صفحة الكاتب : ادريس هاني

ترانيم شرقراق في فضح "الصّالوبّار" أبي يعرب المرزوقي اللّقلاق (3)
ادريس هاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ترانيم شرقراق في فضح "الصّالوبّار" أبي يعرب المرزوقي اللّقلاق
ردّا على سفيه الفلاسفة وفيلسوف السفهاء، في هجائه الأزعر لمن راموا الممانعة مذهبا وكفروا بالعصملّلي نموذجا(3)
 
 
تصبح المغالطة مضاعفة إذا مورست في السياسة والفلسفة معا..وهذا مذهب أبي يعروب في مقاربة الفلسفة والسياسة معا..فهو في وارد تقويم الفلسفة السياسية الحديثة بالسياسة الشرعية التيمية وتقويم الفلسفة بمقتضى الرسالة الحموية التيمية وما تبقّى هو تهافت التهافت..هناك عدد ممن قاربوا موضوع المحاولة الانقلابية من وجهة نظر سياسية مهما شطّ بهم البعاد فذاك اختيارهم السياسي وذوقهم الفكري، ولكن ليس إلى حدّ البهتان والضجيج الذي بات هوية "الحرملك"..وأما بالنسبة لأبي يعرب المرزوقي فهو طاغية مقطوع الجناح مفروم الأنياب..
يحاول المرزوقي أن يزرع اليأس في نفوس من فرحوا بالمحاولة الانقلابية التي اعتبرها ثورة مضادة لم يعد لها مكان في دنيا العرب..فعليهم أن ينتهوا من هذا الحلم و "لييأسوا من كل إمكانية لانتصار الثورة المضادة: ما حدث البارحة في تركيا هو شهادة وفاتها. فبعد ليلة البارحة لم يعد لأحد أمل في حكم المسلمين بالانقلابات العسكرية أو بالمؤامرات المخابراتية لأن المسلمين استأنفوا دورهم برشد".
لذا ينصحهم: "أنصح عاهرات العرب وقواديهم بأن ييأسوا من الثورة المضادة ومن حماتهم في الغرب".
الكلام هنا يلقى على عواهنه، إذ لا توجد قضية حقيقية في كل ما يقوله إنشاء غير مقنع لمن اختبر السياق التاريخي والسياسي لما يسميه ثورة..فلا يوجد هناك رشد ولا يوجد هناك استغناء عن الغرب..ينسى المرزوقي أو يحاول أن ينسي الأجيال القادمة بأنّ ما حصل هو فوضى خلاّقة استندت إلى الاحتقان بينما لم يواكب الحركات وعي سياسي غير حراك انفعالي لعب فيه التحشيد والانفعال دورا أساسيا مما أدى إلى تكرار أخطاء الثورات..ليس أولئك الذين ينعتهم المرزوقي بأنهم رفصوا مثل الديك المذبوح فرحا بانقلاب فاشل بأقل من زمرة المرزوقي الذين رقصوا رقصة المطر الهندية لربيع أعرابي أهلك الحرث والنسل وانتهى ربيعا داعشيا داميا..أما الاستغناء عن الغرب الذي تكرر في خطاب المرزوقي المغالط فإنه كان حاضرا مانعا من أي مساس بجمهور يتحرك مشرقا ومغربا..لعب الغرب دورا كبيرا في تمكين الإخوان من ركوب موجة الحراك العربي، وهذا ما لا يستطيع المرزوقي ولا غيره أن ينفيه..هناك انقلاب فاشل يدعونا إلى تفكيك مغزى قيامه و فشله الغرائبي، وهناك أيضا ثورات فاشلة ركبها اللّصوص وتلوّن معها المتلوّنون مثل المرزوقي الذي كان كل مرّة يظهر بمظهر ، ساعة هو الملتحي وساعة هو أبو شنب وساعة هو الحليق..وكل ساعة كان له قناع..حتى إذاصبّ إخوان الغنوشي صبّا بعد أن مرّت الأيام العجاف من الثورة على الشباب، أرخى المرزوقي لحيته وانضمّ إلى الاسلام السياسي على طريقة الإخوان بعد ان كان يهجوه هجاء..وقد يأخذك العجب أن تسمع المرزوقي يقول:"ولا أريد أن اسمع كلمة مجتمع مدني. فكل مؤسسة تستمد تمويلها من القوى الاستعمارية ليست مدنية بل عميلة موصوفة. وحتى المجتمع المدني بالمعنى النقابي فلولا خوفه على فقدان البقرة الحلوب (الدولة التي تموله) لغامر بالانقلاب منذ سهرات الروز بالفاكية".
