صفحة الكاتب : مجتبى الساده

الاكتشافات العلمية تترجم علامات الظهور الغيبية
مجتبى الساده

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لاشك أن كل يوم يمضى أو كل سنة تنتهي نقترب أكثر وأكثر من الفجر المقدس ، ولاشك ان أحداث العصر الحالي بكل ما فيه من إرهاصات وعلامات وفتن واضطرابات قد ترجح فكرة اننا نقترب من مرحلة حساسة من تاريخ البشرية ، بل نقترب أكثر من دلالات مرحلة ما قبل عصر ظهوره (ع) .. بل نجد أن المثقف الواعي الذي يتابع أحداث الفترة الزمنية الحالية ويراقبها بدقة ، ويترصدها باهتمام يرى أن أموراً  كونية وأحداثاً بشرية لها علاقة بعلامات الظهور (غير الحتمية) قد وقعت أو أشرفت على   الوقوع ، مما يجعل المنتظرين يعيشون حالة كبيرة من الأمل والتفاؤل والترقب  لليوم الموعود .. كذلك نجد أن البشرية بدأت تتململ من شيوع الظلم والاستبداد والجور والفساد ، مما أوصل المجتمع الإنساني إلى حالة من اليأس والقنوط من تحقق الإصلاح والعلاج ، وفشل كل التجارب الإنسانية السابقة .. وقد بدأ العالم يتجه ويتطلع بشكل جدي وأكثر من ذي قبل إلى الرغبة في تطبيق وتحقيق العدالة السماوية ، وهكذا نجد يوما بعد يوم إشارات جديدة تطفو على السطح يعرفها من يراقب ويهتم ويتتبع علامات الظهور مما تعطينا دلالات تمهيدية للطور المهدوي .. ومن هنا لابد أن نشير إلى أن العلم الحديث والجهود البحثية والاكتشافات الأخيرة بدأت تترجم علامات الظهور الغيبية ، بمعنى ان بعض العلامات الكونية ، والتي كنا نعتبرها من الغيبيات والمعجزات لعدم معرفتنا بطبيعتها وكنهها وكيفية وقوعها .. جاء الوقت الذي بدأت المراكز العلمية تُعّرف طبيعة هذه العلامات (الكونية - الغيبية) وتوجد التفسير العلمي والمنطقي لها وكيفية وقوعها ، كالصيحة السماوية ، كف بارزة من السماء ، خروج صورة إنسان في عين الشمس ، .... الخ . وغير ذلك من كلمات ومصطلحات كثيرة إعتدنا عليها في الأحاديث والروايات ، وكنا نحفظها على أنها تاريخ مستقبلي بعيد ، لقد جاء اليوم لتترجم فيه بعض هذه الملامح وتفسر لنا كيفية حدوثها ، مما يقربنا أكثر وأكثر من استيعاب أمر اليوم الموعود بكل ملامحه .
 
سنتطرق في هذه السطور الى بعض هذه العلامات وكيفية احتمالية وقوعها ومنها:-
 
أولاً: الصوت السماوي ( الهدّة أو الفزعة) في رمضان:
 
