صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

استجواب أم فخ!؟
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قبل أيام وفي البرلمان العراقي, أثناء استجواب وزير الدفاع العبيدي, جرى ما يشبه المسرحية, ومع اعتياد الشعب على ذلك, فقد صَدَّقَ كثيرا منهم, إنها حقيقة وليست بالمسرحية!
إن كل ما جرى يومها, عبارة عن اتهامات متبادلة, فمفهوم الاستجواب حسب علمي, هو عبارة عن سؤال يتبعه جواب, أو تكون الأسئلة دفعة وحدة, ويكون الجواب كذلك, إلا أن ما شاهدناه على الشاشة, عبارة عن مقاطعات وتقاطعات, وكأن نواب البرلمان والسيد الوزير, في ساحة حرب برشقات متبادلة, وكأن كل واحد يقول: سلاحي هو الأقوى.
القانون هو الفصل, مع ان أغلب أعضاء البرلمان, متفقين في تصريحاتهم الفضائية, على أن القضاء فاسد ومُسيَّس! هذه المسرحية التي تُسمى, استجواب المسؤولين لكشف الفساد, عرضت مرات عديدة, مع إختلاف أجناس وشخوص الطرفين, فقد جرى استجواب وزراء سابقين بجلسات سرية! وكأن الشعب لا يعلم بحجم الفساد, ومن يغطي عليه, بل وحتى المبالغ المدفوعة, لهذا الطرف أو ذاك.
ظهرت أول النتائج, التي يسميها أحد الباعة المتجولين" نتائج خنفشارية", وهي كلمة استهزاء بكل ما يصدر, من أمور مستهجنة, وَصَفَ أحد المهتمين بالرياضة, قرار القضاء لصالح سليم الجبوري بقوله:" كنا نتصور أن القضية, ستكون كسباق الضاحية, لنكشف الثير من الخلل لدى المتسابقين, وقد فوجئنا, أنه سباق الخمسين متر, وفضت القضية في دقائق".
لقد صدق من قال:" إنك عندما تُقاضى, لا تبحث عن مُحامٍ حاذق بالقانون, بل ابحث عن محام يعرف القاضي بحذاقة", لم يكن ذلك مثيرا لاستغرابي, إلا أن ما يثير الاستغراب, هو نشر أحد أفراد الشعب, امتعاضه تحت عنوان" الآن مات القضاء العراقي", ولا أدري متى كان القضاء العراقي حياً! فقد كانت الأحكام تصدر زمن الطاغية, بمحكمة أسموها محكمة الثورة في دقائق, وبكلمات لا تمت للمواد القانونية, كـ" من ابو الدشداشة الى اليسار إعدام وإلى اليمين براءة".
لقد أضحى القضاء العراقي سخرية المجتمع, الذي ستتم محاكمته يوما ما, بتهمة استهزاءه من سلطة مستقلة, فتفرض عليه أحكام عرفية, ويلغى البرلمان لشبهات الفساد.
وإلى ذلك اليوم, يبقى الحال كما هو عليه, وعلى الشعب اللجوء إلى الصبر, فالموت البطيء, خير من حبل المشنقة, من يُبرز ما في جيبه يَبرُز بريئاً.   

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/17



كتابة تعليق لموضوع : استجواب أم فخ!؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net