أي عارف بما يجري في مجتمعات الربيع العربي يدرك الأهمية التي منحت للمجتمع المدني، فضلا عن المساعدات التي تلقّاها الشباب في مراكز التدريب مما لا يخفى..كم صرف على الربيع العربي؟ لكن يبدو أن المرزوقي يعتبر أنّ مصروف الربيع العربي الآتي من بعض دويلات النّفط هو مصروف حلال لا يمتّ بصلة للاستعمار، لأنّ المرزوقي يحمل مفهوما عن الاستعمار يجعله استعمارا ليس له من محاور إقليمية سوى دول الممانعة.. فالربيع العربي إذن قام كمشروع متقشّف بلا مصروف..أي غباء هذا يا ترى؟
حاول المرزوقي من خلال مقاله (شروط حسم المعركة النهائية) التنظير لمآلات الانقلاب الفاشل وما ينتظر السلطان العثماني من تحديات، يقدّم المرزوقي نفسه فيها بمثابة ميكيافيل السلطان..فالمرزوقي ينبه السلطان مما يمكن ان يقوم به منظمو الانقلاب أو ممن لم ينظموه ولكن فرحوا به، كما ينبه إلى الطريقة التي يجب ان يكون عليها الحسم ضدّ هؤلاء.. يعود بنا المرزوقي إلى حكايات شهرزاد في معالجة الجيوبوليتيكا، فهو يعتبر أن المتآمرين على العصملّلي إنما يستهدفون إمراضه من جديد بعد ان كان رجل العصر المريض أيام سقوط الخلافة العثمانية. فالأرض العربية التي يتحسر المرزوقي على تقسيمها إنما بسبب ما كان يومئذ من ضعف الرجل المريض. ولا بدّ من أن يعي العرب بان المستهدف الحقيقي لتركيا هما إيران وإسرائيل. دليل المرزوقي هو الكهانة، ذلك لأنه قدم دليلا متبغّلا لو سمع به بروتاغوراس لولّى منه فرارا من أثينا إلى كريت..يقول المغالط : " ولست مطالبا بإثبات ما أقول لأنه لا علاقة له بتهمة القول بنظرية المؤامرة، فهذا معلن ومصرح به ثم إن دورالصفوية والصهيونية في الإقليم يثبته".
ربما هذا الدليل ينتمي إلى البؤهان بالخلف..غير أنّ الخلف هنا غير وارد إلاّ على سبيل المغالطة..فلا شيئ معلن ومصرح به فيما يدعيه، لأنّ المعلن يجب أن يكون معلنا من صاحبه لا من خصومه، والمصرح به يكون مورد إجماع..ثمّ لا يخفى أنّ ما يسميه دور الصفوية والصهيونية في الإقليم لا يثبت مدّعى المغالط هنا..فالصفوية (وهو وصف لقلاقي لا معنى له إلاّ هجاء أجوف اصطنعته الوهّابية العقائدية والسياسية) التي هي إيران هي خصم معلن وصريح للصهيونية..يعترف بذلك أعضاء في الحرملك، ضرّات في حريم الشلطان مثل خالد مشعل وهنية بل مما يعترف به أوردوغان..وهذا هو البؤس المنطقي الصريح..ففي الواقع وما هو ثابت من أدوار هو أن ثمة مقاومة أوقفت التمدد الصهيوني ويعود لها الفضل في إقشال مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي صرّح السلطان العصملّلي بأنه فاعل أساسي فيه..لا توجد أي علاقة بين من وصفهم المرزوقي بالصفويين وبين إسرائيل..بل كل أدوار إفشال التطبيع تقف وراءها الدولة الصفوية بتعبير المرزوقي الذي يتغنّى بالعثمانية..يعتبر المرزوقي أن ما يقدمه من هذيان للقراء هو نابع من استشراف وتوقعات صادقة..بينما لا شيء مما قاله صدق..فهو مثل اللّقلاق (بلارج) يتفرّج على الأحداث من فوق السطوح ثم يعيد توزيع الأفكار نفسها مع إضفاء بعض من التّلوّي عليها..لا شيء قاله المرزوقي المتفلسف لم يقله الداعية العرعور..ومع ذلك يزعم قائلا:
" سأسمح لنفسي بالقول إني سأتكلم عن خبرة لم يسبق أن نسبتها لنفسي ولا أحتاج لذلك فصدق توقعاتي السابقة يغنيني عن ذلك: أكاد أرى الخطة بتفاصيلها".
