صفحة الكاتب : عمار جبار الكعبي

ادوار المثقف بين المتصدي والإمعة
عمار جبار الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الأمة تفقد المناعة ضد الانحرافات عندما تقوم باستيراد كل شيء ( كل الأفكار ) بداعي التطور والتقدم والاطلاع ، يجب أن تكون هنالك محددات ( كمارك فكرية ، سيطرة نوعية ) لاستيراد واستقبال اي شيء خارج عن الإطار الفكري والثقافي للمجتمع ، عندما يبدأ الإنسان باستقبال الأفكار حتى الغريبة منها بدعوى حاجة الزمن إلى التغيير ، فإنه سيقوم بتغيير جذوره ايضاً بنفس الحجج ، ولن يشعر بذلك إلا عند اول رياح تقتلعه من مكانه او تجعله اوهن من بيت العنكبوت 
المثقف هو كل من يعمل في مجال المعرفة ونشرها ، بشرط ان ينخرط في الشؤون العامة ، ويحاول التأثير فيها وتغييرها ، اما الشرط الثاني فهو ان يلتزم بالمثل العليا والقيم والافكار التي يتبناها ويطرحها ، فليس كل من قرأ مجموعة كتب لأجل الاستمتاع ، او للترف الفكري ، كان مثقفاً ، ووفق هذه الرؤية فأن العديد من الشرائح والفئات المجتمعية تعتبر مثقفة ، مع الأخذ بعين الاعتبار الشروط المذكورة 
رجال الدين ، المعلمين ، الصحفيين ، الاعلاميين ، وغيرهم ممن يعملون في ميدان نشر المعرفة ، يعتبرون مثقفين ، وبما ان الاستيراد الفكري ، والاطلاع على كل المستجدات العلمية ، والنظريات والطروحات لا يمكن منعها من الوصول الى الشعوب في ظل العولمة ، فيجب ان تكون الگمارگ الفكرية او السيطرة النوعية هي من ذات المجتمع ، وتعمل على تنقية ألافكار المستوردة من الشوائب التي لا تنسجم مع روح وثقافة المجتمع 
المثقف هو بوصلة المجتمع ، وهو من يوجهه نحو الطرق السالكة ، ويخرجه من المتاهات ، وبوصف ادق المثقف هو مرآة المجتمع ، والمرآة يجب عليها ان لا تخفي التشوهات التي تظهر في وجه من ينظر اليها ، لانها ستخونه ، وهذا هو ما يوصف بخيانة المثقف ، عندما لا يملك الجرأة لقول الحقيقة ، او يكون إمعة ، لجذب مصلحة او دفع شر ، اذا لم يمارس المثقف دوره ، بشكل مسؤول وفاعل ، ويتحمل كافة التبعات التي تفرضها عليه مواقفه الحقة ، فسيكون المجتمع امام تحديات عميقة وخطيرة ، تهدد هويته ، وثقافة ، واعتقاداته ، وستجرفه التيارات المنحرفة ، عاجلاً غير اجل 
 
الهجمات التي تشن ضد رجال الدين ، وتشويه صورهم بنظر العامة ، تهدف لقتل القدوة الحسنة بنظر المجتمعات وخصوصاً الشرقية ، وهي جزء من الهجمة التغريبيّة التي يتعرض لها المجتمع ، لتجريده من حصونه ودفاعاته ، وفق نظرية العولمة ، كما يتم في نفس الوقت تسويق الوصوليين ومعدومي المبادئ على انهم نجوم الاعلام ، غايتهم الشهرة والمال على حساب القيم والمبادئ التي يؤمن بها المجتمع ، وهذا يفرض على المثقفين ان يأخذوا دورهم ، ويتصدوا دفاعاً عن مجتمعاتهم ، فجهودهم قد لا تقل عن جهود المقاتلين والمضحين بأنفسهم . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار جبار الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/12



كتابة تعليق لموضوع : ادوار المثقف بين المتصدي والإمعة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net