صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

رغيف انطباعي ... الكاتب وليد البعاج
علي حسين الخباز
 المسعى الروحي لاحتواء  الأمكنة المقدسة من مقامات ومزارات  يعد موقفا يحمل اعمق مشاعر الغبطة  ،فتتحرك جغرافيا المكان عبر مساحات  جمالية  محملة  بالقيم  تصاحبها  يقظة  التدوين  عند السيد  وليد البعاج  والتي جربت في العديد من الدراسات  المهمة  عن مراقد ميسان  في كتابه ( سلسلة المراقد الظاهرة  في مدينة العمارة  الزاهرة )  ومن اهم ما انجزه في تجربته الطويلة  هو تسليط  الضوء  على شاعر  أهل البيت عليهم السلام الكميت بن زيد الاسدي .. انصهرت التجربة  اليوم بكتابه ( مزار على نهر دجلة ) والذي يسمى  بمزار ( ابو سدرة )  فراح يبحث  عن اوجه المطابقة الجغرافية  للمصادر التي اشارت لمرقد ابي سدرة ، اولها ما ذكره الرحالة  الايطالي بالبي  سنة 1580م اذ ذكر غابة ( ابو سدرة ) ومزار (ابو سدرة ) والمصدر الآخر هو مدون الرحالة  الانكليزي سوانسن كوبر سنة 1893م  واشار  الى المزار بشكل صريح  ، والمصدر  الثالث  ما جاء  في تقرير  سفير  بريطانيا لدى الدولة العثمانية  السير جيرالد لوثر  1908م والمصدر الرابع  ..مذكرات  الفريق طونزند قائد  القوات البريطانية سنة 1915م التي اسقطت  الحكومة العثمانية ، ومصادر  اخرى كثيرة  وقدم لنا الموقع الجغرافي ومعلومات  تغني الموضوعة  وتؤسس لجذرية الموقع وفعاليات التجارة  النهرية  وعدد النواظم  التي كانت  مثل ناظم  قلعة صالح  وناظم الكسارة  وعن شركات الملاحة  النهرية وقراءة بعض الوثائق المهمة .. أرى ان السيد الباحث وليد البعاج  قد غامر بجرأة كبيرة حين سعى لاستيعاب  كل حيثيات  الموضوع  دون ان يخشى  ضياع موضوعه الرئيسي  وقد نجح بجعل هذه الحيثيات جميعها تعزز نجاحه بتقديم المزار  من كل جوانبه وقدم لنا معلومات جميلة عمقت الادراك المعرفي الذي سيعمق بدوره  المكانة الروحية  الواعية  اذ عرفنا من خلاله ان اول باخرة رست دجلة اسمها ( بغداد ) وربانها  ( هولاند ) وعن مدونات  بعض الرحالة  العالميين  وهم يوثقون  معالم  الملاحة  وبعض المعلومات النادرة مثل مدونة سبيستياني عن حملة من الزوار وهم يحملون  رايات  خضراء  وكان لايفارقهم لقب الزاير ،  وذكر عدد من القرى والمدن  بينما مدونة الرحالة  ( كيوم لجان )1866م وهو يصف الكلك  ويتحدث  عن غرق بعض  الاكلاك  وعن موقعة غرق ( 235) قطعة اثرية  مهربة رسميا  من قصر خورساباد،وعن ظهور بعض الحيتان الكبيرة في دجلة عام 1885م كانت بعض العشائر  تعلن العصيان على الحكومة فتقطع طرق الملاحة وتنقل لنا بعض المدونات الكثير من الاحداث المليئة بالعنف والجور  والقسوة  التي يتعامل بها  المحتل التركي العثماني ، وجميع هذه المكونات المعلوماتية تلقي الضوء على مميزات المكان  وتظهر   من خلالها  العلاقات السلوكية  .. للاستشهاد بحالات الوعي  الدؤوب  بمكانة  هذا المزار  .. وهذه  علاقة  ادر اكية  مفعمة بالعاطفة  وهذا الشعور  المتنامي  جعلنا  نرى ملامح التقديس  عند جميع الملاحين  الذين يصلون لمرقد (ابو سدرة) رغم اختلاف جنسياتهم وهوياتهم وجاء ذكر (ابو سدرة )والتعريف بشخصيته  في الكثير من المخطوطات .. هو السيد  أحمد الماجد  الملقب ابو سدرة وقبره  في منطقة  ( ابو سدرة )  التابعة  لمدينة المجر  الكبير ( محافظة ميسان )  عالم فاضل  جليل  القدر ، عميد  السادة  العلويين ـ وهو  من ابناء ابو سبحة  حفيد الامام موسى الكاظم عليه السلام ،  ومن ثم ذكر السيد وليد البعاج  مراحل بناء  وتطوير مزار  ( ابو سدرة )  ، يذكر الرحالة كوبر 1893م ان القبر عبارة عن ضريح داخل كوخ قصب  والمرحلة الثانية  صار المزار عبارة عن قبر في غرفة صغيرة  والمرحلة الثالثة  سنة 1965م بني القبر  بالطابوق وغلف  بالطابوق الفرشي  والرحلة الرابعة  بناء فيه ضريح  وشباك حديدي  مغلف بالقماش الاخضر  والمرحلة الخامسة 1978م غرق المزار  فاقيم فوقه  حضرة واسعة  وبني فوقها القبريعدما رفع بناء ه  بما يناسب وارتفاع السدة ، والمر حلة السادسة  1988 م تم بناءه  بناءا حديثا  وبصورة اوسع  هدم الحزب المجرم  هذا المزار عام 1990م  بالشفلات  ثم  سمحت الحكومة  ببناء المزار اثر مراجعة اهالي المنطقة والسدنة  وتم تسجيل  المزار اليوم  عند الامانة العامة للمزارات  الشيعية  وخصص امين  عام للمزار  واربعة عشر موظفا  لدارة شؤون  المزار ..  ومن ثم تطرق الباحث عن كرامات ابي سدرة  ... ارتكز السيد وليد البعاج  في دراسته هذه على ( 61مصدرا ) وعلى بعض المصادر التي هي عبارة عن تقارير  ودراسات وتعريفات  وتحدث في الهوامش  عن بعض الشخصيات  ومن حسنات البحث ان كاتبه لم يكتف بذكر المرجع  المصدري وانما  يناقشه ويناقش رايه ليصل الى ما يقتنع به من رأي صائب يقدمه الى متلقيه   مع ايراد  الكثير  من التعقيبات  مجسدا  ما جاء  في مقدمته من  توثيق تاريخ هذا  المزار المبارك .. 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/07/26



