صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

توضيح على كلام آية الله اللشيخ الآملي حفظه الله. المهدي واكمال العقول.
مصطفى الهادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 يقول آية الله الشيخ جوادي الآملي : لإمام الزمان مهمتان:
الأولى: إقامة العدل، وهي المهمة التي أشارت الروايات إليها.
الثانية: وهي مهمة أهم من الأولى وأثقل وهي إكمال العقول بناء على رواية المرحوم الكليني في الكافي.فإذا كمل العقل تحققت العدالة وإلا فلا يمكن تحقيقها بقوة السيف....
 
الجواب : نعم شيخنا الجليل ، ذلك هو الرشد الذي ذكره القرآن ، ولذلك فإن كل انبياء الله كانوا مكتملي العقول وفي قمّة العدالة ولكن مجتمعهم لم ينصاع لهم لأنه لا يوجد بينهم رجلٌ واحد راشد وصل إلى مرحلة الرشد ولذلك قال لوط عليه السلام : (أليس فيكم رجلٌ رشيد). (1) من دون الرشد لم تنفع عدالة نوح ولا علمه ولا نبوته مع انه لبث فيهم ما شاء الله من السنين.
وبما أن أمة الاسلام امتلكت اسباب الرشد ولكنها هجرتها واعرضت عنها وهو القرآن الذي اكتشفت الجن انه يهدي إلى الرشد (قالوا انا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به). ولكن الإنسان اعرض عن القرآن ففقد رشده ولذلك قال الله تعالى عن الانسان : (وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا).وسبيل الرشد هم الثقلان : القرآن وآل البيت عليهم السلام لأنهم لم يفترقا وهما الوسيلة الوحيدة لإتصال الأرض بالسماء.
 
وهكذا فإن أهم وسائل اكتمال الرشد هو القرآن وآل البيت عليهم السلام الذي اعرض عنهم المسلمون فاتخذوه القرآن مهجورا والعترة قتلوهم وأبعدوهم. ومهمة صاحب الأمر عليه السلام أن يأتيهم بالقرآن ويُصلح عقولهم به كما يقول الحديث : (فيضع يده على رؤوسهم فيجمع عقولهم على أمرٍ واحد) فيصلوا إلى مرحلة الرشد على يديه فتتحقق العدالة ولذلك قال الحديث : (يملأها قسطا وعدلا).فجعل من شروط حكومته القسط والعدالة. 
ذكرت في بحثي (الرشد والغي في الدولة العالمية) المنشور على الرابط ادناه أن من أهم مقومات قيام دولة الإمام المهدي عليه السلام هو ان تصل الشعوب في زمنه إلى مرحلة النضج الفكري (الرشد) لأن هذا المبدأ هو مبدأ قرآني اكد الله عليه كثيرا وبعث من أجله أكثر من مائة وأربعة وعشرون ألف نبي ورسول. والوصول إلى مرحلة الرشد مطلبٌ صعب لما جُبل عليه الإنسان كونه مختارا وليس مجبرا وإنما تُرك الأمر لهُ اعتمادا على قابلياته العقلية ولكن على طول مسيرة التاريخ لم يصل شخص واحد إلى مرحلة الرشد الكامل فلم يجد الانبياء السابقون شخصا واحد وهذا ما نراه يلوح في قول نبي الله لوط الذي خاطب قومه قائلا : (أليسَ منكم رجلٌ رشيد). أو قوله تعالى في سورة الذاريات : (فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين).
 
أما في الديانة الاسلامية فقد وصل بعض أصحاب نبيّنا (ص) إلى مرحلة الرشد الجزئي ولربما عددهم اربعة او خمسة فعلى طول مرحلة تبليغية بلغت اكثر من ثمانية وعشرون عاما لم يصل إلى مرحلة الرشد سوى اربعة وهم المذكورين في الحديث : (أن الله يحب اربعة أو أن الجنة تشتاق إلى اربعة هم علي وسلمان والمقداد وابو ذر). (2) .
 
فقد هوت الأمة كلها بعد وفاة رسول الله (ص) حتى انهم لم يدفنوه تركوه بين يدي هؤلاء الأربعة الذين يحبهم الله ، وهرعوا إلى الدنيا يتنافسون عليها. وعندما رجع علي زين العابدين إلى المدينة بعد وقعة كربلاء ووصل على مشارف المدينة المنورة أشار إليها وقال : (ما أحبنا في هذه المدينة سوى اربعة).
 
فالذين اجتمعوا بعد وفاة رسول الله (ص) في بيت فاطمة (ع) ووقفوا مع علي بن أبي طالب (ع) كان عددهم عشرة طلبوا من علي ان يخرج ليُطالب بحقه في الخلافة المغتصبة فقال لهم علي عليه السلام ، تعالوا غدا صباحا وانتم محلقي رؤوسكم . فلم يأت صباحا إلا المقداد بن الأسود الكندي وهو حالق رأسه ويده على مقبض سيفه تقول الرواية : (فقد كان شديدا في ذات الله).
أمة هذا حالها متى تصل إلى رشدها وتصور عظيم الجهد الذي سوف يبذله المهدي من أجل النهوض بالأمة إلى رشدها فتُطيعهُ ويقودها إلى تحقيق العدالة في الأرض فلا يكون بحاجة إلى السلاح (السيف) إلا لمكافحة جيوب هنا وهناك. وهي جيوش ستكون ذات خطر كبير ولكن الطبيعة أيضا سوف تتكفل بها والقضاء عليها. 
المصادر: 
1- في قاموس المعاني يقول : رشدَ الرجل: اصابُ ، اهتدى ، استقام ، عرف طريق الرشاد. 
2- رواه أبو يعلى في المسند ( 5 / 164 / 2779 ) - ومن طريقه : ابن عساكر في تاريخ دمشق (43/ 385) ، والحاكم في المستدرك 3 / 137 .قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/13



كتابة تعليق لموضوع : توضيح على كلام آية الله اللشيخ الآملي حفظه الله. المهدي واكمال العقول.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net