صفحة الكاتب : بهلول الكظماوي

بغداديات : ايضاحات لما قبل الزبالة
بهلول الكظماوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الحلقة الثالثة من دعوة الى الهجرة المعاكسة

 قد تكون حلقتي هذه عبارة عن حلقة اعتذارات و تبريرات بعد ورود ابردة الكترونية لاخوة لي يشاركوني النقاش دائماً لاجل انضاج الرؤى و الخروج بآراء افضل, وحتماً تعدد الآراء اثراء.
و لاجل هذا اعتذر من القارئ الكريم لأرجاء موضوع ( زبالة الصين ) الى حلقة قادمة لأكتب حلقتي هذه بعنوان : ما قبل الزبالة.
أبدأ حلقتي هذه بالاعتذار من الصين, فحتماً سيقول الصينيون:
أن غالبية بضاعتنا جيدة و من الدرجة الاولى و القليل منها رديئ فلماذا تظلموننا اذا كانوا تجاركم هم من يطلبون منا البضاعة الرديئة و يستغنوا عن الجيدة؟ لماذا تظلموننا فنحن لم نضرب أحداً من تجار العراق على يديه ونجبره ليستوردوا زبالتنا؟.
فهم ( تجاركم ) تجشّموا عناء السفر ليطلبوا زبالتنا هذه, ثم ليست الصين الوحيدة التي تصّدر زبالتها الى العراق!.
فاعتذر منهم واقول لهم: صحيح والله, فعندنا مثل يقول: الطيور على اشكالها تقع, و يدعمه مثل يقول: شبيه الشيئ منجذب اليه, فمن يجلب البضاعة الفاسدة و يسوّقها على ابناء شعبة هو الزبالة بعينها,فهو نفسة الذي نراه يهيئ حواضن للارهابيين القادمين من وراء الحدود, و هو نفسه الذي نجده يزوّر الشهادات الدراسية ليدخل في محاصصة بعد ان فشل في مناحي الحياة الاخرى فضنّ ان اللجوء الى التزوير ينفعه, و هو نفسه الذي يختلس اموال الدولة و.....و......و......الخ.
اعتذر من الصين التي كانت تصدر لنا و للعالم اجمع الحرير, وكان طريق حريرها يمر ايضاً عبرنا من ضمن ما يمر به من دول العالم الى جميع الوجهات في العالم, واذا بتجار آخر الزمن عندنا يستعيضون عن الحرير الصيني بالزبالة.
اعتذر الى الصين لانني اوردت اسمها لوحدها في تصدير زبالتها علينا في حين غالبية دول الجوار تشترك في عملية التصدير هذه, فتركيا تصدرها ايضاً, ايران, سوريا,الكويت, السعودية, الاردن كلهم صدروها لنا, ولكن الذنب ليس ذنبهم بقدر ما هو ذنب زبّالينا دنيئي النفوس الذي طلبوها ( الازبال ) منهم.
واقول للصينيين و لدول الجوار : ما اعتب عليكي اعتب على ربعي.
عزيزي القارئ الكريم:
استجابة لاستفسارات اخوة اعزاء عليّ احب ان اثّبث ثلاثة حقائق موضحاً اياها لهم و للاخوة القراء و هي:
اولاً: أنا عندما أكتب و أتطرّق الى مواضيع أجتماعية شعبية أكثر منها سياسية, اذ انا شخصيّاً اتحاشا أن اكون سياسياً و اتحرّج من ذلك, وبما أن السياسة تلقي بظلالها على كل شيئ عندنا فيربط القارئ كل شيئ بالسياسة.
أمّا رأيي بسياسيّنا اليوم فانا أضع الكثيرين منهم في خانة ( المجلوعين ) الا مما رحم ربي, أي يرتزقون من السياسة كما يرتزق أصحاب الدجل الديني عن طريق التلبّس بالزهد و التقوى والتمسّح بمسوح الايمان.
و لهذا أبحث في الاسباب و اقول: لو كانت هناك مصادر أخرى لدخل هؤلاء لما التجأوا الى التكالب على المحاصصة السياسية, لذلك ادعوا الى ايجاد مصادر الدخل هذه عن طريق الهجرة المعاكسة الى قرى وارياف العراق بعد تأهيلها صناعياً و زراعياً.
ثانياً: عاتبني أخوة لي طيبون و نصحوني محذرين ان اقع في مطب التفريق بين اهل المدينة واهل الريف عن طريق الدعوة الى الهجرة المعاكسة الى قرى وارياف العراق بعد تأهيلها صناعياً و زراعياً.