كتابة تعليق لموضوع : رغيف انطباعي ... الكاتب وليد البعاج
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 9)


• (1) - كتب : علي حسين الخباز من : كربلاء ، بعنوان : الف شكر في 2011/07/28 .

السيد وليد البعاج اذا كنت تشاطرت وقرأت لك كتابا فقد سبقتني وقرأتني كلي على بعضي قرأت تكويني النفسي والروحي فانا احب والدي لدرجة تتجاوز كثيرا حب الابن لأبيه رحمه الله يا صديقي واسألك الفاتحة وخاصة نحن امام ذكرى رحيله الاول بعد ايام ثانيا ثق يا صديقي انك والله تستحق اكثر فخدمة هذه المراقد اناس يمتلكون الفن العالي والبركة المعطاءة تقبل مودتي ومحبتي ودعائي


• (2) - كتب : وليد البعاج من : العراق ، بعنوان : الاخوة الاعزاء في 2011/07/28 .

الاخوة الاعزاء
الاستاذ المربي والاخ الفاضل والكبير في أدبه صاحب الخلق السامي مهند البراك.
الاستاذ الجليل والاخ الموفق دمث الاخلاق وناكر الذات والمؤدب في القول والعمل أبوحيدر السماوي.
الاستاذ المتألق والباحث الرائع صاحب النفس الكبيرة والتواضع الجم مجاهد منعثر.
الدكتور الواسطي المبدع والكاتب الطموح صاحب النفس السمحه والسيرة الممدوحة مسلم بديري.
من نعم الله علي معرفتكم وانا اشكركم لما تحملوه من خلق كبير وما يعكسه احترامكم للاخرين من خلق وتواضع وتربيه أسريه , ماذكرتموه لا استحقه وانما هو من حسن ظنكم , دمتم اخوه واصدقاء.

• (3) - كتب : وليد البعاج من : العراق ، بعنوان : الى المبدع الخباز في 2011/07/28 .

