صفحة الكاتب : ايليا امامي

كن خارج الصراع وانظر للمشهد
ايليا امامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لو سألت الآن أحد الشباب المهتمين بالشأن الديني : ما رأيك بالسيد موسى الصدر ؟؟ 
سيقول ( على راسي ) . 

ولو سألته ما رأيك بالشيخ محمد جواد مغنية .. سيقول ( على راسي ايضاً  ) 
 
ولكن مالا يعرفه هذا الشاب أن خلافاً حاداً كان يوجد بين هذين العلمين الجليلين .. وتقاطع في وجهات النظر في مسائل كثيرة . 
 
فهل يضر مذهبنا ومجتمعنا .. أن تلك الخلافات ماتت .. وبقيت الآثار الطيبة لكل منهما ؟؟ 
 
 * وإذا سألت شاباً من شبابنا ما رأيك بالمرجع السيد أبو الحسن الأصفهاني .. فسيقول ( قدس الله نفسه ) 
وإن سألته عن المرجع السيد كاظم اليزدي .. فجوابه ( قدس الله نفسه ) 
 
ويبقى رأسه بارداً من الخلاف الفكري الذي كان بينهما .. مادام أثرهما على الاسلام حميداً . 
 
 * السبب في أنك تجد نفسك محباً للطرفين .. هو أنك لم تكن جزءً من الخلاف بينهم .. ولم تكن تعتبر نفسك من ( جماعة هذا ضد ذاك ) .. ومن يكون خارج دائرة الصراع فهو أسلم الناس قلباً .. ولايكون مشحون نفسياً ضد أحد العلماء والعياذ بالله . 

* وإذا سألت شاباً من شباب الشيعة عن الإمام الخميني سيقول ( رضوان الله عليه ) 
وإسأله عن السيد الشيرازي .. وسيقول ( رضوان الله عليه ) 

* ستلاحظ أن هناك شيئ تغير لدى البعض  .. لأن هناك من سيبرز لك ويقول لا .. وألف لا .. هناك فرق كبير بينهما .. ويبدأ بالشحن والكلام . 
وهذا الصنف من الناس الذي دخل في الأجواء النفسية لهذا الخلاف .. لايريد له أن ينتهي .. أشبه بمن كانوا في زمن اليزدي والأصفهاني . 

 * ونحن لا  نريدك هنا أن تؤمن بالمتناقضات على طريقة  ( سيدنا معاوية قتل سيدنا حجر بن عدي لأنه رفض البراءة من سيدنا علي .. رضي الله عنهم اجمعين ) !!!! 
 
فلو كان الأمر كذلك .. لقلنا ان هذا مستحيل .. ولن نحملك أكثر مما تطيق . 
 
ولكن الأمر هو اختلاف فكري .. اجتهادي .. اختلاف في تشخيص المصلحة وموارد رضا صاحب الزمان أرواحنا فداه .. 
 
ولذلك فالمطلوب هو أن تتركوا النفخ في نار الخلافات .. لكي يتربى جيل يحترم الطرفين وما قدماه للاسلام .. ويترك وراءه خلافاتهما الجزئية التي كانت بسبب ظرف زمني معين .. وعليها أن تنتهي مع انتهاء ذلك الظرف . 
 
* وعلى نفس الطريقة .. لو سألت عن قصة ( حوزة ناطقة وحوزة صامتة ) ستجد أن أولئك الذين لايزالون يتهمون الحوزات العلمية والعلماء بالسكوت والخنوع وووو .. إنما يصنعون كارثة عظيمة بالمذهب عندما يسمحون لمسألة مرتبطة بزمن معين .. أن تكون سبباً لشرخ المجتمع في كل زمن . 

 * أصحاب هذه الدكاكين .. فاشلون في تدريس كتب الأصول والفقه .. ومجاراة التطور العلمي للحوزة .. ولاتجارة رائجة عندهم سوى النفخ في نار الخلافات والمشاكل لجلب المزيد من الأتباع المتعصبين لفلان ضد فلان . 
 
* بعضهم مثلاً .. لديه صفحة على فيسبوك .. أو فضائية .. ورغم أنه قضى سنين طويلة في الدراسة ويفترض أن يكون ذا عطاء  .. ولكن حينما تلاحظ تلك الصفحة  من أولها الى آخرها لاتجد أي شيئ يمت للدراسة العلمية بأي صلة .. لاتفسير .. لافقه .. لا أخلاق .. لا تاريخ . 
فقط .. وفقط .. ذكريات وقصص سلبية عن مشاكل يدعي أنه عاشها في الحوزة .. وفلان قال كذا عن علان .. وسيد فلان حدثني عن رأيه بسيد فلان .. ولاتكاد تخرج من صفحته إلا بألف شبهة وإشكال على الحوزة وعلمائها . 
 
بالتأكيد تاجر المخدرات والسموم هذا وأمثاله من المفلسين علمياً ..  ليسوا مستعدين لترك هذه المواضيع .. لأنهم بدونها .. لاشيئ . 

* علينا أن ننظر لمسألة واحدة فقط : وهي أن نطلب الرحمة بشبابنا الذين يفتحون عيونهم للتو .. ويريدون التوجه للدين بكل طهارتهم ونقائهم .. كيف سيهربون من هذا التسقيط المقيت للعلماء ... وسوف يجدون في العلمانية وترك الدين برداً وسلاما . 
 
 * نعم ... صحيح ... مفردة واحدة فقط .. هي خارج هذا القانون .. 
وهي عندما يكون الخلاف عقائدي وله أثر زمني مستمر على المذهب .. فمثل هذا الخلاف لايمكن السكوت عليه .. ولا يمكن القبول بطرفي الخلاف من باب أن كلهم علماؤنا ..
 
* فلو سألتني عن الخلاف بين أغلب علماء الطائفة من جهة .. وناكر ظلامة الزهراء عليها السلام من جهة أخرى .. لايمكن أن أجيبك بأن الكل سواسية .. فأين الثريا من الثرى وأين المهتدي من الضال . 
ومهما طال الزمان .. لن نسمح للافكار الدخيلة على المذهب أن تتسرب الى قواعده الرصينة لتهدمها .. لأن الأمر لايتعلق بخلاف حول تشخيص التكليف في فترة زمنية .. بل خلاف على أسس المذهب وقواعده الثابته والرصينة . 
 
وبإستثناء هذه الجزئية فقط ... عليكم أن تتقوا الله بشبابكم .. وتتركوا النفخ في نار الخلافات .. يا أصحاب الأقلام المقيتة .. والفضائيات المأجورة .
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ايليا امامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/29



كتابة تعليق لموضوع : كن خارج الصراع وانظر للمشهد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net