ماذا يتكهن سفيه الفلاسفة الذي أصبح يتحدث من دون برهان ويعتمد الكهانة في تبين تفاصيل المستقبل. ينبه المرزوقي إلى خطر استسهال النصر وكذا التنظيف العشوائي الذي من شأنه أن يوحد صفوف أعداء الداخل..أعداء الداخل هنا في نظر المرزوقي هم المعارضين لأوردوغان من الشعب التركي نفسه.. وبما أن الانقلاب في نظره فشل فإنّ الاستعمار سينهج أسلوب المطاولة عبر أسلوب الشائعات والحرب الديبلوماسية والاقتصادية، وذلك لمنح قوة للخونة ومنع التطهير. ولأجل ذلك يدعوا المنظّر اللّقلاق من فوق منارة باب الحارة إلى نهج خطّة هجومية من قبل من أسماهم حركات الاسلام الديمقراطي..هذه تركيبة مغالطة أخرى حيث بمقتضى الميتا ـ عقائد التيمية الديمقراطية كفر..وهذا شكل من التلفيقية التي تنهجه قوى التكفير المراوغ، يذكّرني في كنّاش كتبه وزير خارجيتنا المخلوع من حزب المصباح السحري: (التعددية السياسية عند ابن تيمية)..حركات الاسلام الديمقراطي يعني ببساطة: الإخوان المسلمون، ولكن المرزوقي حامل مشروع التفتين الطائفي بنكهة فلسفية ملعونة يضفي عليها بعدا طائفيا، حين يقول أنها دعوة يجب ان يقوم بها كل سنة الإقليم "على الأقل المخلصين منهم لاستئناف دور الإسلام في نظام العالم الجديد". وبما أنّ حركات الاسلام الديمقراطي من العرب لن يقوموا بالدور المطلوب فإن أبا يعرب المرزوقي يرى أن تركيا ستحارب بمفردها..انتهى المغالط إلى رفع يديه وإعلان جبن الإخوان العرب، وليس إذن من حلّ سوى المناداة على تركيا بأن تذهب هي وربّ المرزوقي ليقاتلا: (وإنا هاهنا قاعدون)..الميكيافيل اللّقلاق اذن يوصي كما يقول بالحدّ الأدنى..بما أن تركيا هي المعنية وحدها بهذه المعركة نيابة عمن سماهم المرزوقي بسنة الإقليم، فلا بدّ أن يبدأ المديح برسم الانتماء الطوعي للحرملك..بما أن تركيا اختزلت في دماغ المرزوقي في حزب العدالة والتنمية ، فإذن هي "بحاضرها وبمجد تاريخ الخلافة تمثل قوة مهابة ويمكن بالحذر أن تنتصر في الغاية". بل إن المرزوقي واثق من ان أوردوغان هو رجلها الكفؤ باعتباره معاوية الثاني دهاء سياسيا..وتلك قصة طويلة لو فتحنا سيرتها لبهت اللّقلاق..
ينبه المرزوقي الى أن الغرب سيسلك نوعا من الكلبية والنفاق الديبلوماس والحقوقي والغدر المخابراتي والاعلامي والتشويه لعملية التطهير أما ثالثا فهو حركة المجتمع المدني الدولي بدعوى توثيق التعدي الحقوقي على الانقلابيين" بعكس التغطية على جرائم السيسي وبشّار"..ما يقوم به أوردوغان هو في نظر المروزقي "تطهير لطيف ونظيف"..هذا حال حريم السلطان، كل شيء يصدر عنه هو لطيف ونظيف ولو كان ضحيته آلاف من الأتراك الأطر في الدولة التركية وروابطهم مع ملايين الاتراك الذين يرفضون التعسف..ويمضي المرزوقي في عد الخطوات التي ستتبع، حيث ستنتهي باللجوء للمحاكم الأوربية والدولية والتشريع الدولي للعقوبات فتلك إذن " هي مراحل حرب المطاولة الاستعمارية التي هي جوهر الأسلوب الكلبي والمنافق لما يسمونه بالقانون الدولي أي ما يغطي على جرائم الاستعمار الغربي".