حقيقة غمرني الاستاذ المتألق والكاتب المبدع صاحب القلم السيّال علي حسين الخباز الذي فاقنا ببره بوالده حيث اغلبنا يهمل ذكر أسم والده بل يكتفي بالاسم واللقب ولكن علي الخباز أبى إلا أن يسطر على جميع كتاباته أسم والده بعد أن يقرنه بأسمه وهو يدل على عمق العلاقة الروحية التي كانت بينهما فترجمت علاقة الابوة الى عناوين كثيرة ومصاديق عديدة من الالفة والصداقة والاخوة والمحبه بين والوالد والولد فبارك الله في علي الخباز .
وبهرني بطول نفسه في القراءة والمتابعة حيث تناول الكتاب من الجلاد الى الجلاد وهذا يدل على عزيمة حديدية تطيعه في المواصلة والاستمرار وكم نحن نتعثر في مواصلة المسير مع أي كتاب أو مقاله حتى نهرب من عنوان هنا وعنوان هناك لنصل الى نهاية الرحلة فيه .
ولكن الاستاذ الخباز كان متتبعا مرعبا يجيد القراءة بقسميها الاطلاعيه والاستيعابيه , وانا مسرور جدا بما سطرة يراعه ولا اقول له الا انك قد اخجلتني وكان ذلك من حسن ظنك الا ان خادمكم لا يستحق اي ثناء لانه بسيط في كتابته وفي شخصه وليس له مكان بين امثالكم من المبدعين .
تقبل تقديري واحترامي



• (4) - كتب : علي حسين الخباز من : العراق ، بعنوان : دكتور في 2011/07/27 .

الرائع مسلم بديري فعلا انا احتاج الى دكتور ليعاين لي حالتي النفسية التي تتأثر سراعا بالنتاج المبدع اتقدم بمحبتي لك ايها الشاهق ابداعا اقولها وانا كلي قناعة انك جبل سيطل ذات يوم بهامته كي يرفع الاخرين رؤسهم ويسالوا من هذا القادم على صهوة قلم لايهدأ



• (5) - كتب : علي حسين الخباز من : العراق ، بعنوان : مترجم في 2011/07/27 .

الاستاذ مجاهد منعثر منشد رائع انت يا صديقي المبدع والله انا وقفت امامي حيرتي وتساءلت كيف لم التقيك من قبل
لكن شاء الله سبحانه تعالى ان يمدنا بمحبتكم .. اقول فعلا ان ترجة كتاب بهذه الضخامة لهي من المسائل الصعبة ما ان ترى هذه السياحة الكبيرة في عوالبم تخالها بعيدة واذا هي في الصميم تلك محبة يهبها الله للمبدعين فنقبل مني سيدي الكريم محبتي
ولك شكري وتقديري
ودعائي



• (6) - كتب : علي حسين الخباز من : العراق ، بعنوان : الف شكر في 2011/07/27 .

الاستاذ مهند البراك الحمد لله ان اعجبك ما كتبنا فنحن لدينا ثمين هو اعجابك ونتمنى فعلا ان نقدم مايعجبك دائما ولكن ما يعجبني انا هو تواصلك الرائع الذي لايمكن ان اصل اليه والى ابداعه واتمنى فعلا ان اكون قدمت ما اقدر عليه امام هذا الرائع السيد البعاج الف شكر لمرورك السخي وتقبل مودتي



• (7) - كتب : د.مسلم بديري من : العراق ، بعنوان : العزيز الخباز في 2011/07/27 .

كما قال الاخ العزيز مجاهد
-جبلان-
لا اقول اكثر
تحياتي وفخري

• (8) - كتب : مجاهد منعثر منشد من : العراق ، بعنوان : يلتقي الجبلان في 2011/07/26 .

المترجم الاستاذ علي الخباز جبل ثقافي زاخر .
سماحة العلامة السيد وليد البعاج جبل ثقافي متبحر في بطون الكتب .
استاذ علي الخباز الاديب المبدع احسنت واجدت بهذه الترجمة الموفقة .
والجبل اذا عرف جبل تكون الثقافة جبال ..
مع ودي واحترامي واعتزازي بهؤلاء الاخوة والاصدقاء عباقرة الادب والتاريخ .



• (9) - كتب : مهند البراك من : العراق ، بعنوان : مبدع ايها الخباز في 2011/07/26 .

دائما مبدع ايها الاستاذ

اعجبني ما قرات ومع ان الكتاب بيدي ولم اتصفحه لحد الان الا انك شدتتني لكي اضعه في اوليات ما اقرأ

شكرا لكم وللكاتب السيد البعاج

تقبلوا تحياتي المتواضعة




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net