صفحة الكاتب : خضير العواد

الشعب العراقي مكتف ويقوده الفساد
خضير العواد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هكذا اصبحت حال العراق بعد أن سيطرة حيتان الفساد على جميع مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية ووضعوا صمام الأمان لفسادهم عندما سيطروا على السلطة القضائية ، وهكذا اصبح الشعب العراقي مطوق من جميع الجهات فالإرهاب العالمي يهدده في كل لحظة بالقتل والدمار ورفاق الوطن يبتزونه في كل رغيف خبز يحصل عليه وأخوته العرب يخططون ويتآمرون من أجل إرجاع الأقلية الى التسلط عليه ، وبين كل هذا يقبع على صدره من أتمنه على قيادة البلد ينهش في لحمه ويهدده تارةً بالبعثيين وتارةً بالإرهابيين إذا نطق بكلمة أو تململ من الوضع ، وبين فترة وأخرى تتعالى اصوات السياسيين عندما يختلفوا على توزيع الحصص فتفلت من هذا القيادي ملفات فساد نتيجة العصبية ويقابله الأخر بنفس الكمية من الملفات ، والشعب ينظر كالمدهوش ويتأمل في الأخبار كل دقيقه لعله يسمع أو يقرأ ما يجبر خاطره فيمن لا يستطيع محاسبتهم وتطبيق العدالة عليهم لأنهم قد سلبوا منه كل سلاح يمكن له استعماله ، فجميع الأنظمة الديمقراطية عندها خطوط دفاع تحافظ بها على نظامها الديمقراطي ومن ثم حقوق الشعب وثرواته ، فالسلطة التشريعية تقوم بمحاسبة السلطة التنفيذية وعلى السلطتين التنفيذية والتشريعية يقف القضاء كالصقر بعينيه الثاقبتين يراقب كل صغيرة وكبيرة وهكذا نجحت الأنظمة الديمقراطية العالمية في الحكم وقادة شعوبها الى ضفاف السعادة والسلام ، ولكن نظامنا الديمقراطي ليس عنده خط يدافع عنه ويحميه بل من كانت وظيفته الحماية والدفاع اصبح يداً من أيادي الفساد وحاميه وهو القضاء ، وقد وصف أمير المؤمنين عليه السلام حالة الشعب العراقي في هذا الحديث ومضمونه ( من ساءت بطانته كمن غص بالماء فأن غص بغيره ذهب إليه ) وقد استغل أحد الشعراء هذا المعنى وألف قصيدة وأصبحت من الأغاني المشهورة كلماتها تقول ( الى الماء يسعى من يغص بلقمة الى أين يسعى من يغص بماء) ، فالظروف التي يعيشها الشعب العراقي جعلته كالمكتف أمام حيتان الفساد ، الذين استغلوا هذا الوضع وعرفوا نقطة ضعف هذا الشعب المظلوم فغلقوا عليه جميع الأبواب والنوافذ وقاموا بسرقة كل ما يملكه ولم يتركوا له شيء بكل جرأة وطمأنينة لأن حاميه حراميه ، وهكذا اصبح الشعب العراقي مكتف ويقوده الفساد .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خضير العواد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/15



كتابة تعليق لموضوع : الشعب العراقي مكتف ويقوده الفساد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net