هذه الحرب بدأت حتى قبل الانقلاب..وسوف يهددون بإخراج تركيا من حلف شمال الأطلسي لوجود بديل عن تركيا..أي إيران وإسرائيل..وكأنّ المرزوقي بالفعل وهو صاحب المخيال المثقوب لا يستبعد ان تنشيء أمريكا قاعدة شبيهة بأنجرليك بطهران..هذا في حين يجهل المغالط الابله بأنّ جزء من اقتصاد تركيا هو مدين للدور الذي لعبته إيران في نشاطها التبادلي مع أنقرة..العلاقات التجارية والاقتصادية بين تركيا وإيران هي الأمثل حتى في سياق الأزمة الإقليمية..بل إنها العلاقة الأمثل والمستقرة بشهادة أوغلو في العمق الاستراتيجي..في حين تراجع الاقتصاد التركي بسبب خسارته لسوريا التي حبكت في العصر الذهبي للعلاقة بين البلدين مصالح كبرى لتركيا..كل هذا لا تلتقطه عدسة المغالط، الذي يتحدث كما لو أنذ الغرب باشر حصاره الاقتصادي على تركيا وهذا لم يحصل مطلقا..
يقترح اللّقلاق خطة يسميها مبدأ البدار..وهي تقوم على خطوات استباقية تعتمد تقوية المناعة الداخلية وذلك لكي يصبح النظام مخيفا للأعداء. وفي الخطوة الثانية لا بد من ايجاد حلفاء، ينصح بان لا يكونوا أدوات للاستعمار ويقصد إيران وإسرائيل. والحل ان يكون الاحلاف هم روسيا والصين والهند وأوربا..يعتقد المرزوقي أن هذه الدول تخشى على نفسها من الهيمنة الأمريكية وعملائها في المنطقة: ايران واسرائيل..بمن في ذلك أوربا..ينسى المرزوقي أنذ أوربا حليف اساسي في الناتو وهي قوة استعمارية كلاسيكية.. وفي هذا المسلسل من الكهانة يجهل المرزوقي أن قراءته الساذجة هذه لمنطق الأحلاف مبنية على حسابات يدركها الطرف الآخر للتحالف المفترض والذي يتحدث عنه المرزوقي كما لو أنّ لا رؤية لروسيا والصين والهند للقبول بهذا الحلف..هذا الذي يعتبره المرزوقي أمرا واقعا نظرا لأن قيادة العثماني الجديد بدهائه السياسي قادر على رد التّحدي، فيه حجب مغالط لواقع السياسة التي نهجها أوردوغان تجاه أحلافه الكلاسيكيين..مرّة يلف المرزوقي لسانه الحربائي عن حقيقة هي من الواضحات: الرهان على العلاقة المطلقة مع الصهيونية.. يعطي المرزوقي وصفة في الخبث السياسي لمعاوية الثاني بالقول: " لكن الامتحان الأعسر هو الحرب اللطيفة: فالتطهير في تركيا ينبغي أن يكون شفافا إلى أبعد الحدود وأن تماطل القيادة في المحاكمة سنوات لربح الوقت. وينبغي أن يكون التطهير مناسبة لتمزيق صف الأعداء: أي أن يقتصر على القيادات الحقيقية وأن يتعامل بتسامح كبير مع من هو دونهم حتى يؤلبوه ضدهم.
وأخيرا ينبغي أن يكون الشعار غير حزبي وغير طائفي وحتى غير ديني: لا بد من جعل المعركة متعلقة بالوطن وبالأنفة التركية التي هي الوتر الحساس".
في نص واحد تقف على عديد من الانزياحات..فالمغالط ينسى انه قبل قليل دعى سنة الإقليم لخوض معركتهم، لكنه هنا يقول بان الشعار يجب ان لا يكون حزبيا ولا طائفيا ولا دينيا..هذا يعني ممارسة الخداع بالوطنية بينما الاحتفاظ بمشروع الخلافة وسلوك سياسة المماطلة لإنجاحه..مرة أخرى يقدم المغالط دليلا على صحة مزاعمه ويقينياته، ذلك عبر برهان خلف لا موضوع له في المقام: "أعتقد أن الكثير من القراء قد يتصور أن أسلوب تحليلي فيه الكثير من الجزم الواثق بصحته دون دليل موثق، ومعهم الحق، فليثبتوا العكس وساتبعهم", وكأننا أمام قراءة وحيدة للمشهد بينما توجد قراءات مخالفة لهذا الهذيان ولكن يا ترى سيقبل بها المعاند؟
يرى المرزوقي في مغالطاته تلك أنه يطبق حرفيا الحكمة الإلهية.. ولعله محق في ذلك، فإنّ الفهم الحرفي والسطحي لن يؤدّي إلاّ إلى هذا الحطام من الفهم الكئيب للجغرافيا السياسية التي تبدوا في قراءة اللقلاق تقطر عنادا وسمّا وعصبية وطائفية و"زعرنة"..بقول اللقلاق وهو فوق المنارة بعد أن رعى وشبع من حشرات التحليل الفاسد: " اكتفيبت بتطبيق حرفي للحكمة الإلهية على حد ما فهمت منها، وما هو إلا اجتهاد أثق مطمئنا أني مأجور حتى لو لم أصب، لكني منفتح على أي تحليل آخر إذا أصاب لأنه سيكون مأجورا مرتين، أما أنا فيكفيني الأجر الواحد الذي هو مكافأة الإسلام لجرأة الاجتهاد الصادق".
