النائب عبد الهادي الحكيم يقدم مقترحا لزيادة استبداد الأحزاب الكبيرة وإقصاء الصغيرة!
محمد النجفي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 قراءة ما وراء المقترح
قدم النائب في البرلمان العراقي السيد عبد الهادي الحكيم مقترحا يطالب فيه تقليص أعداد أعضاء البرلمان ومجالس المحافظات إلى الثلث وهذا القرار مقبول من النظرة الأولية الظاهرية له إلا أنه وكما لا يخفى على الكثيرين أنه سيقصي الأحزاب الصغيرة ويبقي على الحيتان الكبيرة متربعة ومسيطرة كليا على الحكومة والبرلمان ومجالس المحافظات وسينعدم وجود أي صوت للأحزاب الصغيرة في البرلمان والحكومة وغالبا ما تكون هذه الأحزاب الصغيرة ليس لها أي دعم خارجي ولا يمكنها مجاراة الأحزاب الكبيرة التي تستخدم الدعم الخارجي والمال العام في دعاياتها الانتخابية من خلال توزيع قطع أراضي سكنية وتعيينات مقابل انتخاب مرشحيها.
الغريب في الأمر أن القاضي محمود الحسن النائب في دولة القانون الذي نشر بحقه فيديو كيف يستغل المال العام والنفوذ الحكومي في إجبار المواطنين لكسب أصواتهم في الانتخابات السابقة هو من بين أكبر المؤيدين لهذا المقترح وقال قبل قليل في برنامج من الآخر على قناة دجلة انه يدعم المقترح وانه لا يحتاج إلى تغيير دستوري !! 
علما أن المادة (49) من الدستور العراقي نصت : اولاً :ـ يتكون مجلس النواب من عدد من الاعضاء بنسبة مقعد واحد لكل مائة ألف نسمة من نفوس العراق يمثلون الشعب العراقي بأكمله، يتم انتخابهم بطريق الاقتراع العام السري المباشر، ويراعى تمثيل سائر مكونات الشعب فيه.
 
حيث يقول سيادة القاضي والنائب وعضو اللجنة القانونية في البرلمان أن المقترح لا يحتاج إلى تغيير هذه المادة ويمكن للمحكمة الاتحادية أن تمضي بهذا القانون لعدم توفر التعداد السكاني.!!!
خاصة أنه فيما سبق تم زيادة أعداد المقاعد من دون إجراء تعديل دستوري !!
وتناسى هذا القاضي عن علم عمد أن الزيادة في عدد المقاعد سابقا كانت طبيعية بحسب الدستور وذلك نتيجة زيادة عدد سكان العراق مع عدم توفير تعداد سكاني.
علما أن عدد أعضاء البرلمان العراقي أو الجمعية الوطنية كان 275 وبعدها تمت زيادة العدد ليصبح 325 وبعدها اقترحت الأمم المتحدة زيادة العدد إلى 328 مقعد فزيادة المقاعد جاءت نتيجة زيادة العدد السكاني أما المقترح المقدم الذي يراد تقليص عدد مقاعد مجلس النواب فهو خلاف الدستور وقُدِّم لأهداف بعيدة المدى لا يعلمها إلا الله والواعون.
إن هذا القانون سيمضي إذا لم يتم رفضه جماهيريا لأنه سيدعم من قبل الكتل السياسية الكبيرة التي تنعم بسرقة خيرات العراق !!
وكان الأولى بالسيد عبد الهادي الحكيم أن يطالب بالتمثيل الحقيقي للشعب في البرلمان من خلال تعديل قانون الانتخابات وجعل الفائزين بعضوية البرلمان هم الحاصلين على أعلى الأصوات حتى يكونون مدينين للشعب لا لكتل سياسية وحتى يشعر الفائز بمسؤوليته أمام ناخبيه 
وأيضا لابد من تغيير مفوضية الانتخابات وإبعادها عن المحاصصة وإعادة تشكيلها من أشخاص مهنيين وأكاديميين ومنظمات مجتمع مدني 
 
وجعل الهيئات المستقلة (كالنزاهة والرقابة المالية ...) بيد الأحزاب والشخصيات غير المشاركة بالحكومة حتى تكون هناك رقابة حقيقية لأداء السلطات ومحاسبتها وبذلك نضمن إصلاحا حقيقيا أما طرح هذا المقترح بتقليل مجالس النواب ومجالس المحافظات فهذا سيقوي الكتل الكبيرة ويزيد من نفوذها في السلطة التشريعية والتنفيذية ...
 
ومن خلال النتائج المتوقعة من هذا المقترح سنعرف وسيعرف القارئ اللبيب الهدف من تقديمه !
 
قال تعالى : (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد النجفي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/13



كتابة تعليق لموضوع : النائب عبد الهادي الحكيم يقدم مقترحا لزيادة استبداد الأحزاب الكبيرة وإقصاء الصغيرة!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net