إنه الصوت السماوي المدوي (الصيحة) التي توقظ النائم وتقعد القائم وتخرج الفتاة من خدرها، ويقع في النصف من شهر رمضان وهو من غير المحتوم ، وهو غير الصيحة السماوية (من المحتوم)  والتي هي عبارة عن نداء جبرائيل (ع) فزمنه في فجر الثالث والعشرين من شهر رمضان .. إذاً نحن نشير  إلى إحدى العلامات غير المحتومة ، والتي كنا نعتبرها ذات عنصر إعجازي أو غيببي وهي الفزعة أو الهدة أو الرجفة في رمضان ، عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: (.........وفزعة في شهر رمضان توقظ النائم وتفزع اليقظان وتخرج الفتـاة من خدرها[1]) .. إنه حدث كوني كبير غير معهود ، يسبب فزعاً ورعبا ًفي قلوب الناس ، فيحسب كل قوم أن (الفزعة) وقعت في ناحيتهم .. وقد جاءت الاكتشافات الحديثة والجهود البحثية في الفضاء وأوضحت أن هذه العلامة ما هي إلا صوت مدويّ يحدث بسبب تماس الغلاف الغازي لأحد الكواكب مع الغلاف  الجوي  للأرض ، حيث أن الصحف العلمية  الأمريكية
نقلت خبراً عن وكالة الفضاء (ناسا) بأنها سربت في السنوات الأخيرة معلومات[2] عن كوكب اسمه (نيبرو) ونشرت صوراً له ، وأكدت بأنه سوف يعترض مسار الأرض  (شكل -1) وسوف يحدث هذا التماس في 21/12/2012م ، وأن قوة الاحتكاك والتماس (شكل -2) سوف تصدر                                                             صوتاً شديداً (هدّة أو فزعة) تكون مؤثرة تأثيرا سلبياً على الأرض وستحدث خللاً مادياً ودماراً في المباني والمنشآت وتراكيب الأذن ، وقد دلّ أحد النصوص[3] على ضرورة الاحتياط من الفزعة والصوت بالتدثر وسد الأذنين والمنافذ .. وبعيداً عن مصداقية خبر ( ناسا ) من عدمها
 
 
 
شكل (1)
 
شكل (2) 
وتوقيتها ، فإن العلم الحديث ترجم لنا هذه العلامة وفسر لنا كيفية وقوعها ، بعد أن كنّا ننظر اليها على أنها من الغيبيات ، فأصبحت بالنسبة لنا الآن واضحة المعالم ومنطقية الحدوث .
 
 
ثانياً: كف تطلع من السماء:
 
علامة أخرى كنا نعتبرها من المعجزات أو الغيبيات هي أن يداً  كونية كبيرة تظهر في السماء ، جاء عن أبي عبد الله (ع) أنه قال : (..... وكف تطلع من السماء من المحتوم[4] ) عن الإمام الصادق (ع) أنه قال : (إمارة ذلك اليوم ، أن كفا من السماء مدلاة ينظر إليها الناس[5]).. إنه حدث كوني كبير غير مسبوق يبهر العقول ويجلب الأنظار ، وقد أثبتت الجهود البحثية الأخيرة وفسرت لنا هذه العلامة وكيفية تكوينها ، وذلك عن طريق سديم (طاقة أو غازات) تشكل هذه اليد الكونية  الكبيرة .. فقد نشرت موسوعة (ويكيبيديا) الانجليزية في الفترة  الأخيرة  خبراً  يتحدث  عن  التقاط  التلسكوب  الفضائي  ( مرصد  أشعة  شاندرا 
 
السينية ) التابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) لسديم يبدو على شكل يد سماوية ضخمة في الفضاء - وقد دعمت الخبر بنشر صورته (شكل-3) ، كذلك نشرت لقطات فيديو للسديم – ويعزو العلماء هذا التشكل النادر والتراكيب المثيرة إلى نجم نيوتروني (بولسار) والذي يبعد عنا
 
شكل (3)
17000 سنة ضوئية تقريباً ، وهو يدور حول نفسه بسرعة كبيرة ويقذف طاقة ضخمة في الفضاء مما سبب ظهور صورة هذه اليد الكونية الكبيرة ، علماً بأن هذه الصورة مشهورة جداً عند أنصار الرحلات عبر النجوم .. اذاً : وبعيداً عن مصداقية الخبر وتوقيته ، فإن العلم الحديث ترجم لنا هذه العلامة وفسر لنا كيفية وقوعها أيضاً ، فبعد أن كنا ننظر إليها على أنها من الغيبيات ، أصبحت بالنسبة لنا الآن واضحة ومنطقية الحدوث .. علماً بأننا لا نعتبر هذه العلامة قد تحققت حالياً ، لأن علامات الظهور الكونية تأتي أهميتها من ارتباطها دلالة وإعلاماً وكشفاً وتنبيهاً لكل الناس وليس للمختصين في مجال الفلك فقط ، حيث يحتاج إلى رؤيتها والتعرف عليها إلى بعض الإمكانيات المادية (كتلسكوب فضائي خاص جداً ) وهو غير متوفر لمعظم الناس ، كذلك إن حدوثها في مكان بعيد جداً جداً عنا ، بحيث لا يرى من قبل عموم الناس بالعين المجردة كما أشارت إليه الرواية الشريفة ( ينظر إليها الناس) ، وبالتالي لا يصح أن يطلق على هذا الخبر بأنه تحقق إحدى علامات الظهور ، ولكننا نستفيد تفسيره لنا كيفية حدوث وتشكل هذه اليد الكونية الضخمة ، والطريق المنطقي الطبيعي لتحقق إحدى علامات الظهور الغيبية ، في حال ظهرت للعيان أمام الجميع وهو المقصود  .
 
