صفحة الكاتب : عمار جبار الكعبي

تمكين الشباب يصلح ما افسده المتشبثون
عمار جبار الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تقوم ثقافة التغيير على محاولة ادراك الموقف الصحيح من الجديد ، والموقف الصحيح من الجديد لا يكون واضحاً الا اذا عرفنا ماهية القديم الذي لدينا ، فنتمسك بثوابته وأصوله ، ونستجيب للتغيير في كل ما هو من قبيل الوسائل والأدوات وكل ما يخدم تلك الثوابت والاصول 
الشباب هم الأدوات الناجعة والناجحة التي تستطيع ان تغير الكثير ، لما لدى الشباب من الاندفاع والطاقة ، وعدم معرفة اليأس والمستحيل ، هذا وغيره من صفات الشباب ، فالمجتمع الذي تكون نسبة شبابه كبيرة او على الأقل تقارب النصف فهو مجتمع قد حباه الله بالخير الكثير ، ولكنه يحتاج الى استثمار هذه الميزة بشكل جيد وفعال ، ويوظف هذه الطاقات في أماكنها المناسبة ، لانها ان لم تستثمر ستكون مردوداتها عكسية ، ومواقفها سلبية ، يوجهها الاعلام المأجور للهدم بدل الغاية المعدة لهم وهي البناء 
يتطرق قانون الأحزاب العراقي لنكتة جميلة وديمقراطية وواعدة ، يحق لكل مواطن عراقي تجاوز ال( ٢٥ ) عاماً تشكيل حزب ، وهي مادة ديمقراطية وحيوية ، اذ انها تتيح المجال واسعاً امام الشباب للاشتراك في العملية السياسية بشكل يفوق اغلب دول المنطقة ، ولكن هذا القانون يصطدم بقانون اخر مناقض له ، ومعاكس له في تقييده للحقوق والحريات ، اذ يسمح قانون الانتخابات لمن تجاوز سن ال( ٣٠ ) عاماً فقط للترشيح للانتخابات ، وهذا ما يثير تساؤلات كثيرة أهمها ، الشباب لماذا يشكلون احزاباً اليس من اجل الترشيح والمشاركة في السلطة لايصال اصواتهم ؟! ، فكيف يسمح لهم بتشكيل احزاب بينما يمنعون من الترشيح ؟! ، فهذا يجعل قانون الأحزاب قانوناً شكلياً ، لانه معارض بقوانين اخرى 
تشير إحصاءات وزارة التخطيط الرسمية الى ان العراق من اكثر بلدان العالم شبابية ، اذ تشكل الإعمار التي دون سن ال( ٢٥ ) عاماً ما نسبته ٦٠٪‏ من المجتمع ، وكذلك تشكل الإعمار التي دون ( ٥٠ ) عاماً ٩٠٪‏ من نسبة المجتمع ، ومن ابجديات الأنظمة الديمقراطية البرلمانية ، ان البرلمان هو انعكاس للمجتمع ، اي يجب ان يكون الشباب ممثلين في البرلمان العراقي بنفس النسب ، او على الأقل يسمح لهم بذلك ليختاروا من يمثلهم فيه بحرية ومن دون قيود ، لانهم يشكلون الغالبية العظمى من المجتمع ، وهم محرومون من هذا الحق 
كل متتبع ، ومحلل ، وذو عقل لبيب ، يرى ان البرلمان والحكومة يحكم بعقل المعارضة ، وليس بعقل المتصدي لإدارة البلد ، فترى ان حتى من لهم أغلبية البرلمان والحكومة دائمي التشكي والاعتراض وخالقي لأغلبية الأزمات السياسية ، وما يعزى ذلك الى سيطرة عقلية المعارضة على عدد كبير من المتصدين ، فهم لم يستطيعوا التخلص من هذه الحالة ، لانهم تطبعوا على ذلك ، بسبب السنين الطويلة التي عاشوها معارضة النظام البائد ، وهم مشكورون على ذلك ، لانهم ضحوا بأجمل سنين شبابهم في معارضة هذا النظام الطاغي ، ونحن اذ لا ننتقص من تاريخهم الجهادي ، ولكنهم اخذوا فرصهم ، والحياة في تقدم ، ونحن بأمس الحاجة الى عقلية البناء ، والدماء الجديدة التي تُضخ للعملية السياسية ، ستكون هي المفتاح الى الانتقال الى مراحل متقدمة ان كانت خيارات الناخب بمستوى يرتقي لضرورات المرحلة وحاجتنا الى الشباب . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار جبار الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/16



كتابة تعليق لموضوع : تمكين الشباب يصلح ما افسده المتشبثون
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net