المناهج التعليمية ومدرسوها نقمة علينا لما علما أنشتاين والعقاد رفضوا المدارس!
ياس خضير العلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بلامقدمات تؤدي لنتائج اطلعوا انشتاين عالم والعقاد أديب لم يدروا بالمدرسة , اختاروا مدرسيهم والمناهج لأنفسهم فمنحت الدكتوراه والماجستير عنهم وأعمالهم, هذا يقودنا الى سؤال من يضع لنا المناهج ومن يقوم بتدريسها لنا مضطرين للقبول به لأنها أوامر حكومية أو لأننا محتاجون للأعتراف بالشهادة الممنوحة عند التخرج لنثبت بالوثائق أننا حاصلون على درجة دراسية حسب الأختصاص و المرا حل في العلم والادب والفن ,ولو في الفن ومانسميه الشعر الشعبي  اليوم الطريق أسهل بكثير لأننا وجدنا نماذج اشتهرت في الفن العربي والشعر الشعبي  وهي لاتحمل التحصيل العلمي الأولي و مثال _المطرب احمد عدوية , شعبان عبدالرحيم و فيفي عبدو , سعدي الحلي , داخل حسن , وكثيرون بالعالم العربي فنانين أميون كانوا بالخمسينات والستينات أو كانوا يقرأ ويكتب فقط , وانتشروا باللهجة العامية التي لم يتجرأ ألا كتاب المسرح المحلي بالكتابة فيها ولو اللهجة المصرية دخلت العالم العربي لأنها مسيطرة على البث التلفزيوني من سنوات طويلة , واصبح الشارع متقبلها وهي لهجة العامية أقصد لاتتعب الكاتب لنها مقبولة من أذن ومسمع الناس لتداولها اليومي و وأذا ترجمناها الى الفصحى نتعب لنجد مرادفاتها .

المبدع بالأدب العربي عباس محمود العقاد الذي أمتاز بتطوير كتابة المقال العربي أضاف صفتين مهمتين له بعد أن كان الكتاب يستخدمون الزخرفة اللفظية والأنشاء وضع أساس الموضوعية والتجديد وكسر ما سمي بالقوالب الأدبية لكتابة المقال , فجعل الفكرة والهدف تأتيك من أول وهلة لقراءتك المقال , ويراعي المذهب السائد عند كتابته أذا ساير النقاد لكنه جدد المقالة وكانت تمر بمراحل المقدمات وثم التفاصيل فالنتائج والأستنتاج وهذه القوالب هي المعتمدة لدى النقاد وهم المشتغلون بتقييم المقال ويطبقونها وما لم تستكمل النواحي الفنية هذه بالمقال لايعتبرونه موافق للمواصفات القوالبية , ولكن السؤال من وضع هذه القوالب ؟ , وضعها كتاب سابقون أعتبرت اعمالهم نموذج يحتذى به ويقارن به مايكتب بعده , ولكن هذا قتل للأبداع والتجديد ومن قال أن هذه النماذج هي الصحيح بالدب العربي كله لماذا لانضيف أبداعات جديدة لها اذا كانت تتضمن كل المواصفات اللغوية والفنية من الأسلوب والتدرج بتناول الفكرة والموضوعية بالطرح والحيادية بالحكم و بالأستنتاج , والأدب العالمي المتجدد لم يلتزم بهذه القوالب القديمة زمنيآ بل راح يعرض المقالات التي تعطيك الفكرة مباشرة ثم تتدرج بشرحها والأفصاح عن المحتوى والمضمون مع مراعاة الشكل , لأننا كنا نجد الكتاب السابقين له مقدمة طويلة لتهيئتك لتقبل الموضوع وربما التشويق لكننا اليوم بعصر السرعة , والناس تريد الزبدة ولاوقت لقراءة المقال الطويل , ولو ممكن يكون فيه سعة للتحليل وعرض أكبر قدر ممكن من المعلومات وخلفيات الأحداث لكن هذا زمن السرعة .

والعقاد يقول بكتابه انا عن التعليم والتعلم _  كان أساتذتي كلهم ممن أخترتهم بنفسي وغير أني احب أستثني أستاذآ واحدآ كان حضوري عليه في أختيار أبي ..

