صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

الغريزة الكامنة
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

نحن لم نعد بحاجة الى العقل.. ربما نضعه للزينة، بينما نحتكم الى الغريزة التي تحركنا وتدفعنا الى إتخاذ المواقف وسلوك طرق غير معتادة. الوجدان يتحرك سلبا، والعقل يتوقف عن الحركة ويتراجع في المسيرة.

لماذا يحتكم الناس الى غرائزهم وينفوا عقولهم ويعطلونها على الدوام؟ يبدو إن المجتمع الإنساني لايستطيع إلا أن يتماشى مع السرعة في التحولات المادية التي ترغب بها المجتمعات البشرية. ولاتنفصل نظرة البعض الى المادة بوصفها نقودا أو بوصفها سلوكا او شعورا غرائزيا يحدد سلوك الفرد، فهناك من يستغل منصبه لتحقيق مكاسب مادية له ولعائلته، أو يستخدم نفوذه لإحداث فساد في المجتنع أو لتأكيد حضوره وسطوته على الناس. وهناك من يستغل كل ذلك لإشباع غريزته الى المال والجنس والجاه والسمعة.

العالم لم يعد منساقا الى الطبيعة الساكنة، لم يعد الأفق محدودا كالسابق،لم يعد الناس يفكرون بمديات قصيرة، الأفق إتسع كثيرا. والتحولات المادية والتكنلوجيا وتسارع الخطى الى المستقبل والتفكير بصناعة التقنيات الحديثة سحبت الناس ليكونوا أسارى التطور، وماتفرضه تلك التقنيات على حياتهم وسلوكهم وعلاقاتهم الإجتماعية، فقد تفككت الأسر بسبب الفيس بوك والأنترنت ووسائل الإتصال الحديثة التي جعلت الناس منفصلين عن بعضهم، وحولتهم الى أشخاص رقميين لايتصلون ببعضهم عن طريق المكاشفة والمواجهة والعلاقة المباشرة، ويكتفون بالعيش في عوالم إفتراضية باهتة لاقيمة حقيقية لها تمارس دور الإلهاء والتغييب الفكري والخدر وتعزل الإنسان عن محيطه الواقعي ليعيش حال الإفتراض الكامل.

الشهوة الى المال والجنس عوامل تضعف المجتمع وتلغي المنافسة، وتدفع الى سلوك منحرف رويدا ودون شعور في بعض الأحيان نتيجة تغييب الوعي والتحول الى عالم الإفتراض، وهناك الكثير من الناس من يرغب في تحقيق رغبات بسيطة، ولايعود له القدرة على التحدي فيفشل وينكسر ولايؤثر في مسيرة الحياة، ويكون همه في تحقيق غرائزه ورغباته الدونية المنحطة.

نحن ننتهي الى ضياع وعمى وضبابية في التفكير والشعور. نحن نتغابى لنتحول الى أغبياء فيما بعد.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/10



كتابة تعليق لموضوع : الغريزة الكامنة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net