صفحة الكاتب : عزيز الحافظ

ديمقراطية قطع الأنترنيت....نكسة عراقية
عزيز الحافظ

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في العراق.... وحدها الذاكرة البشرية لاتخضع لخزونات الكيلوبايت.... والميغابايت .... فقد مرّ على كل جيل عراقي باق على قيد الحياة كل مآسي الكون المفترضة والخيالية والفوق التصديقية... والخارجة عن نطاق حتى الخيال العلمي وبراعات المخرج العالمي ستيفن سبيلبرغ..... 
.... فمنذ حقبة الملكية والقتل التراجيدي للعائلة المالكة مع إن نسبها يعود للرسول الاعظم ص وهي ثيمة يحترمها العراقيون جميعا لاسباب تاريخية متأصلة في النفوس من مآساة قتل سيد الشهداء في كربلاء سنة 60 هجرية... وللآن...ثم مجيء عبد الكريم قاسم والحقبة النهضوية التقدمية التي أنست الناس ، قتل الملوك.... وعادت للواجهة الثورية التقدمية والشعارات البراّقة التي غزت العقول وقتها....ثم القتل الحزائني للزعيم وهو صائم!
كلها لاتنساها الذاكرة وهي تبحث عن طعم للحزن لم تتذوقه...حتى جاء حزب العبث الزنيم ليخترق كل حدود سكون الحياة اللارغيدة للعراقيين ويحيلها لمستنقعات من الدم المُراق لاينتهي ببشاعة حتى الغرف السرية الصدامية وأحواض التيزاب واحواض الماء المغلي ونارالحرق.. والارض والهضاب.... مقتتها من التكرارية والعنفية!!
 من كان يظن أن حزب العبث سينتهي في العراق... فهو واهم وهم مسك الهواء بقبضة اليد... لم يرسم أي عراقي بالمطلق أبدا!!!أي سيناريو لذهاب حزب العبث لان الذاكرة نفسها أصبحت ملك إجرام الحزب فلم تعد تستوعب بالمطلق... محالا وإستحالة أن تستقبل فرح ما...أوبصيص أمل..... حتى تدخلت أمريكا بعد كل مغامرات اللعين صدام مع ايران ومع الكويت ومع شعبه..... وتزيله بطفرة وراثية غريبة اندهش لها دارون في قبره!!!
والكلام عن الحقبة الحاليةيحتاج مجلدات ولكن انبهرنا بإن للانسان حقوقا وان الدستور كفلها... ولكي لاتضيع الاتجاهات مني... اليوم الجمعة 15/7/2016 تظاهرة كبرى للتيارات العراقية الشعبية بعيدا عن المسميات.... حتما كفلها الدستور ولكن جهة واحدة حكومية... صرّحت أن التظاهرة غيّر مرّخصة!! نعم قبلنا عنفية التوصيف.... ولكن التظاهرة قائمة ... وبزخم كبير نعم موجود التعتيم الاعلامي حولها... ولاننا بلد ديمقراطي ورقي وجدنا الديمقراطية معصوبة العينين.... بكماء.... صمّاء... ولكن لم نستذوق مذاقها ونشّم رحيقها ولم نفرح بقدومها ودخولها أفئدتنا المبتلاة بسودواية البعث!!! لنجد إجراءا تعسفيا غريبا بقطع خدمة الانترنيت.... عن بغداد ولاأعلم عن العراق كله.... فماهي القوة التي تشكلها التداولات الانترنيتية التي تهدد الحكومة أو الجو الامني المغلّف بالانتصارات التي سّرت كل نفس عراقية.إن قطع هذه الخدمة يشكل إنتهاكا صارخا للحقوق المدنية الدستورية العراقية فاليوم لازالت خدمة الفايبر وخدمة الاتصال الهاتفي الدولي متوفرة ويمكن بسهولة توصيل اي معلومة الى مليار شخص.... إن هذا الإجراء هو  بخس لحقوق العراقيين المبخوسة آصلا حقوقهم.... في حياة رغيدة فيها الموت  لايبحث عن العراقيين بل هم الذين يبحثون عن تكوين جديد لصيرورته!!! إذن تبقى المفاهيم البعثية العبثية متوفرة في ميدان السياسة العراقية!!! يستطيع البعثي اليوم الموجود بيننا بلاإنكار...في كل موقع ووزارة ومفصل.. أن يقنع القيادة السياسية العراقية مثلا ،بقطع الماء مثلا عن الملايين ليجعلهم ينصرفوا عن أي نشاط ثوري أو إستنكاري!! بلا مواربة..... قطع خدمات التواصل الإجتماعي....فكرة خبيثة من أفكار الشيطان البعثي وقع في شراكها من رضى بتطبيقها.... ولاتقولوا البعث بعيد ......مليار كلا.....البعث يتحكم بإوصال الدولة ونحن اليوم....نستذكر محنة البعث الآسود أنها لازالت تتحكم بنا...  تلاعبنا كالاسرى في قفص الأسودْ الجائعة.....من بين تراكمات جبال الحزن في النفوس وضياع الامل في حياة رغيدة باسقة... تشهق في الروح نهضة الالم في صباح جديد معطّر برحيق شاهق......
فهل ستخمد في ذواتنا تلك الجراحات مع قدوم الصباح اذا تنفس؟
الصمت سيد الاخلاق.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عزيز الحافظ
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/16



كتابة تعليق لموضوع : ديمقراطية قطع الأنترنيت....نكسة عراقية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net