ولكن عودة لموضوعنا كيف علم العقاد أهمية الكتابة للواقع المحلي وأعطى هذا المقال نوع وأسلوب خاص به وأسلوب أخر للكتابة للأنسانية العالم لأنه يعرف أنها ستترجم الى لغات عالمية ؟

هنا علينا أن نعرف نوع الموضوع وهل هو مرحلي ليام لشهر أم أننا نكتب لزمن طويل ربما يقرأه العالم ومن يأتي بعدنا بالعد؟

ومن العلماء أنشتاين الذي جاءت أمه الى مدرسته الأبتدائية لتجد سبب استدعاءها كان من أدارة مدرسته لعدم أمكانية استمراره بالتعلم فيها , المدرسون أبلغوا الأدارة بعدم تحملهم لوجوده بالصف التعليمي و الأسباب أنه كان يقاطع المدرس بهذه السن المبكرة ويخالفه الرأي بما يدرسه وينفي صحة العلوم المنهجية التي تدرس له ولزملاءه الطلبة , لذا اعتبره المدرسون مجنون وغير متكامل العقل , لكن أمه كانت مؤمنة أن ابنها الصحيح وأنه عالم وموهوب , ولذا أخذته للبيت وبدأت تدرسه هي بالمناهج التعليمية التي يدرسها زملاءه وأكمل معهم المراحل الثانوية بالبيت وتخرج معهم وكان مدرسه أمه والمناهج التي يدرسها هي المقررة بالمدارس وماتضيف أمه له وممايرغب الأطلاع عليه وأصبح عالم مشهور ... من أختار له المناهج والمدرسون , الجواب هو وأمه !

نتسأل اليوم مقدمة برامج تلفزيونية مشهورة أسمها أوبرا , منحت شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة عالمية , السبب لأنه أكثر من رسالة دكتوراه و الماجستير منحت لطلاب الدراسات العليا موضوعها تجربة أوبرا التلفزيونية , دورها بالتأثير على الرأي العام    ألخ !

وكم من رسالة دكتوراه وماجستير منحت لدراسة أنشتاين ونظرياته أو أدب  عباس العقاد وغيرهم من علماء وأدباء لايحملون الشهادة الدراسية الأولية الأبتدائية , لكن الواقع هذا , المجتمع التعليمي يدرس اليوم بالمناهج الدراسية هؤلاء ونتاجاتهم دون أن يسأل عن تحصييلهم الدراسي , وأتذكر عندما قدمت في العراق كتاب أصدرته عام 2010 ميلادي وكان عن نظرية نظر الأنسان للأشياء بأشعته الروحية , قال العلماء بالعراق أنك لست عالم بل أنت اعلامي صحفي خريج كلية الأعلام _ قسم الصحافة بجامعة بغداد ماعلاقتك بالعلوم  وعندما نشر اليوم بالعالم وأصبح يناقش لاأدري ما رأيهم!

ولو أنتشرت النظرية وأصبحت تدرس بالعالم ومنحت  الشهادات العليا لمن يدرسها كرسائل ماذا سيقولون , نحن نقتل الأبداع والتجديد , يبقى السؤال من يختار لنا أساتذتنا مدرسونا ومن يختار المناهج الدراسية ومواضيعها لنا ؟

أذكر مثال في العراق بالدراسة بمرحلة الثانوية التي تسبق الذهاب للجامعة لدينا أثسام هي العلمي والادبي , لكن العلمي يدرس اللغة العربية واللغة الأجنبية والتربية الدينية والتربية الوطنية , ويبقى الدروس العلمية لديه التخصصية أربعة , الفيزياء , الرياضيات , الكيمياء , الأحياء.

لدي طالب بالفرع العلمي كانت درجاته بالفيزياء 95%, وبالكيمياء 87%, والرياضيات 90%, والأحياء 89%, بينما العربي والأنكليزي والدين 55% , لأنه ليست من تخصصه الرجل علمي مبدع بالعلوم و لكن وزارة التربية ووزارة التعليم العالي عندما توزعه بالأنسيابية من ضمن خريجين الفرع العلمي تحسب له المعدل العام للدرجة فنجده تخرج بمعدل أقل من 70% و هذا قتل لأبداعه لأنه سيقبل بكلية الأدارة أو القانون التي يقبل فيها خريج الفرع الأدبي بمعدل 65% .

لقد ظلم الطلبة من الحكومات لتدخلها بالعلوم والتعليم وفرض مناهج لاقيمة لها ولاحاجة للمجتمع فيها ونحن نحتاج للتعليم المهني المنتج ونسبة من العلم والأدب وتكدست الأجيال المتخرجة من الجامعات ولو أعتمد كل واحد منا على نفسه بتعليم أبناءه لأصبحوا علماء ومبدعين ومنتجين ومشهورين وحققوا الأحلام بدل تحكم لجان وزارات الحكومة التي لايهمها ألانقل تارب العالم الجاهزة لنا ...

الصحفي العراقي

ياس خضير العلي

مركز ياس العلي للآعلام _ صحافة المستقل

الموضوع السابق لا بارك الله بكم ولا بجمعكم

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat