صفحة الكاتب : عمران الواسطي

المشهد السياسي في رأي الشيخ الصغير
عمران الواسطي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يعتبر الشيخ جلال الدين الصغير من الشخصيات المميزة في العراق . وخصوصا وان ظهوره برز بشكل كبير بعد أحداث نيسان 2003 لما كانت تتطلبه المرحلة من تواجد ضروري للشخصيات العراقية الوطنية التي يمكنها إن تأخذ دورها بشكل فاعل ومحوري في القضية العراقية . بالإضافة إلى إن سماحة الشيخ الصغير يمثل توجها مهما من التوجهات العراقية ألا وهو الجانب الديني والعقائدي وما يمثله هذا الجانب من أهمية بالغة بالخصوص عند أتباع مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) ، فكان لحضوره الواضح في الحكومة العراقية الأثر البالغ في توجيه الأنظار إلى الكثير من القضايا المهمة التي تخص الشعب العراقي ، بالإضافة إلى انه كان أكثر المدافعين عن حقوق الشعب بغض النظر عن كونه ينتمي إلى مذهب بعينه أو إلى قائمة معروفة بتوجهها الديني بل كان يدافع عن ما تقتضيه الضرورة التي حاول بعض السياسيون إبعادها عن محيطها العراقي الشعبي للاستفراد بالسلطة ، وكذلك إلى ما كان يمثل هذا الدور بالحكومة من ضرورة ، كان يتحدث بكل قوة وعلانية ويؤكد من خلال منبر الجمعة في مسجد براثا على أهمية إن تكون العلاقات السياسية بين الأطراف العراقية طيبة وبعيدة عن التشنج والتقاطع الذي لا يخدم المصلحة الوطنية وأخرها ما طرحه سماحته حول الانعكاسات السلبية للتناحرات السياسية حيث قال : \"الآن أنا ادعوكم فهذه ضواحي ومشارف مدينة بغداد تعاني الأمرين من عودة العصابات المسلحة وحركات التهجير فهل فكرتم لماذا وما الذي حرك هذه العصابات من جديد ، ومن الذي حرك الرغبة في العودة إلى المربعات الأولى ؟ ، لا شك أن هذا الصراع هو أحد الأسباب . الآن منطقة التاجي ومنطقة الحرية وحي العدل ومنطقة الغزالية وكثير من المناطق بدأت منشورات التهجير تتحرك فيها فإلى متى ؟ ، أليس هذا نذير لكم ؟ . هنا يتحدث الواحد عن أمرين ، الأمر الأول هو ان هذه الكتل السياسية تتحدث عن قانون ودستور ومؤسسات وما إلى ذلك ، فإذا تعترضون على حكم قضاء فهل أنتم قضاة ؟ ، فالسياسي ما الذي يجعله يتدخل في القضاء وقضاءنا فاسد لا شكل ولا ريب ولكننا نتحدث عن قتل آلاف المواطنين العراقيين وأنا أتمنى من بعض السياسيين ان يقولوا لنا تعريف المواطنة ماهو ؟ . وهل هناك دم أزرق ودم احمر بين المواطنين ، أم ان المواطن أينما يقتل يجب ان يقتل معه القاتل . وإذا نفذ إرادة غيره فهل هو ماكينة أو روبورت يتحكم به من يستولي على السلطة وهل تريدون الموظفين ان يكونوا هكذا ، والضابط مهما كان فعنده ارادته وعنده قراره لنفسه . عندئذ من الذي قتل هؤلاء والمقابر الجماعية من الذي صنعها هل هو صدام فقط ؟ . اذا كنتم تريدون قانون ودستور فالقانون يقول أن فلان يعدم فما معنى الفيتو والقرار والمحافظة الفلانية سوف تثور وما إلى ذلك وما معنى هذا التهديد ؟ . فكما لك في هذه الحصة فسوف تأتي حصص اخرى ضدك ولن تنتهي القصص بهذه الشاكلة . مجرم يقتل آلاف الناس وعينك عينك سياسيون يخرجون ويقولون نعارض الإعدام !! ، إذن لماذا تقولون ان القضاء مستقل ولماذا تقولون أن السياسة لا دخل لها بالقضاء ولماذا تعتبون على الآخرين وتقولون أنهم يتدخلون ؟ . هذه جريمة أخرى وأنتم جئتم وأقسمتم أمام الله سبحانه وتعالى وأمام شعبكم وقلتم أنكم ستحترمون الدستور وستلتزمون بالدستور والقسم في مجلس النواب أليس هذا هو ؟ . طيب تعالوا حلوا لنا مشكلة هذه الاعتراضات وهم يعترفون أنهم فعلوا هذا الشيء ، أما أنهم أمروا بهذا الأمر ثم ماذا . فهذا الذي يقال له تعال وأقتل عشرة آلاف أو تقتل فيقول لا سأقتل عشرة آلاف فهل هذا مجرم أم لا ؟ ، أليست له إرادة أم لا ؟ . ما قيمة روحه هو مقابل أن يذهب إلى الله سبحانه وتعالى وهو بريء ويقول له أنني لم أكن مسؤولا عن قتل عشرة آلاف . لكن ان يأتي ويقول ان صدام قد أمرني وأنا ضابط ويجب ان أنفذ ، المسألة ليست بهذا الشكل . لذلك أتأمل العودة إلى بصيرتكم أخواني الأعزاء وأرجعوا إلى كلامكم القديم مع أناسكم وقولوا أين أصبحنا . وإذا أردتم عراقا متناحرا فالكل مستعدون للتناحر ولا يوجد شيء أسهل من التناحر ولكن العملية الصعبة هي أن تتوائم مع أعداءك وخصماءك فالسياسة هي هذه ، أما سياسة التناحر فإنها سهلة جدا وبمجرد ان تحمل بندقية وتشتم هذا وتسب ذاك فيحدث التناحر ولكن هذه ليست سياسة لأنها تدمر البلد .

 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمران الواسطي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/07/26



كتابة تعليق لموضوع : المشهد السياسي في رأي الشيخ الصغير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net