صفحة الكاتب : وليد كريم الناصري

لقاء بين العاشق والمعشوق
وليد كريم الناصري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 هكذا استقبل الشهيد الخالد حبيب روحه الشهيد صالح البخاتي
وإلى اليوم يا صالح؟ أما كفاكم عني بعداً، أما علمتم بقلبي المقطع شوقا كأوصالي؟ أما حان للندى أن يقبل كف أزهاري؟ لثمت الشوق مراً ورأيت البعد جرحا، أسكب بفمي ثناياك، أشمك وتشمني، حبيباً يعانق حبيبه، طال بك الانتظار، وما عادت روحي المثقلة بالهموم، إن تحلق حولك كل يوم، أنسيتني يا قلبي بعد الفراق؟ أم تعالت بكم الهموم والأسباب عني؟ لو أنزلت شوقي على جبل، لرأيته باكياً من ألم الإشتياق.
ما كان للحدي أن يطاوعني، ولا لأوصالي أن تحملني، فأكون الى جنبك، ما كان إلا لروحي، أن تقبل جبهتك كل صباح، وتغفو على ذراعيك مطمئنة، وأنت تشاطر القوم أزيز الرصاص، كما عهدتك، كما تركتك، ذلك الجبل الذي لا تعصف به رياح الدنيا، لم تخطئ تلك الجنوبية السمراء، عندما قالت عنك "صالح" يا قلبي المعتق بالهموم ألماً، أقصدتني بعد طوال غياب، أذكرتني بعد إن عُجنت روحي بالأوجاع، أطفئ بجسدك حرقتي، وأخمد بروحك نيران مشاعري.
غادرني الربيع فتيبست أعوادي، إنتضرتك كثيراً، سألت عنك كل نازل من السماء وكل صاعد، بحثت عن شرفة في الجنة تطل عليك، أطل على دمع يحرسه الليل من نفسي، أبحث بين مواكب الشهداء وهم يصعدون حفاة الى السماء، لعلي اجدك يا صالح بينهم، أبحث عن كسرة، من رغيف خبز أضعتها بين أفواه أهل الأرض، يروادني الجوع كل لحظة، فأتعالى عنها بالصبر، وأكابر بعزة نفسي، رغم كل نعيم الجنان،لكنني أحببت رغيفي، أبحث على هدهد، يأتيني بصورة عنك أقبلها، لعلها تطفئ بيادر روحي الملتهبة بالشوق إليك.
صالح يا حبيبي، أثلجت صدري بطلتك، وأرحت قلبي وأنت الى جنبي، لتسامرني وأسامرك كما كنا من قبل، نحكي حكايات الجهاد، وقصص السفر في الأهوار، كلمني يا روح سيدك، أأ وجعتك رصاصتهم؟ هل عذبك الجرح الذي في رأسك؟ أأسقطك الجرح مثل طيراً مذبوح؟ تعالج روحك برجليك، أأمهلوك حتى تصلي لله صلاتك الخاشعة؟ بما تلقيت نبأ وفاتك يا حبيبي، هل فكرت حينها بلقائنا، لماذا لم تخبرني قبل هذا الوقت؟ لكنت أجمع يداي على صدري لأحتضنك، لكنت أجمع رجلاي على جسدي لأستقبلك، لكنت أعالج فمي لأقبلك.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد كريم الناصري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/25



كتابة تعليق لموضوع : لقاء بين العاشق والمعشوق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net