 
ثالثاً: علامات ظهور عديدة لها علاقة بالشمس (وجه وصدر إنسان - توقف الشمس عن الحركة - كسوف وخسوف في غير وقتهما):
 
 
علامات وأخبار ذكرتها الروايات الشريفة لها علاقة بالشمس وكنا نعتبرها من الغيبيات ولا نعرف كيفية حدوثها ، عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول في قوله تعالى :
{إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ }[6] قال (ع) : سيفعل الله ذلك بهم ، قلت : من هم ؟ قال : بنو أُمية وشيعتهم ، قلت : وما الآية ؟ قال (ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر ، وخروج صدر رجل ووجهه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه ، وذلك في زمان السفياني وعندها يكون بواره وبوار  قومه[7]) .. وعلامة أخرى لها علاقة بالشمس ، عن ثعلبة الأزدي قال : قال أبو جعفر (ع) : (آيتان تكونان قبل قيام القائم : كسوف الشمس في النصف من رمضان وخسوف القمر في آخره ، قال : فقلت : يا ابن رسول الله ينكسف القمر في النصف من الشهر ، والشمس في آخر الشهر ؟ فقال (ع) أنا أعلم بما قلت ، إنهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم [8]) وفي رواية أخرى إشارة للعلامات التي من الشمس كما في غيبة الطوسي : (لا يخرج المهدي حتى تطلع مع الشمس آية[9]) .. 
 
علامات وأخبار وإشارات كثيرة لها ارتباط بالشمس غير معهودة من قبل تحير العقول وتلفت الأنظار، كنا نعتبرها من الغيبيات والمعجزات لعدم معرفتنا التفسير العلمي والمنطقي لكيفية حدوثها أو طبيعة وقوعها .
 
 
جاءت الاكتشافات العلمية الأخيرة وشرحت لنا طبيعة التفاعلات الكيميائية والتغيرات الفيزيائية في الشمس ، وأشارت التقارير العلمية المتخصصة بأبحاث الشمس والفضاء بأن هناك خمول غير معهود في نشاط الشمس ، وتقول العالمة الفلكية الأمريكية أنجيلا سبيك من جامعة ميسوري[10]: (تمر الشمس في مراحل نشاط متفاوتة كل 11 عاماً ، وتشهد الدورات تذبذباً طويل الأمد قد يدوم قرناً ) وكانت الأوساط العلمية قد رصدت تراجعا دورياً للنشاط الشمسي ، تمثل بخلو الشمس من البقع لفترة 266 يوماً في عام 2008م وحده ، وهو  مالم يحدث منذ عام 1913م ،  وإن عام  2009 م كان  أكثر  خمولا.. وظاهرة البقع الشمسية
(الكلف السوداء) أبرز معالم النشاط الشمسي العالي ، فالبقع الشمسية [11] ( شكل – 4 ) هي في الواقع مساحة من الغاز تكون ابرد من المساحة المحيطة بها من السطح المرئي للشمس ، وهي ناتجة عن حقول مغنـاطيسية قوية  تسد  التـدفق  الخارجي  للحرارة  إلى سطح  الشمس من
 
 
 
