صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

تموز الأسود
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تموز ليس للخصب والنماء كما توهم أجدادنا الحمقى,فالمعتوهون والموبوؤن بعقد النقص من ضباط الجيش العراقي المشهور بالإستخدام المزدوج,حولوا الشهر هذا الى مصيدة لسني العراق وأماني شعبه المظلوم.

وكلما جاء دكتاتور بملابس العسكر في تموز الأسود ( هوّس ) له العراقيون كعادتهم المألوفة من أيام سومر والى الآن,وحملوا المشاعل للفاتح الجديد( الزعيم,المهيب الركن,القائد العام) هذه الرتب التي تحوي مركبا يظنه البعض من قادة الجيش والعسكر المهووس بالإنقلابات إنه يحجم عقد النقص التي تحكمهم من أيام الطفولة حتى لحظة (السحل التاريخية ) التي يريد لها الله أن تكون درسا وعنوانا لكل العراقيين.
لم أر من تموز سوى الحر المؤذي ,وسوى الناس المتعرقي الأجساد الذين تلتصق ثيابهم على أجسادهم تلك, يهتفون بحياة الزعيم الأوحد في شارع الرشيد,أو عند مضايف القصب في مناطق الأهوار القصية,ومثلما طبل المطلبون لقتلة الهاشميين في ذلك التموز الأسود وسمو كبيرهم الزعيم,هوس أهل الهور للقائد الضرورة في (مائة ساعة) كما يذكرها (الصحفي النحرير) في ذاكرته الموبوءة.
الزعيم الأوحد قتل الهاشميين في باحة القصر وإعتذر له العراقيون, بأنه لايعلم,وقلت لهم, إن يزيد لايعلم حين قتل عمر بن سعد حسينا في ذلك التموز الكربلائي!
جاء الزعيم بحفنة من العسكر الموبوئين بالمرض والعقد وأوبئة الرافدين كلها من أيام حمورابي والى لحظة الجريمة الرعناء,وعمل لهم أبن سليم نصب الحرية ليمجد سطوة العسكر, ثم هاهم المواطنون المطالبون بأشياء وأشياء يقفون تحت خوذة الجندي في ساحة التحرير مطبلين دون شعور للدكتاتورية والعسكرتارية البغيضة,وفي العام الحادي عشر بعد الألفين..دمرإنقلاب تموز كل مطامح الدولة العراقية وقضى على الصحافة الحرة وعطل الاحزاب والحياة الدستورية وحول المواطنين العراقيين الى باعة شوربة على الأرصفة بعد أن هجروا أراضيهم التي لم يحسنوا زراعتها, وصار العراق يستورد الحنطة الى جانب السلاح الروسي الفاسد,وصرنا في عرس يومي ومن إنقلاب الى آخر ,حتى حان تموز من عام 1968 ليأتي العسكر ثانية وثالثة ,وتعود الكتاتوريات لتؤسس لعصر البلادة الثورية, وفراغ الروح إلا من رعونة صاحبها.
ومن تموز عام 1968 والى نيسان من عام 2003 كنا نعيش بما يشبه الدولة وليست بدولة,إنما عصابة أحرقت الأخضر واليابس وهيأت السبيل لخراب يدوم ولاينقطع,حتى إذا جاءت ساعة التغيير كانت جنينا مشوها,فالعراقيون أبناء الإنقلابات والجرائم الكبرى والدكتاتوريات وعقد النقص التاريخية وأبناء الحضارات التي ( كلما اتت أمة لعنت أختها) فلاتبقي منها سوى الأسم وتؤسس من جديد لحضارة تنتظر الإندثار,هولاء الذين لايجيدون سوى النكوص وسياسة التخريب,تعاركوا على الاشكال والألوان ونسوا الجوهر والمضمون وتركوا الوطن يسير الى المجهول دون من يرشده الى سواء السبيل.
ومن سنين ثمان هاهو العراق لم يتغير فيه شئ سوى أشكال النزاع ,,هم أبناء حضارة النزاع والشتيمة والمؤامرة وبيع الوطن لمن يدفع اكثر,وحين تنتقد ينبري لك الجميع بوطنيتهم.
نحن لانعدوسوى ان نكون مطبلين في حفل تاريخي لاينقطع.
hadeejalu@yahoo.com
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/07/26



كتابة تعليق لموضوع : تموز الأسود
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net