صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

مصر والعراق، بلدان فاسدان..
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مسكين هذا الصعيدي البروفسور في جامعة جورج تاون، ذكرني بنفسي، فهو يبكي بلده مصر في الرايحة والجاية، ويتحدث عن فساد يلتهم المحروسة من خلال الهوانم اللاتي يؤسسن منظمات لتطوير المرأة الصعيدية، وهو يقول إن إحداهن لم تكن تعرف إنه صعيدي حين قابلته في أمريكا ,وعندما كانت تحاول إقناع الأمركيين بتقديم الدعم لمنظمتها وعلى مدى سنوات، وحين سألها، أجابت:إنها لم تزر الصعيد ولا مرة في حياتها! وهي واحدة من هوانم جاردن ستي والزمالك. ثم فوجئت بالصعيدي البروفسور يرتقي المنصة.
الأمريكيون والأوربيون ضخوا مئات ملايين الدولارات على مدى السنوات الثماني الماضية في العراق، ذهبت في أغلبها الى جيوب الحرامية من المسؤولين الحكوميين، وتجار المنظمات النسائية والرجالية والمشاريع الصحفية، وتلك المعنية بحقوق المرأة والطفل...لكن ليس ذلك بالغريب,  فمن تجرأ من أصحاب منظمات حقوق الإنسان على حز الأثداء, يجرؤعلى سرقة المساعدات الإنسانية والمنح التي تقدمها بلدان الإتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية، ونسمع عن زملاء يجتمعون بممثلي منظمات دولية ويحصلون على أموال لتطوير مشاريع العمل الصحفي وبناء مؤسسات إعلامية تدعم الديمقراطية في عراق ما بعد صدام حسين، ولا نحسدهم لكننا نريد معرفة الأقبية المظلمة التي تبتلع تلك الأموال، ومدى تأثيرها في بناء الدولة الحديثة، ولكن ليس من أثر..
وأشارك الكاتب والبروفسور الصعيدي مأمون فندي الذي يشبه الى حد بعيد صديقي المصري (وليم) الذي يعيش من زمن طويل في بغداد ونصحته أن لا يعود الى القاهرة، فالأمور تزداد تعقيداً، ورغم مضي سنين طويلة على وجوده في عاصمة الرشيد إلا إن (وليم) يتذكر بالمليم أين يقع سجن (طرة) الشهير.
المفسدون في مصر أكثر من الهم على القلب، وفي العراق لم يتركوا هماً ليجد مكاناً له على القلب, فقط تكاثروا مثل زهرة النيل السامة، ولهطوا كل شيء. وفي هذا البلد كان نظام صدام حسين دكتاتورياً وشرساً, وفي مصر كذلك، وهو حال الحكام العرب يتسابقون ,أيهم الأول في قمع شعبه؟ وفي مصر سكن المصريون المقابر وهاجروا الى أنحاء الدنيا بناءاً على نصيحة الكاتب أنيس منصور!. العراقيون هاجروا في الثمانينيات عندما كانوا تحت وطأة القمع، ثم هاجروا في التسعينيات، وفي الألفية الثالثة لم يكن مطلعها إلا إستهلالاً لطريقة إدارة سيئة للعملية السياسية، وبدأ العنف يضرب بقوة، وصار الناس يقتلون ويهجرون بحسب الإنتماء الطائفي، ثم هاهم العراقيون يسكنون المقابر.
مصر والعراق بلدان يجمعهما الفساد وسوء التخطيط، والإدارة المترهلة ,وغياب الرؤية الإستراتيجية، والصراع الطائفي وضياع الفرص، وفقدان الأمل في مستقبل آمن، الفرق إن العراق يملك البترول, وهو قادر على فك الشراكة مع مصر بمجرد توفر شروط بعينها لتقويم سلوك القادة العراقيين في المرحلة الماضية, وما عليهم أن يفعلوه لتجاوز المشاق الحالية. المصريون على ما يبدو يتوقعون الأسوأ والعراقيون مثلهم, لكن فرص العراق أكبر للتخلص من مصائبه.
المفسدون الآن يتناسلون، وبعناوين تتعدد، ويجمعها هدف واحد، هو الربح، وبأية طريقة لا يهم، المهم هو جني المكاسب وتأمين الأحوال المادية.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/07/28



كتابة تعليق لموضوع : مصر والعراق، بلدان فاسدان..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net