صفحة الكاتب : صالح المحنه

وماذا بعد محرقةِ الكرادة ؟
صالح المحنه

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كل دول العالم عندما تتعرّضت لمثل مايتعرّض له العراق من كوارث دموية جراء الإرهاب أو أقل حجماً تتوقف عن الكلام والتنظير والتحليل والخوض في المتاهات والإتهامات ...وتستنفر كل قواها الأمنية والإستخبارية والعسكرية والسياسية وتشرع بالتعرّف على الخلل الأمني أولاً الذي نَفَذَ من خلاله المجرمون وإستطاعوا تحقيق هدفهم ...ثم تضع الخطط الأمنية البديلة وتعمل على تكثيف وتوحيد جميع الجهود لحماية أمن مواطنيها للحد من تكرار الجريمة ثانيا تتابع وبصمت خيوط الجريمة بدءاً من المتورطين والداعمين والمتهاونين الى المتعاونين معهم في تنفيذ جريمتهم ويُعرض التحقيق مع الجناة على شعوبهم ليتعرفوا على الفاعلين ...إلاّ العراق ...تكرار مستمر للجرائم والكوارث والمجازر وبشكل مرعب ورهيب وتكرار آخر يرافقه هو مواقف السياسيين العراقيين الذين قذفت بهم الأقدار الى سدة الحكم  ...مواقف بائسة مخجلة خانعة لاتتعدى ردود أفعالهم الإستنكار والترحّم على الضحايا مصحوبة بكيل الإتهامات واللوم لبعضهم البعض ولعن الوهابية وابن تيمية ودواعش السياسة والبعثية وهي جمل مكررة وممجوة وحفظها الصغير قبل الكبير... ثم تهدأ عاصفة الإستنكار وموجة الخطابات الكاذبة والبكاء على الأطلال وتُختم ببرقيات التعازي لذوي الضحايا ومن ثم يعودوا الى ماكانوا عليه بلا حياء ولاوجل في إنتظار جريمة أخرى ! اقوال لاتصاحبها أفعال بل هو النفاق بعينه ...ماذا كان رد فعلهم بعد مجزرة جسرالأيمة ( 1200شهيدا) وما الذي فعلوه ؟ بكاء... وإطراء على مواقف البعض ثم إستجداء بإسم الضحايا وخُتمت  الكارثة بقراءة الفاتحة إنتهى ! بعدها المئات إن لم تكن آلاف من حالات التفجير والقتل المجاني الى جريمة سبايكروماتبعها من جرائم  ماذا فعلتم أيها المدمنون على جمع المال ؟ 13 سنة كافية لتاسيس قوّة امنية ومنظومة إستخباراتية متطورة لو كنتم صادقين في شعاراتكم وخطاباتكم ووطنيتكم التي كنتم تدّعونها...اليوم بعد مذبحة الكرادة أثبتم للعالم وللشعب الذي توهّم بكم أنكم أعجز من أن تأتمنوا على أرواح الناس ولو إوكل الأمر لحرّاس ليليين أفضل منكم... لأنكم لاتجيدون إلا جمع المال والحفاظ على مكتسبات أحزابكم غير المشروعة ، منذ 2003 وأنتم تتحججون وتعانون من الخروقات الأمنية وقد تناوب على وزارة الداخلية عدة أشخاص ومن أحزاب مختلفة ولم يتغير في  الأمرشيء...لأنها أسست على نظام محاصصاتي حزبي طائفي مقيت يتربص أحدهم بالآخر شراً ولو على حساب أمن المواطن البريء ...توقفوا عن الكلام وتوبوا الى بارئكم واقتلوا نفوسكم المعنوية المليئة بالشر والنفاق والجشع ويكفي ماسرقتموه وضيعتموه من قوت العراقيين فضلا عن نزيف الدم المستمر بسبب تهاونكم مع الإرهابيين وتخاذكم أمام الأشرار وهم بين ظهرانيكم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح المحنه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/08



كتابة تعليق لموضوع : وماذا بعد محرقةِ الكرادة ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net