شكل – 4
داخلها ، وتعرف هذه البقع أو الكلف السوداء بأنها عبارة عن سحابات غازية مظلمة مكونة أساساً من الهيدروجين وتقع فوق السطح المرئي للشمس قليلاً ، وهذه البقع مكونة من منطقتين : موضع ظلمة مركزي التي هي منطقة من الظلال المظلمة كليا وحرارتها تصل الى 3700 درجة مئوية ، ومنطقة شبه مظلمة وحرارتها تصل إلى 5200 درجة مئوية .. وهذه البقع لها ارتباط وثيق بعلامات الظهور الكونية المرتبطة بالشمس وتفسرها لنا مثل:
 
ظهور وجه وصدر إنسان في الشمس: لهذه البقع الشمسية أو الكلف السوداء التي تقع على سطح الشمس أشكال متنوعة ، فمن الممكن أن تحتوي الشمس على مئات البقع الشمسية في فترات ، ومن الممكن ألا تحتوي على أي منها خلال فترات أخرى وهذا ناتج عن النشاط المتواصل للشمس ، ويتراوح قطر هذه البقع بين 960 كلم إذا كانت منفردة و 96 الف كلم إذا كانت عبارة عن مجموعة بقع ، وأكبر مجموعة من البقع الشمسية تم تسجيل وجودها حتى اليوم كان في أبريل 1947م وكان قطرها حوالي 130 ألف كلم .
 
ستكون البشرية جمعاء على موعد مع حدث تاريخي لم يسبق له أن حدث من قبل ،وهي أن هذه البقع أو الكلف السوداء (بمناطق الظلمة المختلفة ) ستتشكل أو ستتجسد في صورة وجه وصدر إنسان تكون على شكل ملامح شخصية معروفة للبشرية مما سيذهل الكثيرين .
 
 
ركود الشمس عن الحركة لعدة ساعات: يستخدم العلماء المراقبون للشمس عادة عدد البقع الشمسية على سطح الشمس لتقدير نشاطها ، ويصل عدد البقع إلى الكثرة القصوى خلال ما يوصف بالذروة الشمسية ثم تتراجع لتصل الى أدنى حد خلال أي دورة ، وخلال الذروة تحدث الانفجارات الشمسية والعواصف الجيومغناطيسية بكميات كبيرة .
 
ستشهد البشرية في المستقبل حدوث انفجارات هائلة في الشمس لم تحدث بتلك الضخامة من قبل في وقت من فترات الذروة العظمى (القصوى) فتؤدي الى توقف الشمس عن التحرك أو حركة عكسية بطيئة كردة فعل على الانفجار وذلك لمدة ساعتين أو ثلاث [12]، فيشعر الناس بتوقف الشمس لزيادة طول النهار فجأة من جهة ، ولأن حرارتها تنصب على الأرض أكثر من المألوف من جهة أخرى .
 
 
الكسوف والخسوف في غير وقتهما: إن فترة النشاط الشمسي المرتفع عندما تبلغ الذروة القصوى تحدث انفجارات هائلة في الشمس وتقوى الحقول المغناطيسية التي تولد البقع الشمسية ، وبقوة الانفجارات ونشاط الحقول المغناطيسية تكثر البقع الشمسية مما يؤدي إلى إعتام سطح الشمس .
سنشهد في المستقبل حدوث (انفجاران متتاليان - قطبان مغناطيسيان قويان) مما سيؤدي إلى إعتام الشمس مرتين في الشهر نفسه (رمضان) ولا ترسل الشمس أي أشعة، أحدهما يسبب الكسوف وسط الشهر ، والآخر يسبب الخسوف آخر الشهر والقمر هلال .. ويكون الكسوف والخسوف بغير سببهما العادي وفي غير وقتهما الاعتيادي ، وهذا إحدى علامات الظهور وقبل قيام القائم كما أكدت رواية الإمام الباقر (ع) ، وبسبب تحولات فيزيائية معينة في الشمس[13]، وليس بسبب اقتراب مذنب إلى الأرض كما أشار إلى ذلك (النيلي) في كتابه الطور المهدوي[14] مما يحول واقع الأرض إلى محور مختلف بزاوية ميل جديدة ومشرق ومغرب جديدين سيؤدي إلى ظهور الشمس من مغربها (غلق باب التوبة) والذي هو إحدى علامات الساعة وليس علامة لقيام المهدي .. إذاً الكسوف والخسوف في غير وقتهما بسبب الشمس ومما يؤكد ذلك حديث أمير المؤمنين (ع) عند ذكر الصيحة والنداء في رمضان (23 منه) : (ومن الغد عند الظهر تتلون الشمس وتصير سوداء مظلمة[15]) وهذا دليل واضح على وقوع الخسف للقمر يوم(25 من رمضان) بسبب ظلمة الشمس .
 
