صفحة الكاتب : قاسم العجرش

وفي الليلة الظلماء لا يفتقد البدر..!
قاسم العجرش

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في البداية نزل الخبر صاعـقا، مدويّا ومفاجئا، كان الخطب كبيرا، لحظتها أستقرت بقلبي سوداوية حالكة، أحالته مرتعا للحزن والألم، لم يخطر ببالي سوى قول أبو فراس وقبله عنترة؛ "وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر" ..لكن نفسي سرعان ما قلت؛ أن هذا القول أبعد ما يكون عن حالي وحالنا..
قالت لي نفسي. أن أخاك السيد صالح البخاتي الموسوي، لم يتركنا في ليلة ظلماء أبدا، فقد جاهد وصحبه أربعون سنة، ليخرجوننا من حلكة الظلم والقهر والإذلال، وقادنا إلى آفاق لم تكن ترد إلا في أحلامنا.. ثم أردفت نفسي تقول: فكيف نفتقده وآثاره بيننا تحدثنا عنه وتتحدث إلينا؟ وكيف نفتقده بدرا، وهو يضيئ سماءنا انجازات ومواقف؟ وكيف لنا أن نفتقده؛ وخصاله ومناقبه الحميدة مبثوثة أينما تلتفت؟! عد الى رشدك يا سيد قاسم، فأخوك وصاحبك لم يرحل بعد، ولن يرحل أبدا!
قالت لي نفسي أيضأ: أن أخاك وصاحبك سفينة، والسفن يا محزون لا ترحل إلا لموانيء جديدة، موانيء تباع فيها العطور والبخور والرياحين والورود، وعلى سواحلها قصور من زبجد، نوافذها مغطاة بستائر من أستبرق، وأرضها موشاة بسندس ونظار!
أبعد الحزن عني؛ هكذا قالت لي نفسي، فأنا أكره الحزن ورياءه، وهل نحزن على الحضور ماثلا بيننا بقوة وعنفوان وشموخ؛ حضور الفعل والأثر والذكرى، وأخوك حظور دائم، فلا تحزن، وأفرح بما آتاه تعالى من فضله ونعيمه.
قلت لها متسائلا معاتبا: ولكنه فارقني؟! قالت لي أربعة عشر عاما هي ربع عمرك، قضيتها معه، وربعها الآخر قضيتها فيه، وربعها الثالث قضيتها كنت تعد نفسك كي تكون معه ، وربعها الرابع في قضيته..إذن هو كل عمرك، قلت لها: مادام الأمر كذلك، فعلام قد جفاني، ولم يأخذني معه حيث هو الآن؟!
قالت لي نفسي مجيبة: أتذكر الثلاثاء التي كان بائتا عندك فيها قبل ثلاثاء عروجه، ليلتها وبعد أن أقمتما صلاة الليل، سألك من تفتقده الآن: هل قرأت وصية الإمام الباقر عليه السلام لصاحبه جابر الجعفي، حينما قال عليه السلام: ((إن المؤمن معني بمجاهدة نفسه ليغلبها على هواها، فمرة يقيم أودها، ويخالف هواها في محبة الله، فينعشه الله، فينتعش، ويقيل الله عثرته، فيتذكر، ويفزع الى التوبة والمخالفة، فيزداد بصيرة ومعرفة لما زيد فيه من الخوف،لا فضيلة كالجهاد، ولا جهاد كمجاهدة الهوى))..
قلت لها نعم أتذكر؛ قالت لي أوَ تتذكر إجابته لك حينما سألته بعد صلاة الفجر بقليل عن المستقبل؛ كيف السبيل الى بناء الوطن المدمر؟ فقال لك إن الوطن لم يدمر، بل إن الذي دُمر هو الإنسان, وتدمير الإنسان كان مشروع صدام، ومشروعنا هو إعادة بناء الإنسان..
كلام قبل السلام: قلت لها ثم ماذا: قالت لي أمض على طريقه، وسر على مشروعه، وأسترشد به بدرا ينير طريق سفينتنا، وبرّ الأمان نراه بعين اليقين في مرمى حجر.
سلام..

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قاسم العجرش
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/25



كتابة تعليق لموضوع : وفي الليلة الظلماء لا يفتقد البدر..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net