صفحة الكاتب : هفال زاخويي

حسناً يفعل رئيس مجلس النواب العراقي
هفال زاخويي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كبديهية يجب أن يكون رئيس البرلمان (أي برلمان كان) يمثل ضمير شعبه ، ويعمل إنطلاقاً من ثوابت وطنية واضحة ، ويترفع على الإنتماءات الضيقة ، ويكون حرصه حرصاً على مصالح الشعب والبلد العليا ، ومن ثم عليه في الحالات الضاغطة أن يكون (كاظماً للغيظ).
 لكن ما يحدث في العراق حالة شاذة تماماً من منظور عام، أما من المنظور المحلي فهي حالة تعودنا عليها ، أقصد بذلك (تعصب وتعنصر كل زعيم او قائد او مسؤول لطائفته ولعرقه ولحزبه) ، وهذه حالة مفهومة تنطلق من القاعدة الجاهلية (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) كقيمة بدوية فرضتها أنماط الحياة القاسية في الصحراء ، لكنها جرت وبسيولة وسلاسة على واقعنا المدني خصوصاً في عصر تداخل الثقافات والحضارات والمجتمع المدني.
 السيد أسامة النجيفي رئيس مجلس النواب العراقي ، لم يعد يمثل الشعب العراقي في مجلسه الذي يترأسه بل أصبح يمثل قوائمه (وطنيون وكذلك الحدباء على مستوى مجلس محافظة نينوى) وطائفته ومدينته وعشيرته وهذا حق طبيعي عندما يكون النجيفي نائباً عادياً ، لكنه مثير للإستغراب والجدل عندما يكون رئيساً لمجلس النواب ... قراءة سريعة وبسيطة غير مجهدة لمسار عمل السيد النجيفي يظهر بأنه ليس عاملاً لتقريب وجهات النظر ولا يمتلك مقومات رأب الصدع العراقي ، ولا يمتلك مؤهلات لم شمل البيت العراقي ، حاله كحال بقية الساسة ، لكنه واكرر يختلف عنهم في مركزه كونه رئيس مجلس النواب العراقي ، وهذا الأمر يملي ويفرض عليه أن يكون (عراقياً حقيقياً ويمثل الطيف العراقي أي ان يكون عربياً كردياً تركمانياً مسلماً مسيحياً شيعياً سنياً وهلم جراً)، لكنه لا يستطيع لانه أثبت بأنه لايستطيع ، فخطابه الناري في الدورة السابقة للبرلمان ، خف بعض الشيء بعد ان صار(رئيساً في هذه الدورة) لكنه وبعد (تعقد الأوضاع بين العراقية ودولة القانون)اصبح يدلي بتصريحاته النارية من جديد مما يشكل تناقضاً كبيراً وخطيراً بين منصبه (الوطني الجامع) وانتمائه ( العرقي والطائفي المحدود) ... فقبل اسابيع خرج من واشنطن بحديثه على (اقليم سني قد يسير نحو الإنفصال) هذا بعد ان كان شديد (الوحدوية وضد فكرة الأقاليم وفدرلة العراق)، وقبل أيام خرج علينا في مؤتمر عشائري (موظة العهد العراقي ) ليتحدث عن فشل المصالحة الوطنية في مؤشر خطير على سير الوضع في العراق بإتجاه تناحر سياسي خطير ، هذا المؤتمر جمعه بأبناء عشيرته ، وكان يفترض بالسيد النجيفي في هذا المؤتمر كونه عشائرياً ان يتحدث في شؤون العشيرة باعتباره رئيس مجلس شورى العشيرة ، لايتخذه منبراً لاطلاق تصريحات نارية لا تخدم العملية السياسية المريضة أصلاً والتي هي بحاجة الى أدوية غير مزيفة!
 وقبل أيام خرج علينا السيد رئيس البرلمان العراقي في تصريح آخر من الموصل مشدداً على ان (حدود محافظة الموصل مقدسة ولا يمكن المساس بها) ، يأتي هذا التصريح في وقت حساس وخطير كون( الحدود غير المقدسة للعراق تتعرض لتجاوزات من دول اقليمية  خصوصاً تجاوزات جمهورية ايران الإسلامية) ، اليس حرياً بالسيد النجيفي ان يرفع صوته تجاه هذه التجاوزات على حدود العراق قبل الحديث عن حدود الموصل وهو طبعاً (يعي ما يقصد بخصوص حدود الموصل بسبب عمق الخلاف بينه وبين الكرد حول المناطق المتنازع عليها في سنجار وزمار والشيخان وغيرها) .
 ان هذا الأداء السياسي لا يليق بشخص يترأس برلمان بلده ، بل عليه ان يلعب دوراً ايجابياً لتصفية المياه لاتعكيرها أكثر.
•        ظاهرة المؤتمرات العشائرية وحضور قادة العراق فعالياتها لالقاء قنابلهم الخطابية تذكرني بظاهرة تفعيل دور العشائر وصنع شيوخ جدد على عهد النظام السابق لشراء الذمم...التاريخ يجدد نفسه .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هفال زاخويي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/07/30



كتابة تعليق لموضوع : حسناً يفعل رئيس مجلس النواب العراقي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net