صفحة الكاتب : علي الجفال

أحد عشر ملاكا غاضبا
علي الجفال

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المشهد السياسي ملتبس. تقاذف النعوت والتهم الطائفية بين الفرقاء والشركاء على حد سواء أمضى من قذائف المدفعية المحلقة في سماوات القتال بين القوات الامنية وداعش.
بازار الوطنية بين السياسيين العراقيين يرتفع وينخفض وفقا لمنسوب النجاح في إثبات الجريمة الأكثر شناعة: سبايكر أم الضلوعية..؟. الكرادة أم مستشفى اليرموك..؟
البرلمانيون الاشاوس يتمتعون على شواطىء بحار العالم في عطلتهم التشريعية التي حلت بعد عناء الصراخ وتقاذف قناني المياه وتشبث الجبوري برئاسة البرلمان، دون ان نصل الى معرفة أي من الفريقين محافظ وأيهما أصلاحي وسط حركة الانتقال الكوميدية بين ضفة جبهة الاصلاح "المفترضة"وضفة الكتل التي تقاتل بشراسة من أجل الحفاظ على مكاسبها "الوزارية" التي تبيض ذهبا ودولارات.
الانتصارات التي يسطرها الجيش في جبهات القتال لم توحد السياسيين أو تجمد خلافاتاهم في الحد الادنى، بل زادت من شقتها، ووصل الامر حد التشكيك بالمنجز العسكري حتى وإن كان ضد تنظيم إرهابي بحجم داعش. 
داعشيون في الحكومة والبرلمان لا يخفون إحباطهم نتيجة اندحار التنظيم الاكثر وحشية. آخرون منشغلون بالمقارنة الظالمة بين داعش والحشد الشعبي.  أصوات هؤلاء وأولئك محشوة بفولاذ الطائفية وبنادقهم موجهة صوب صدر الوطن.
الحرائق التي خلفتها جلسة استجواب وزير الدفاع تحت قبة البرلمان سرعان ما اطفأتها المحاكمة التي تعد الاسرع في تاريخ القضاء العراقي بعد عام 2003. والبرلمان العاطل أو المعطل توحد في خلافاته وأبقى الأمر على ما هو عليه خوفا من ضياع الامتيازات والثروات التي تحققها صفقات الفساد وتقاسم العقود الوهمية التي أصبحت على (عينك يا تاجر). 
كل هذه الوقائع تكاد أن تكون نمطا معيشيا يوميا غير قابل للتغيير في حياة العراقيين ، إلا بأمر رباني أو أمريكي كما حصل في تغيير عام 2003، وكما يبدو ان الارادتين الالهية والامريكية قد يلتقيان في لحظة اعلان البيان رقم واحد التي تطبخ على مهل في دهاليز واشنطن وبعض عواصم القرار العالمية والاقليمية.
هذه الوقائع على الارض تقابلها صرخة أحد عشر ملاكا غاضبا في السماء. ملائكة اذا سؤلوا بأي ذنب قتلوا لم يجدوا جوابا تحت قبة البرلمان أو عند الاحزاب الدينية الفاشلة أو رئاسة الحكومة أو في نفايات وزارة الصحة أو في مكتب "خادم" بغداد. 
انه وأد المستقبل الذي يأتي بعد وأد الماضي ووأد الحاضر. وليس مصادفة ان يكون إغتيال اولئك الملائكة الاحد عشر متزامنا مع أربعينية شهداء الكرادة. هؤلاء قضوا حرقا واولئك ..أيضا.
الم أقل ان الارادة الالهية قد تلتقي بالارادة الامريكية من أجل التغيير لردم مستنقع الفضائح التي تزكم الانوف.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الجفال
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/18



كتابة تعليق لموضوع : أحد عشر ملاكا غاضبا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net