صفحة الكاتب : د . عبير يحيي

التابوهات وقلم الأديب
د . عبير يحيي

لا تخرج رسالة الأديب عن كونها صورة مجتمعية يحاول الأديب فيها الإحاطة بجوانب عديدة قد تشمل النواحي السياسية والاجتماعية و الأيديولوجية والعقائدية الدينية الموجودة ... بما يخدم قضية معينة هي المقصودة تحديدا ... أظن أن التابو الجنسي قد تم اختراقه منذ أزمان ، وأعجب ممن يعاودون  الغوص فيه ، محاولين اعتباره القضية الرئيسية والشاغلة لكل المجتمع وما عداه من قضايا جسيمة هي نتاج له ..

أظن أن 1500 سنة حديث في الأدب عن الجنس كافية جدا لاستهلاك الموضوع وفهمه تمام الفهم ... لا أدعو لإغفاله تماما ،لكن الإشارة تكفي. . المجلات المتخصصة بهذا الموضوع اظنها أكثر رواجا من نص أدبي يعرض لها، لمن ابتغاها .

بالنسبة لأي تأبو آخر ، سياسي أو ديني ، أرى أن الأديب ان أراد الكتابة بهما فعليه أن يكون عميق الفهم فيهما ، لن أبالغ إن قلت: عليه أن يكون متخصصا !

كم من أديب يسيء للدين دون أن يدري ..يجهله اعمدته الأساسية وفهمه القاصر لها ...

مثلا الكاتب الذي يعتنق المسيحية أو اليهودية أو حتى الإلحاد ، عندما يريد الخوض فيما يراه مظاهر سلبية في مجتمع إسلامي، هل حاول قبلها معرفة تعاليم الإسلام ؟ والأمر معكوس أيضا  ، إن تحدثنا عن كاتب يكتب عن مذاهب وطوائف في الدين الواحد هل حاول أن يتعرف على هذه المذاهب ؟

أظن لا ... لذلك أرى أن مهمة الكاتب الإشارة إلى ذلك تحت الإطار الإجتماعي ، لا الإطار المعرفي الشخصي القطعي ... 

التابو السياسي ... لا زال تابو .. لا يغفر لمن كتب به حتى تلميحا .. لكن في ضوء التغيرات المتسارعة ربما كثر التلميح ضمن إطار اجتماعي وإنساني ...

لا يكتب به جهارا إلا من أعطي أمانا  أو طلب منه ذلك لاصطياد من يؤيده.. وإلا فهو يلقي بنفسه إلى التهلكة ..

لماذا لا يبحر الأديب في فضاءات أدبه متخذا قضية أساسية إجتماعية محورا أساسيا في بناء قصه الأدبي مستعينا بالجو العام أن كان سياسيا أو عقائديا كأدوات مساعدة وبطريقة إيحائية وليست اختراقية، و المتلقي لا يعدم  الذكاء لفهمها ؟

أوافق الروائية سلوى بكر فيما ذهبت إليه من أن الاصطدام بالمحرمات غير ذي فائدة ، وأزيد عليها بأننا غير مؤهلين لذلك لأننا غير مختصين، ولن نكون منصفين، والنص سيخرج عن كونه نصا أدبيا ..بل سيكون نصا صحفيا يبتغي فيه صاحبه (خبطة صحفية ) تلفت النظر إليه تحديدا ، من دون أن يقدم قضية ورؤية مفيدة للقارئ والمجتمع ما يخرجه عن رسالته الأصلية .

 هي رؤية أحاول فيها رسم صورة الأديب دون إفراط أو تفريط ، حتى لا يحمل نفسه فوق ما يستطيع معتبرا ذلك واجبا ، فيجانب الصواب ، ويسيء ، وإساءة الكاتب خطيرة جدا. 

 

تحياتي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . عبير يحيي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/03



كتابة تعليق لموضوع : التابوهات وقلم الأديب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net