صفحة الكاتب : كاظم العبودي

السيد العبادي وقرارات الشاشة
كاظم العبودي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كثيرا ما نسمع عن قرارات جديدة تصدرها الحكومة المركزية، عبر وسائل الاعلام المختلفة ، وتعزو اسبابها لخدمة المواطن!، لكننا لا نجد لها اثراً على ارض الواقع، فتكون مصداقاً للمثل الشعبي الدارج "حچي الليل يمحيه النهار" وبذلك يشاهد الشعب العراقي سهرة جميلة تكون من بطولة رئيس الحكومة في اغلب الاحيان او ناطقه الرسمي، و يغفوا المواطنين على امال جميلة واحلام وردية، و يستيقظون صباح اليوم التالي على اصوات الانفجارات، ويفطرون على اخبار حز الرؤوس، ويصدمون  بعدم ورود تلك القرارات للدوائر المعنية رغم مضي اشهر عليها ، فكثير من  القرارات التي يطلقها السيد العبادي لا تطبق، فضلا عن القوانين حيث يقوم الموظفون بإخفاء تلك التعليمات والقرارات في ادراج مكاتبهم، او يعمدون الى الخبث  بإرسال استفسارات كثيرة حول تلك القرارات، رغم وضوحها، والهدف ادخال العملية في حلقة دائرية لانهاية لها، وبالتالي عدم تطبيق تلك القرارات، وتقف خلف ذلك اسباب كثيرة منها الفساد والجهل والتهرب من المسؤولية في تطبيق القرار. 

و بذلك لم تبلغ كثيراً من قرارات السيد العبادي ابعد من الشاشة منسجمة مع فوتوناتها، وهذا الامر غريب للغاية كونه الرجل التنفيذي الاول بالدولة، ويفترض ان يكون صاحب الحل والعقد بالمؤسسات التنفيذية، ومن اهم تلك القرارات هي رفع جهاز المتفجرات من كافة السيطرات الذي  لم يعمل به في اغلب المحافظات بل رفض من قبل بعض المجالس المحلية، وكأن القرار لم يصدر من القائد العام للقوات المسلحة الذي وجه برفعه من الشارع، كذلك ما اقره مجلس الوزراء وصرح به السيد العبادي بشمول فئات جديدة من المجتمع بقطع الاراضي ونشر تعليمات جديدة بهذا الغرض، وقام الناطق الرسمي باسم رئيس الوزراء في الشهر السادس من هذا العام بشرح تلك التعليمات، لكنها لم تصل للدوائر البلدية على الرغم من مضي اكثر من شهرين على القرار، ولم نحصل من الحديثي الا ما حصلنا عليه من السيد العبادي، وهو صدع الرؤوس والعيش بوهم التعليمات الجديدة التي تخدم المواطنين، ولا ننسى كذلك اعادة العمل بنظام الزوجي والفردي دون الرجوع لرئيس الوزراء، في خطوه اذهلت الجميع، ولا يخفى على الجميع قرار العمل بالنافذة الالكترونية التي اطلق عليها "روج معاملتك من بيتك" لتسهيل مراجعة الدوائر من قبل المواطنين، لكن ذلك ذهب ادراج الرياح ، وهذا يعطي لنا صورة واضحه عن عجز الحكومة عن متابعة قراراتها وفرض تنفيذها على مؤسساتها التنفيذية، و عدم امتثال الدوائر لتلك القرارات لأسباب حزبية او فساد وهذا الفعل مخالفة قانونية واضحة وخارج عن سياقات دولة المؤسسات التي يسعى رئيس الوزراء اليها كما يذكر دائماً، لذلك ندعو السيد العبادي بإصدار عقوبات صارمة بحق الممتنعين عن تطبيق تلك القرارات والمعرقلين لها وتشكيل لجان خاصة بمتابعة تطبيق القوانين والقرارات التي تصدرها الحكومة، اذا كانت تنوي فعلاً تطبيقها، كما نعلم ان السيد العبادي لديه منافسين سياسيين يحاولون افشال عمله وهذا يحتم عليه العمل بيقظة وحذر اكثر.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كاظم العبودي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/10



كتابة تعليق لموضوع : السيد العبادي وقرارات الشاشة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net