فالدراسات البحثية الحديثة حول الشمس والتقارير العلمية الفضائية في السنوات الأخيرة أزاحت النقاب والغموض عن كثير من علامات الظهور المرتبطة بالشمس ، حيث كنا في السابق لا نجد تفسير علمي وتطبيق منطقي لها ، مما دفعنا لاعتبارها من الغيبيات، أما الآن فقد ترجمت لنا الدراسات الحديثة كيفية حدوثها وأصبحنا ندرك طبيعتها ومنطقية وقوعها .
 
 
رابعاً: اكتشافات علمية تؤكد أخباراً غيبية لها علاقة بظهور المهدي (عج):
 
من الأمور التي أصبحت مألوفة لنا هذه الأيام تطور العلم وتقدم التكنولوجيا ، فقد ظهرت في السنوات الأخيرة منجزات علمية عظيمة واكتشافات هائلة ، بل إن ما حققه الإنسان في السنوات العشر الأخيرة من اختراعات في وسائل الاتصالات والإعلام والانترنت وأبحاث الفضاء والتقنية التكنولوجية ، لا يمكن مقارنتها بجميع اكتشافاته وانتاجاتة خلال عمر الحضارة كلها .
 
 
وتأسيا بهذا ، فإن مثل هذه المكتشفات العلمية تمكن البشرية من استيعاب وإدراك بعض الأخبار المستقبلية (الغيبية) التي ذكرت في الروايات الشريفة والمتعلقة بزمن ظهور الإمام المهدي (عج) والتي كانت غير مألوفة للأجيال السابقة ، حيث كانوا يعتبرونها من المعجزات والكرامات الخاصة بصاحب الزمان (ع) .. ومن هذه الأخبار والغيبيات على كثرتها سنذكر بعض هذه الروايات للفائدة:
 
 
قال الإمام الباقر (ع) : (إذا قام القائم بعث في أقاليم الأرض ، في كل إقليم  رجلاً ، يقول : عهدك في كفك ، فإذا ورد عليك أمر لا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه ، فانظر إلى كفك واعمل بما فيها [16]) .. وفي هذه الأيام عصر تطور وتقدم وسائل الاتصالات فإن ذلك من الأمور الطبيعية والمتوافقة حالياً مع الهاتف النقال أو النت أو غيره من وسائل الاتصال الأخرى المتوفرة حاليا. 
 
 
قال الإمام الباقر (ع) : ( إن قائمنا إذا قام مد الله لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم حتى لا يكون بينهم وبينه بريد ، يكلمهم فيسمعونه وينظرون إليه وهو في مكانه[17]) .. وفي هذه الأيام عصر التلفزيون والبث الفضائي المباشر أصبح هذا الأمر من الأمور الطبيعية والمألوفة ايضا وليس من الغيبيات أو الإعجاز .
 
 
قال الإمام الباقر (ع) : (إذا تناهت الأمور إلى صاحب هذا الأمر رفع الله تبارك وتعالى له كل منخفض من الأرض ، وخفض له كل مرتفع ، حتى تكون الدنيا عنده بمنزلة راحته ، فأيكم لو كانت في راحته شعرة لم يبصرها[18]) .. وفي هذه الأيام عصر الفضاء والتكنولوجيا أصبح بمقدور أي واحد منا ان يشاهد أية بقعة في الأرض من الأعلى (تصوير فضائي مباشر) عبر النت بواسطة برنامج معروف اسمه (قوقل ايرث) وهو أمر عادي وطبيعي وفي متناول الجميع .
 