أقول لهم ولكل الاخوة القراء الكرام:
اعوذ بالله و حاشا لي أن أكون كذلك, بل أنا أحب لشعبي ما شاهدته بالقرى و الارياف الاوروبية من تقدم علمي و تكنولوجي وبحوث حثيثة لتطوير و اكثار الانتاج الزراعي, تدخل فيه معامل و مختبرات تبحث حتى في تطوير الجينات لانتاج افضل و اوفر للمحاصيل الزراعية من غلات و فواكه و خضر يضاف له تطوير و انتاج الثروة الحيوانية من ابقار واغنام و اسماك و دواجن و عسول و منتجات للالبان و معامل لتعليب الفواكه و الخضر...الخ, دعماً للمنتجين و لاقتصاد الدولة و خدمة و رأفةً بالمواطن المستهلك.
وهذا اذا ما حصل عندنا فحتماً سيدفع حتّى بابن المدينة المدينة الكبيرة للهجرة الى القرى و الارياف طلباً للاستثمار و للربح الحلال و الحد من طلبات التوظيف في المؤسسات الحكومية,
و الذي اذا استمر هذا التوضيف باسلوب المحاصصة و استمر اهمال الصناعات و الزراعة و استمر اهمال تطوير القرى و الارياف هكذا سنصل في يوم من الايام الى شعب كله موظف عند الدولة بحيث يقبض راتبه و هو ينام في بيته نظراً لفائض الموظفين مع قلة الاحتياج لهم.
ثالثاً: أنا عندما اكتب ذكرياتي الشخصية واورد امثلة من عائلتي او من محيطي و بيئتي في الشورجة او باب الاغا فأنّما انا فرد من مجتمع و عينة من عيناته, وما عايشته مثل مما عايشه الآخرون غيري فاكتب بموضوعية عن واقع عملي معاش تكون فكرتي فيه واقعية ليس الاّ.
عزيزي القارئ الكريم:
لكي لا اكون مملاً في الاطالة عليك اختصر حلقتي هذه بتوجيه سؤآلي الى دعاة الاقاليم و الحكم الذاتي فاقول:
من المنطقي أن من يدعوا الى ايّ مشروع يتوجّب عليه أن يدرسه من جميع جوانبه, فحتماً توجد في اقاليمكم التي تدعون اليها قرى و ارياف فالرجاء....الرجاء….الرجاء....ارجوكم اسألوا انفسكم : هل أعددتم منهاج عمل لأقاليمكم؟, ثم ماذا يتواجد في المنهاج هذا أن وجد؟.
فلربّما يوجد في منهاج عمل اقاليمكم هذه المزمع انشائها خطط لبناء مدارس و تبليط شوارع وانشاء مدن سكنية وحدائق العاب و...و...و....الخ
ولكن هل توجد فيها خطط عمل لتطوير القرى و الارياف التابعة لاقاليمكم كتطوير للصناعة و الزراعة و الثروة الحيوانية و عيادات البيطرة فيها ووضعتم خطط لمكافحة التصحّر و معالجة ملوحة الارض و حسبتم حساب عمل الاحزمة الخضراء و مصدات للرياح تحد من الغبار ( العجاج), و بالطبع هذا ما يحتاج ايضاً الى مراعات امور الريّ من كري للانهار و فتح للمبازل و استصلاح للتربة , بل حتى الى بناء السدود و القناطر.
يضاف لذلك كلّه أهم شيئ و هو شرط أن لا تكون هذه الاقاليم المزمع انشائها طائفية او كيانات حزبية او ترتبط بجهات خارجية.
فاذا كنتم قد حسبتم كل هذه الحسابات وادخلتموها في مناهج عملكم بخطط ممنهجة مع وجود كوادر قادرة على التطبيق العملي لكل هذا
فانتم تستحقون ان تحققوا احلامكم في اقامة اقاليمكم الى واقع عملي, بل ابعد من ذلك ….فانتم تستحقون علم و دستور ومجلس امّة يتطابق مع المعنى الصحيح.
و دمتم لأخيكم: بهلول الكظماوي
امستردام في 23-7-2011
e-mail: bhlool2@hotmail.com
bhlool2@gmail.com
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بهلول الكظماوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/07/24



كتابة تعليق لموضوع : بغداديات : ايضاحات لما قبل الزبالة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net