صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

من أدب فتوى الدفاع المقدس ... الخروج عن الجسد
علي حسين الخباز
  كنا لا نفترق منذ أن عرفتنا السواتر صديقين متلازمين نضحك بوجه الموت بل نتحداه، وإذا برصاصة بلهاء أسقطته أرضاً وهو يصرخ على عنادكم: لن أموت.. بقي عندي من هذا الصديق الوفي جسداً ممدداً.. دمٌ متناثر، ودفتر مذكرات صغير، وذكريات بحجم الكون.. 
الكلمة الأولى (للزمن نذهب لا شيء يعود).. 
الآن بدأت أعرفه أكثر من أي وقت مضى..
حمادة عبد الحسين الكربلائي... المخيم 
كان مثالاً للشاب العصامي المكافح، وخرج من الجامعة بامتياز دون أن يترك عمله يوماً واحداً، لذلك كانت حالته المادية جيدة، لكنه رفض التعيين واختار الدفاع عن الوطن والأرض والعرض وضيفة له..! 
كان يقول لي: أنظر لتلك السواتر إنها قلوب تدفق بالحنين.. أنظر لها كيف تبكي عندما يتناثر على جدرانها الدم.. إنها أرقُّ إنسانيةً من فنادق ضخمة فخمة تضم من باعوا أوطانهم، وغدروا بالنخل والتراب، سألته مرة: ماذا لو رأيتني أعانق التراب؟ 
ابتسم لي.. قبلني وقال: سأقول.. واحد منا قرر أن يرحل إلى الحياة. 
: حمادة، لماذا أنت تصر دائماً بحديثك عن مفردة الحياة؟
: نحن دخلنا الحرب وعاشرنا السواتر من أجل الحياة، علينا أن نعرف سر القوة عند الإنسان، ليمتلك الخبرة والسلطة الحقيقية والكفاءة المعرفية.. لو تأملنا في الوجوب الكفائي نداء المرجعية المباركة سنجده ممثل الكفاءة الذكية، هو معايشة الأشياء لمجملها.. الالمام المعرفي مع امتلاك روح التواضع.. البساطة.. حينها تتبلور روح الحكمة.. القدرة.. الخروج من الجسد الى المعنى. 
: حاول أن تبسط لي الأمور.. لا تجعل حوارك معي فلسفياً.. أرجوك ما معنى الخروج من الجسد؟ أليس هو الموت؟
: لا.. بل حين يصبح الانسان أمة لوحده، يفكر بالمعنى الأشمل للوجود.. الشهيد يخرج من الجسد ليعيش الخلود.. ألم يشد انتباهك قول السيد السيستاني (دام ظله) حين شكروه على الوجوب الكفائي.. أشار الى ضريح الإمام علي (عليه السلام) وقال: اشكروه.. فمنه أتى الوجوب الكفائي.
 ألم تسأل نفسك: كيف تم البث والتسليم مع وجود الفارق الزمني بهذا المعنى سنلتحق نحن الشهداء بالركب الحسيني، وهذا هو الفرق بين الموتى والشهداء. 
: وهممت أن أرفع جسد صديقي، وإذا به يهمس في أذني: اتركهم يحملوني، واذهب انت لتقف هنالك خلف الساتر، وتناديهم: حمادة لن يتخلى عن القتال.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/05



كتابة تعليق لموضوع : من أدب فتوى الدفاع المقدس ... الخروج عن الجسد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net