بعد ان وضع الثعلب متفجرات وفخاخ للعقل والدين من شأنها أن تزهق الأرواح وتجزّئ المنطقة في رؤية تحالفية طائفية وخبيثة انتهت إلى ربط تركيا نيابة عن العرب بأوربا ، تراه يعود إلى تواضع المرائي، ظانّا أنّ له في أقل تقدير أجر المجتهد..مع أنّ لا يوجد في هذا المبغى السياسي للمرزوقي أي معنى للاجتهاد، لأنّه رأي مبني على العصبية (وليس منا من دعى غلى عصبية)، وهل المغالطات ولا تتحقق فيه شروط الاجتهاد من حيث منهجيته وطرائقه ومفاهيمه ومقاصده..ومثل هذا لا يسمى اجتهادا بل أهواء سياسية آثم صاحبها ليس له أجر ولا أجرين..فالخلط بين الصناعة الاجتهادية والآراء العصبية هو مغالطة أخرى يسلكها المرزوقي على عادته في اللعب بالألفاظ..
أظهر المرزوقي أنّه داعية للخلافة بمقاييسها العرعورية..ومتطرف عقائدي جعل من صاحب الرسالة الحموية معيارا لتصحيح الاعتقاد..وخلط حابلا بنابل في معاركه الدونكشوطية..لا نجد في ما يقول فكرا سياسيا مستقيما ولا فلسفة مستقيمة بل خداعا وتغليطا وبؤسا..
يبقى السؤال: لم هذا الحقد الصريح والكراهية البالغة والاستهتار الوقح بمنجزات مقاومة ردعت العدو الشاخص للأمة بفطرتها لا يحتاج أمر تشخيصه لصناعة بلهاء مرزوقية..لم هذا الجحود وهذا العناد في قلب الحقائق وعدم الاعتدال في الاعتراف ولو بشطر مما فعلته المقاومة؟ كثيرا ما صادفت المرزوقي يتمدّح في فترات سابقة بالمقاومة وأهلها ويطوف بزواياها كثعلب مارق قبل أن تنبت له قرون الشيطان..ولكنه شيطان ما فتئ يبكي حظوظه العاثرة..طال لسانه فآن له ان يقطع..هذا مصير كل لسان يلهج بالتكفير ويتعرّض لكفاح المقاومين ضدّ مشروع الاحتلال والإرهاب الذي يبدو ربيع المرزوقيين طرفا فيه، حين استقبلا بوقاحة الأراذل أطياف العملاء الذين كانوا سببا في كل هذا الموت المظلم في منطقتنا وقدموا شهادة زور للعملاء في أن يقدموا صكوك الغفران للقتلة والمجرمين..لقد اعمى الله بصيرة لقلاقنا الشّقي فلم يعد يرى إلاّ أن يغمط حقّ الممانعة وقافلة شهدائها، ولم ير إلاّ أن يبيع الأمة جميعها إلى الحرملك، وذلك في الحقيقة يعكس منسوب الهزيمة المتجذّرة في نفوس قوم مهيّأة سيكولوجيا لعمى الألوان..لكن من يعرف المرزوقي عن قرب يدرك انّه راكب أمواج فاشل، متقلب الولاء باحث عن الحظوات على الرغم من كل تمثيلياته في الخطاب حيث يتظاهر بالنقاء والمحجة البيضاء..لقد طرق أبواب هؤلاء جميعا، وآخر الأبواب طرقها، باب حريم السلطان..

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ادريس هاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/22



كتابة تعليق لموضوع : ترانيم شرقراق في فضح "الصّالوبّار" أبي يعرب المرزوقي اللّقلاق (3)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net