صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

نسخة منه الى السماء
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ليس لعلي أن يحسب على علماء الدين والأوصياء والأئمة فقط. هو واحد من الناس العاديين، الممتزج بمعاناتهم، هو حالة خاصة، الرجل القوي الى حد لايوصف، لكنه مع الضعفاء حد البكاء والضعف، الرجل الذي لايجوع لكنه يعرف مرارة الجوع في حشاشة الجياع، مات عنه أبوه لكنه تربى في حضن النبوة فلم يكن يتيما لكنه كان أبا لكل يتيم، وعاش يتيما حتى قتل في مسجد الكوفة وهو ساجد، وقد ترك لنا الحسنين سيدين من السادة وقائدين من القادة بمنتهى الشجاعة والكرم والتضحية، علي وولديه أكبر من أن تفهمهم هذه الأمة المتردية المنحازة الى تقاليد البداوة والقتل والغدر والختل والحيلة والمكر وحب المال والسلطة حد الجشع، فهي أمة يمكن أن تتبع نهج المجانين من أمثال قادة القاعدة وداعش والمتطرفين الدينيين الحمقى لكنها لن تفهم حتى ينتهي أجلها رجلا مثل علي.

لو جئت الآن لحاربك الداعون إليك

ولسموك شيوعيا

ربما سيسمونه شيوعيا فهو لاينتمي الى التقاليد الدينية العادية الكنسية التي يمارسها الناس في المساجد والكنائس والمعابد، هو أقرب الى متعبدي الشوارع من الفقراء والكادحين والراكضين بحثا عن لقمة العيش بكرامة متناهية لأنه بالفعل ينتمي الى شريحة الفقراء والمساكين، وهو ليس واحدا منهم، لكنه واحد منهم بالفهم والدراية والمعرفة وإدراك المعاناة التي يكابدون، ولأنه يستطيع أن يقترب منهم حد الإلتصاق، بينما يهرب الأغنياء والموسورون من كل فقير ومريض وجائع خشية العدوى. وعلى قول صديقتي وهي تنصحني بعدم الإلتصاق بالفقراء والمساكين، من جاور السعيد يسعد ومن جاور الشقي يشقى.

في رمضان القاسي والصعب والمفجوع بالعطش والجوع في رمضاء مكة وهجير المدينة المنورة التي فارقها على على مضض متجها الى العراق حيث الرجال الرجال، لم يتحمله منافسوه ولم يتحمله المتدينون الذي لم يستطيعوا فهمه، ولم يتمكنوا من ذلك فقتلوه لأنه كان يسحبهم الى الناس، وهم لايرون في الناس إلا عبيدا وخدما وصعاليك لاقيمة لهم سوى أنهم خدم وأتباع على نهج قريش الأول أيام البعثة النبوية التي أنهت ذلك الشكل من السيادة.

كانت رمال الكوفة تشتهي ذلك الدم الطاهر الذي سال فجر ذلك اليوم الرمضاني بضربة من مختل لم يكن يعرف من الإسلام سوى أنه استرقاق للعقل، وليس تنمية له فكان ذلك الملجم الرجيم على ملة من سبقه من القتلة وطريقا سالكة لمن يأتي من بعده من قاعديين ودواعش ومايمكن أن يكونوا عليه من مسميات في المستقبل.

قتل علي، لكنه أحيا جيلا من المسلمين يقاتلون التطرف والحماقة والجنون وهذا هو المهم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/28



كتابة تعليق لموضوع : نسخة منه الى السماء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net