صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الغُثاء له جولة وليس له بقاء!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

"..فأما الزَّبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض..."   13:17

البشرية نهر يتدفق من عيون الأزل ويجري بإضطراب نحو بحار ومحيطات الأبد , ولا يمكن لأحد أن يتعرف على  بداياته ونهاياته , لكنه يبقى يجري ويجري يإحكام وفقا لضوابط الجذب والدوران.
وما يجري يلقي على جوانيه أو جرفه ما خلفه الجريان وفعله بالموجودات السابحة فيه.
وعلى مر العصور يلفظ النهر ما هو غثيث وضار وغير صالح للحياة ولا يتفق وإرادة الجريان , ويتركه على الجرف حتى يجف ويموت وتتخلص الحياة منه.
وما يُلفَظ في مسيرة الحياة البشرية قد يطغى على صورتها الحقيقية خصوصا في زمن العولمة , الذي تُسلط الأضواء فيه على الصغائر من الأمور وتُقدمها على أنها الحياة.
ففي الإعلام حادثة هنا وأخرى هناك في بقاع الدنيا قد تأخذ صورة كبيرة ويتم إختصار الحياة فيها وربطها بها , وهذا إنحراف وتشويه وعدم إنصاف للحياة.
فالقانون الجوهري أنّ ما يُلقى على جرف الحياة يُسخّر لإفناء ذاته وموضوعه , ولهذا تجد الموجودات الغثيثة الغاشمة تتدافع وتتصارع حتى تقضي على نفسها , وتتطهر الأرض من سوئها وبهتانها ولو إمتد بها الوقت.
وما يحصل في الواقع العربي والعالمي , ما هو إلا نوع من إرادة البقاء الأرقى والأصلح والأقوى , فهذه الحالات المحقونة بأفكار غثيثة وضلالات نتنة , تنهال على بعضها وتسعى لإفناء وجودها , وفي هذا خدمة لإرادة ما ينفع الناس.
فالموجودات الباقية هي التي تنفع أما ما يضر فتتيسر للقضاء عليه قدرات لا تُحصى , وأكثرها متوطنة فيه وتأخذه إلى متاهات الفناء الحتمي.
ولهذا فأن القراءة اليائسة للواقع تجانب الحقيقة ولا تعرفها , ذلك أن الأرض ترعى طيبا , والحياة تريد طيبا , وأنها لتتخلص من الخبيث بوسائلها التي تبتكرها , والتي تتناسب وحالة الخبيث القائمة على ترابها.
وعليه فأن ما يجري اليوم من صراعات الخبائث وتماحق الضار والغثيث , إنما سيؤسس لحياة أقوى وأجمل , وبهذا تجد المجتمعات البشرية بعد أن تمر بمحنة الحروب قد إرتقت وتطورت , وبلغت أوجا جديدا غير مسبوق
وإنه لغثيث سيزول وطيب سيؤول ويطول!!
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/12



كتابة تعليق لموضوع : الغُثاء له جولة وليس له بقاء!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net