صفحة الكاتب : واثق الجابري

مَنْ يصنع مظلة للوطن؟!
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قرر سكان القرية؛ أن يُصلّوا من أجل المطر، وفي اليوم المقرر حضر الجميع؛ لكن واحد فقط من أحضر معه مظلة؟!
صاحبنا إختار مظلة كبيرة لأكثر من شخص؛ عله يسعف من نسى مظلته.
هكذا مواقف تتكرر عند الشعوب التي لا تعرف قيمة وحدتها، أو لا يؤمن حكامها بمصلحة شعوبها، وكما كتب كاتب ساخر يقول: قرر سكان البحرين بالصلاة للمطر، وجمعوا كل من في السوق، وبعد إتمام الصلاة؛ سقطت الأمطار في الهند، وهكذا هي الحكومات تعمل بأيادي غير شعوبها، وتتصور أن الفكر الدخيل يستطيع البناء؛ لكنه لا يبنى إلا سلطانها.
نعود الى مظلتنا، ولو أن نصف الحاضرين جلبوا مظلات؛ لسقط المطر وإستطاع الباقون الإحتماء بمظلات النصف الآخر، لكن أغلبهم او من حرك فكرهم؛ أما لا يؤمن بإستجابة الدعاء والعمل المشترك، أو أنه خرج حشراً مع الناس، وهكذا فُرقة أبعدت الناس من الضغط على صُناع قرارها؛ من التفكير بالتطور وصُنع مظلة كبيرة يحتمي بها جميعهم.
عندما تتفرق الأفكار، وتنحصر بزوايا ضيقة تنحصر بالشخصية، فعند ذاك تختلف النوايا وتتعدد الأهداف وتصبح الغاية في مسالك متعددة؛ كثير منها شعارات للتسلق على رقاب الإحتياجات، وما المطالب سوى حبر على ورق؛ يتنهي مفعوله بتساقط الأمطار السوداء التي لم يُحسب لها بإرادة خارجية.
إن الخروج عن المظلة؛ هو من سمح للتدخلات الخارجية بالنفوذ الى مساحة ليس فيها حدود واضحة، وصارت البلدان مهزلة للخارج من رؤية ما يُصوره الداخل، فجلس الإعلامي متربعاً مستهزءاً ببعض الساسة، ويقول بأفصح العبارات: أنكم لا تمثلون الشعب بل تمثل رأي القائد الفلاني وتصرفك علاّني، فإذا طلب الإنسحاب إنسحبت وإذا دعته مصلحته الحضور حضرت؛ إذاً لماذا تستلمون رواتب؛ أنكم لا تمثلون الشعب؟!
لا يُبالي هذا السياسي الأخير بكلام الإعلام؛ لأنه ضمن لنفسه وذويه وحزبه مظلة يحتمي بها.
المؤسف أن كثير بعض الشعب صدق هذا، وبعض آخر صدق ذاك، وهرول كثيرون خلف من لا يُفكر من أن يجعل من نفسه مظلة للشعب، والكل ينتظر المطر؛ لكنهم لم يبحثوا عن صاحب المظلة الوحيد، الذي يؤمن أن المطر سيسقط بإتحاد الأيادي، وأن الغاية جامعة لا شخصية، وعندما ينتفع الجميع، سيكون الفرد أكثر فائدة، وقد يخيط من ردائه جزء لمظلة الوطن، التي مزقها الشركاء والغرباء.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/02



كتابة تعليق لموضوع : مَنْ يصنع مظلة للوطن؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net