قال الإمام الباقر (ع) : (إن المؤمن في زمان القائم وهو بالمشرق ليرى أخاه الذي في المغرب ، وكذا الذي في المغرب يرى أخاه الذي في المشرق[19]) .. وفي هذه الأيام عصر التطور التقني وتقدم وسائل الاتصال أصبح ذلك مألوفاً ومتاحاً لكل البشرية .
 
 
بالإضافة لكثير من الأخبار اليقينية والتي كنا ولانزال نعتبرها من المجاهيل ويدور حولها الغموض مثل قوم يأجوج ومأجوج ، فقد جاءت في الفترة الأخيرة بعض من النظريات والأفكار والآراء لتفسر لنا هذه المجاهيل وتزيل الغموض عنها وتخرج لنا بنظريات ، وحسب المعطيات العلمية هي أقرب إلى المنطق وإلى الواقع ، مثل آراء النيلي المذكورة في كتابه الطور المهدوي وتحليله وتفسيره لآيات القرآن الكريم وقوله تعالى :{ قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا}[20] وبقية الآيات المختصة بذلك ، واستنتاجاته لنظرية منطقية لمكان تواجدهم وإثباتاته العلمية والمنطقية بناءً على المنهج القصدي لتفسير كلمات وآيات القرآن الكريم ، وطرحة نظرية متكاملة بأن قوم يأجوج ومأجوج يعيشون في كوكب آخر قريب من الأرض .. وإلا لأمكننا رؤيتهم ومشاهدتهم لو كانوا على الكرة الأرضية .
 
 
إن تطور التكنولوجيا أضاف الشيء الكثير في مجال الاكتشافات الفضائية للبحث عن حياة ذكية خارج الأرض ، واحتمال العثور عليها اليوم بات أفضل من أي وقت مضى ، مما يساعدنا لاستيعاب وفهم الروايات الشريفة التي تتكلم عن ذلك، والرحلات بين الكواكب والعوالم الأخرى ، عن الإمام الباقر (ع) قال : (أما إن ذا القرنين قد خير الساحبين فاختار الذلول وذخر لصاحبكم الصعب) ، قال : قلت : وما الصعب ؟ قال : )ما كان من سحاب فيه رعد وصاعقة أو برق فصاحبكم يركبه ، أما إنه سيركب السحاب ، ويرقى في الأسباب أسباب السماوات السبع ، والارضين السبع ، خمس عوامر واثنتان خرابان[21]) .
 
 
 
إن مجمل الروايات الشريفة السابقة قد ذكرت علامات لظهور الإمام المهدي (ع) وهي أخبار عن مستقبل وعن غيب ، ولذا نجد أن لغة تلك الروايات جاءت رمزية تستخدم التشبيه إشارة إلى بعض الحقائق الغيبية والتي يصعب إدراكها في زمن الأئمة عليهم السلام ، ونجد أن التلميحات تشير إلى ارتفاع بعض حجب الغيب أو معجزات وكرامات لتناسب عقلية الناس في تلك الفترة ، لأنها تشير إلى بعض الحقائق التي كان يصعب إدراكها من قبلهم في زمن الائمة (ع) ..  ولكننا حالياً يجدر بنا أن نقول : أن مثل هذه الأخبار يجب أن تكتب بماء الذهب ، وأن تنقش على صفحات القلوب كمفاخر تنطق بعظمة قائليها عليهم السلام ، و والله إن العاقل ليقف خاشعاً أمام هذه الأخبار التي قيلت قبل ثلاثة عشر قرنا ، ويفخر بمثل هذه الشخصيات الفذة ، حيث تشعر بأن أهل البيت عليهم السلام كأنهم قد عايشونا وعاشرونا فوصفوا حياتنا أدق وصف ، فلله در من يقتدي بهم ويواليهم . 
 
