صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

معا نكون وضد بعضٍ لا نكون !!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 أعمال البعض لا تمثلنا"...."نحن معا ونبقى معا"....."لا يجوز لنا أن نتصور بأننا متفرقون , نحن أكثر تماسكا من أي  وقت مضى".
ما حصل في الدولة الأقوى وهي مجتمع يضم جميع أعراق الدنيا وما فيها وعليها , يشير إلى آليات تفاعل قيادات  الشعوب مع التحديات , وكيف ترقى وتسمو فوق الصغائر وتقترب منها بروح كبيرة وإرادة وطنية قوية تسعى للتضامن والتآلف وتعزيز اللحمة الوطنية.
فما يقوم به بعضهم لا يمكن إلصاقه بما ينتمون إليه أو يرتبطون به , فالذي فعل كذا وفقا للقانون لا يمكنه إعتباره سلوك غير ذلك , فهذا سلوك سلبي التوجهات والتطلعات يهدف إلى تمزيق اللحمة الوطنية , فلا يمكن تقدير وتقييم الأفعال وفقا لمعطيات حُكمية مسبقة تعمم على الآخرين.
فكل فاعل مرهون بفعلته , ولا يمكن أخذ غيره بجريرته , تلك حقيقة سلوكية معروفة ومؤكدة , وتتمسك بها المجتمعات القوية الواعية الممثلة للقيم والمعايير الإنسانية.
ولهذا ترى الخطابات الرسمية ذات مفردات جامعة ومعارضة لكل ما يساهم بإشاعة الفرقة , وتدمير الوحدة الإجتماعية والقدرة الوطنية , رغم أن هناك مَن يقول كما يحلو له القول , لكن الواقع السائد والقوة المتفاعلة تسعى للتضامن والتفاعل الإيجابي والتذويب في بودقة الوطن الأكبر.
بينما في مجتمعاتنا تتوفر الإستعدادات السيئة لإلصاق جرائم البعض بالكل , وما يقوم به الأفراد بالجماعات وننسى الوطن والوحدة الوطنية , والتفاعل المشترك , والتضامن اللازم للقوة والإقتدار ورعاية الصالح العام.
فتجدنا مؤهلين للتشطي والتداعي والتفرق  والرجم بالغيب وإتهام الآخرين بما ليس فيهم وتعميم سيئات البعض عليهم , حتى لتجدنا وراء كل حادث نساهم بالحوادث والحوادث , ونشعل النار بالنار , ونسفك الدماء في غيبوبة وإنقطاع عن وجودنا الإنساني وشعورنا الوطني الإجتماعي , الذي يتطلب منا التضامن وتنمية الإقتدار.
وحقيقة واقعنا الحضاري والإنساني اننا نمتلك مفردات تجمعنا أكثر أضعاف المرات من المفردات التي تفرقنا , بالمقارنة إلى مجتمعات الدنيا الأقوى , وفي واقع الحياة وطبيعة الأشياء أنها مفردات ضرورات التواصل والبقاء , فالمختلفات تتوالد وتتطور والمتشابهات تتعاقم وتنقرض , فالإختلافات القائمة في الحياة مصادر قوة ونماء , والذين لا يؤمنون بالإختلاف يرفعون رايات الإنقراض الحتمي , لأنهم لا يتوافقون في سعيهم مع نواميس الحياة وطبائع إرادات الأكوان.
فهل سندرك قوتنا ونتكاتف بكل ما فينا لبناء وجودنا الحضاري القويم؟!!
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/22



كتابة تعليق لموضوع : معا نكون وضد بعضٍ لا نكون !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net