صفحة الكاتب : د . حسن خليل حسن

تفخيخ الكرادة مرتين!
د . حسن خليل حسن
 يبدو ان تفجير الكرادة اكثر عنفا مما نتصور لأنه وجد له سحابة غطت كل محافل المفكرين في العراق.. ولفطنة بعض المعتاشين على الاحداث السياسية الكبرى الذين تستهويهم عملية خلط الاوراق وكسب شيء في زمن الخسارات والفضائح.. فاما اننا نصدق كل سامري ونتبع خوار قلمه ونغمض عن حقائق تغرينا بتصديقها.. او نفكر جيدا كأشخاص يحترمون عقولهم حتى مع عمق الفاجعة...
 ولان ما يقال في السياسة لا يقال في الدين وان تشابهت على البعض الامور .. فنصيحة الطبيب الصحية تختلف عن نفس النصيحة اذا جاءت من معلم ..فالاولى نصيحة إجرائية عاجلة والثانية توعوية ضرورية... واخطر ما في الامر محاولات اعلامية مفخخة لأثارة الرأي العام ضد قواعد المشهد الاجتماعي - السياسي في العراق وتحديدا الركنين الاساسيين المرجعية العليا والعملية السياسية الجديدة بعد 2003  وبالرغم من وجاهة بعض التشكيكات بفساد مفاصل مهمة من المقصورة الحكومية الا ان توجيه بعض الرماح الطائشة الى ثوابت عراقية تحكم الواقع العراقي الجديد من قبل تجار المصائب ومبتدعي الرأي.. ولان فلسفة الحدث اسهل كثيرا من صناعته .. فلا يمكن التصديق بمن يحاول اضعاف  زج مواقف المرجعية مع كل المواقف السياسية في العراق وخارجه فالمُسَلم به ان المرجعية ملتزمة بمواقف مصيرية محددة ونقاط ارشادية عامة غير سلطوية لكنها مؤثرة جدا .. لذا يجب ان نقيس مستوى تأثيرها في  كل موقف او حدث سياسي وان كانت احدى اطرافه المؤثرة.. كما علينا الايمان بإمكانية خفوت دور المرجعية او عدم تلبية نصائحها في الواقع الراهن وتعقيداته وهذا امر وارد ومكرر .. وهذا يستدعي ان يأخذ الجميع دوره ولا يكتفي بالتذمر والإشارة لها بالتقصير. 
ولمن اراد ان يُسخّر السخط الشعبي الكبيرة من تفجيرات الكرادة ويخلق تفخيخ آخر اشد قسوة عن طريق التشكيك بالنصر الكبير في موقعة فلوجة الشر بسبب قضية معروفة يخص ظروف التأخير في موعد المعارك فأقول لقد جاءت ساعة الصفر بعد رفع حصانة هذه المدينة من قبل امريكا والخزي الذي لحق اعراب الجزيرة في المنطقة التي غصت بقتلاهم من الابرياء في سوريا واليمن وافتضاح امرهم في العراق واهتزاز موقف الاردن.. 
ثم من لا يعرف ان الضغط الامريكي يوازي القرار الحكومي العراقي سياسيا وعسكريا.. بل حتى الحشد المقدس استجاب في تحركاته على الارض لبعض ضرورات الصراع لأنه في دائرة ارادات معقدة شديدة التناقض، المحصلة ان صحة هذه الاخبار لا تعني التشكيك بمجمل العمل البطولي والوطني في تحرير الارض التي جاءت عن ارادة وطنية لم تتحقق في السابق، وكان ختامها مسك  حينما سجلت طائرة الاستطلاع العائدة الى الحشد رصد واعتراض رتل قادة وامراء العصابات الداعشية واستهدفتها واعانها صقور الجو الابطال الذين سجلوا ملحمة قتالية تكتب بحروف النور في التاريخ المعاصر، وهذا الختام العظيم الذي اراده تعالى نصرا جديدا عندما جرى تغليب ارادة العراق على ارادات التواطؤ الحكومي والخبث الامريكي، فبينما تم حظر الطيران العراقي من قبل امريكا الشر لتمرر عملاءها الدواعش لتمديد فترة استخدامهم العدواني في الموصل، رصدت طائرة من كتائب حزب الله ذلك الرتل المشؤوم وبعد اكتشافه وتتبعه من قبل الحشد المقدس ابلغت القيادات الامنية بالموضوع والتي لم تفصح عن العملية في وقتها اذ طلبت الاذن بالقيام بطيران تجريبي حتى تحقق واجبها الوطني وتحرق الغزاة الدخلاء.! 
وفي هذا الجو العبق من الانتصارات العراقية الخالصة حاول البعض النيل من انبل واعظم قاعدة اجتماعية-سياسية وهي مرجعية العراقيين الشرفاء عن طريق محاولة اقحامها في بعض تفاصيل القرارات الحكومية وحاولوا اتمام اللعب على جراح الحادثة الاجرامية ليقحموها بالتدخلات العسكرية الثانوية رغم علم الجميع انها تنأى بنفسها عن الحيثيات التي تتسم بالتعقيد والتأويلات المعادية.. ولو فرضنا جدلاً ان المرجعية افتت بعدم ضرب الدواعش المتسللين من الفلوجة وهم بكامل عددهم العسكرية ونواياهم العدوانية.... ! فهل سيكون الامر مناسبا لاصحاب القرار العسكري ليتركهم يذهبون في نيتهم الخبيثة ..
 اي تناقضات تحكم حاضرنا الاعلامي.. اما فريق آخر من الذي ركب الموجة ليتمم العمل الاعلامي السابق فقد حاول نسف قاعدة العملية السياسية ووصف الاطراف الشيعية النافذة في القرار العراقي بالتواطؤ مع داعش وهنا تبرز الدوافع الخبيثة في زج هؤلاء مع باقي الاطراف الخائنة علنا في الماضي والحاضر ومن المعروف ان الخيانات والتواطؤ معروف  ومشخص بالدليل وليس بالتحليل من قبل  اطراف ومسميات ومراتب عليا ذات ولاءات معادية للعراق وشعبه ولا تخفى على احد وربما اصبح علنا ان مناصب كنائب رئيس جمهورية طارق الهاشمي ارهابي ومحرض ومنسق وممول للارهاب من الصنف الاول فما الجديد في  مسؤولة او تواطئ قادة كبار ومتنفذين في مجازر جديدة فضلا عن مجازر سابقة واكثر دموية مضت دون تحقيق او قراءة واعية؟... 
ومن لا يعرف ان من يفكر بالحصول على سلاح محرم دوليا او اداة حربية قذرة فحتما انه سيجده في هذا البلد المنكوب والمفتوح للعدو والصديق ولكل من اراد متاجرة او تجربة او محاكاة.. والقصد ان خيانة البعض في الحكومة وهم الاكثرية وفشل الباقي وندرة الوطنيين فيها لا تعني وصم الحكومة بالخائنة في هذا الظرف لان ذلك يهدد النظام الجديد ما بعد الدكتاتورية وان كانت حكومة بائسة وفاشلة باتفاق الجميع.. ولتكن الحكومة منبطحة وذليلة ومتخبطة كما يروق للبعض تسميتها .. لكن الغريب في هذه المرحلة خلط الاوراق بين التظاهر ودخول الغبراء وبين تواطئ الحكومة في الامر.. وصدق احد الكتاب حين قال ان امريكا تدير كل اجنداتها المقيتة في العالم من داخل العراق.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حسن خليل حسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/10



كتابة تعليق لموضوع : تفخيخ الكرادة مرتين!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net