صفحة الكاتب : الشيخ عبد الحافظ البغدادي

الدين أم العشيرة .؟
الشيخ عبد الحافظ البغدادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حسمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية موضوع النزاعات العشائرية , وربطت المجتمع كله بالقانون .. أما نحن من الأقوى عندنا في العراق بعد أن رفعت الحكومة الراية البيضاء وأصبحت لا تستطيع أن تحمي نفسها  ومؤسساتها.. المعروف أن الذي يردع الناس ثلاثة , الأول الدين والثاني العرف والثالث قوة القانون , اليوم من هي الجهة الأقوى ..؟
ولماذا بدل العراقيون دينهم بالسنينة .؟ هل الدين لا يلبي حاجات المجتمع , أو إن السنينة والعرف أصبح مرغوبا أكثر من القران , وأصبحت القصص التي تتصدر الفصل العشائري تبوب بآية لا قيمة لها في نفس قائلها , فيقولها ويعارضها جملة وتفصيلا .
لماذا تراجعت الأحكام الدينية من النفوس , وحلت بدلها أحكام السنية ..؟ ولماذا أصبح المجتمع المدني العراقي عشائريا في قالب لا يمكنه الإفلات منه ..؟ أسئلة كثيرة تدور في بالنا ونحن ننحدر نحو هاوية شريعة الغاب .. ولا نجد من يقف أمام ظاهرة الفصول والكوامة ..! قبل خمسين عاما شن رجال الدين والمثقفون حملة كبيرة ضد ارتفاع المهور , وحققت الحملة أهدافها كثيرا . ولكن الآن لا نجد من يتصدى للتراجع الشرعي والمدني . وأصبح اسم { حضري } عارا ومنقصة .
    وضحكت كثيرا من ألمي حين سمعت إن طبيبين من كبار أطباء البصرة المعروفين على مستوى قارة آسيا , اختلفا في مصلحة معينة ورفعا أمرهما للعشائر والكوامة وجلسات الفصول .. يا سلام على هذا المجتمع الفاضل .
أتذكر قبل فترة دعيت إلى عقد زواج لعروسين , وبعد إتمام المقدمات شرعت بتلاوة { النص الشرعي في قبول الزوج أن يقبل الزواج من فلانة على مهر معجلة كذا ومؤخره كذا } فاعترض شيخ عشيرة الزوج , وقال لا يمكن أن يتم العقد إلا بعد أن نطيح قسما من المبلغ , وحين رفضت الفكرة لان الاتفاق مع الزوجة تم على هذا الأساس , قال جناب الشيخ , إذن أنا وإياك كوم .
ترى كيف سيكون القانون بعد 50 عام إذا بقي هذا الانحدار .. وبأي شريعة نقتنع .. ؟ 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ عبد الحافظ البغدادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/21



كتابة تعليق لموضوع : الدين أم العشيرة .؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net