منظمة او حركة وأصدق من غيرها من التشكيلات، لان الحاجة تقتضي تشكيل كيان أرحب صدراً وأقدر على جمع الفيليين وتوحيدهم وفق برنامج داخلي يُعد بالحوار والتشاور الحر العام، ومنهاج عمل يُعد لتنفيذ أهداف الكيان تلبية لتحقيق المصلحة العليا للفيليين وتوفير الأمن الإنساني لهم.
 
بالمُختصر المُفيد انا لدي فكرة تشغل ذهني مُنذ عدة سنوات مَضت أجد انها نَضجت بشكلٍ كافٍ وحان طرحها كفكرة، تتضمن دعوة لتأسيس (إمارة فيلية) للفيليين عامةً داخل العراق وخارجة، تتبنى كل مُتعلقات وشؤون ومُشكلات وهموم الفيليين، ويتم إنتخاب أمير عام للفيليين، وكذلك مجلس (أمناء) او (شيوخ) بطريقة الإنتخاب الحر، وفقاً لضوابط تُشرع من قبل أعضاء مجلس العموم الفيلي غير المُحدد بعدد، يضُم كل المستويات العلمية والفكرية والإجتماعية، وان لا يكون مُقتصراً على الرجال فقط، يُمكن حتى للنساء ان يلعبن دوراً فيه إسوة بالرجال، وَيتم الإعلان عن الأمير المنتخب والإمارة وفقاً للسياقات المتبعة، هذا وتُشكل مكاتب وفروع للإمارة أينما تَيسر لهم ذلك. ويتوجب على كل المُنضويين تحت لواء الإمارة توفير الدعم المالي والمعنوي لولادة هذا الكيان وتقويته، الذي هو بمثابة المُخلص والمُنقذ لهم من التشتت والضياع الذي يُهدد مَصيرهم، كمكون له خصوصية في تأريخه وجغرافيته وهويته وتراثه وإرثه وفلكلوره ومثقفيه وأدبائه وفنانيه ورصيده العالي من الشهداء.    
 
أعتقد ان هذه الخطوة ضرورية وهامة جداً مادام هناك مُتسع من الوقت، ومازالت القضية الفيلية تَعيش في وجدان غالبية الفيليين ويتفاعلون مع كل ماهو مُتعلق بقضيتهم. كما ان ضَرورتها تكمن ايضا في كونها تُعد ولادة طبيعية لمشروع مُستقل من رَحم القضية الفيلية، وليست ولادة قيصرية كبقية المشاريع من رَحم الحيتان السياسية. وهنا تُكمن أهمية هذا المشروع وضرورة العمل عليه لغلق الأبواب أمام ضعفاء النفوس ممن تسول له نفسه الصيد في الماء العكر ويدعي ألقابا باطلة، وبَذل الجهد الغيور الجماعي اللازم من أجل ان تكون الإمارة بمثابة وطن للفيليين. 
 الجمعة 19/8/2016

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق المولائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/19



كتابة تعليق لموضوع : تشكيل إمارة بمثابة وطن لإحتضان الفيليين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net