 
 
 
 
خلاصة القول :
 
إن الاكتشافات العلمية والاختراعات التقنية الحديثة والتطور الهائل في العقلية البشرية ، وبلوغها درجة من النضج الفكري والثقافي وترجمتها وتفسيرها للأحداث الكونية والعلامات الغيبية ، ما هي إلا مقدمة لظهور الحجة (ع) ، بحيث تستطيع الشعوب أن تستوعب وتتفهم القوانين والأساليب الجديدة التي يتخذها القائد المهدي (عج) في دولة العدل الإلهي.
 
الجدير بالذكر أن هناك مؤشرات أخرى عديدة وقوية بدأت تطفو على السطح وتشير الى اقترابنا أكثر وأكثر من عصر الظهور ، أهمها الواقع السياسي الحالي وبالخصوص في منطقة الشرق الأوسط ، فإنه يشكل المناخ الملائم لأجواء الظهور ، ولا ننسى كذلك الأزمة المالية العالمية والبحث عن بديل أو مخرج منها ، بالإضافة للمشاكل الاجتماعية والفكرية والبيئية و ......الخ ، والكل يبحث عن الحل مما يجعل ظاهرة اليأس والقنوط بارزة بشكل عام وهي من الحالات المرافقة للانتظار ، مما سيكون له بالغ الأثر في تهيئة الأرضية لتقبل اليوم الموعود بأبعاده الحضارية كلها .
 
 
وهنا يأتي السؤال الكبير والذي من المهم أن نعرف الإجابة عليه : ما هو دورنا  ومسئوليتنا تجاه قضية إمامنا عجل الله تعالى فرجه وقد بدأ يلوح في الأفق إرهاصات اليوم الموعود؟ .. وهل نحن على مستوى نصرة إمام زماننا (روحي فداه) وقد بدأ العالم يشرأبون ذكره ؟.
 
وفي الختام نؤكد أن العالم يستعد وبسرعة نحو استقبال الإمام المهدي (عج) .. وما نأمله هو أن نكون من المدركين لظهوره الشريف وكما قال تعالى: {فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ}[22].
 
 
_______________
 
الهوامش
 
 
[1] - غيبة النعماني ص169 ، بحار الانوار ج52 ص233 .
2 - أكدت الخبر كلية العلوم بجامعة بغداد في دراسة حديثة أجراها عدد من المتخصصين .
3 - الملآحم والفتن – بن طاووس ص42 .
4 - غيبة النعماني ص172 .
5 - بحار الأنوار ج52 ص233 .
6 - سورة الشعراء – آية 4 .
7 - الإرشاد للمفيد ج2 ص373، أعلام الورى 428 ، بحار الأنوار ج52 ص221.
8 - الإرشاد للمفيد ج2 ص374 ، غيبة النعماني ص 181 ، غيبة الطوسي ص270، أعلام الورى ص429 ، بحار الأنوار ج52 ص220 .
9 -غيبة الطوسي ص466 ، بحار الأنوار ج52 ص217 .
10- مجلة (نيو ساينتيست ) الاسبوعيه المتخصصة في العلوم والتكنولوجيا .
11 - كتاب الكون : تأليف كولين رونان – إصدار المؤسسة الأهلية للنشر والتوزيع بيروت .
12 - كتاب الفجر المقدس ص103 .
13 - كتاب الفجر المقدس ص103 .
14- كتاب الطور المهدوي ص230 .
15- بحار الأنوار ج52 ص275 ، بشارة الإسلام ص59 و 70 .
16 - غيبة النعماني  ص319 .
17- بحار الانوارج52 ص336 .
18 - بحار الأنوار ج52 ص328 .
19 - بحار الأنوار ج52 ص329 .
20 - سورة الكهف آية 94 .
21 - بحار الأنوار ج52 ص321 .
22- سورة الأعراف آية 71 .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مجتبى الساده
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/11



كتابة تعليق لموضوع : الاكتشافات العلمية تترجم علامات الظهور الغيبية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net