انتصار الفلوجة .. لِمَنّ ؟
ابو باقر

 بعدَ طيّ حرب تطهير الفلوجة من ارجاس التكفيرين ابناء ابن عبد الوهاب وتنصل الاعلام المُعادي عن الجُهد الذي بذله ابناء الحشد الكفائي والقوات الامنية بجميع صنوفها وكذلك الفصائل المُسلحة بدأ سيناريو تحديد مَن له السبقّ في هذا الانتصار , طبعاً الموضوع ذو حساسية لبعض مَن لهُ حسابات فئوية وشخصانية وحزبية وهو يدُخل في باب الاستحقاقات للجُهد الذي بُذل والتضحيات الجِسام التي قُدمت , وكُلّ هذه الاستحقااقات تتصاغر امام الحق الاكبر والاهم والموصى به من قبل المرجعية وهو تجيير هذا الانتصار لوحدة البلد وتخليصه من كل براثن الارهاب والتكفير الذي ينطلق من منطلقات فكرية مُتطرفة , وفي مُقابل هذه الاستحقاقات المطروحة ظهرَ رأي على النقيضِ من ذلك ولعلهُ رِدة فعل للرأي الاول وهو الدعوة الى عدم احتساب هذا النصر لأيٍ كان بل يدعو الى عنونة هذا الانتصار الى المُقاتلين في جبهات الجهادِ الكفائي فقط , فالاول فيه من الافراط ما يُخافُ منه والثاني فيهِ تفريط لا تُحمد عُقباه , وكِلا الامرين لا يعنينا بل ما يعنينا هو افراغ اهمية دور المرجع الاعلى وفتواه التي اعطت زخماً هائلاً للمُقاتلين مِن الناحية المعنوية واللوجستية والغريب في الامر انّ جميع دوائر القتل والارهاب قدّ اقرت بدور المرجع الاعلى والذي كان سبب رئيسي في ثبات المُجاهدين والروح المعنوية التي اوجدها مما اعطاهم قوة وصلابة وايمان في دحر الارهاب والذي بحسب الظاهر عجزت عنه دول افضل من العراق من ناحية الاستقرار بألف مرة , هولاء المُتخرصون الحاقدون يتحدثون وهمّ ابناء الجِلدةِ والمذهب والوطن ! , ويزيد استغرابي عندما ارى احدهم يكتُب بأن لا فضلَ لأحد يُذكر الا للمُقاتلين في جبهات القِتال وبمعزل عن اي جهة وهو يجعل من المرجعية جهةٍ مُساوية لباقي الجهات , عِلماً بِأنَّ المرجع الاعلى لا يهتمّ بالمُطلق حول احتِساب لِمن يُمكن ان يُنتسب هذا النصر بل كل همهُ هو تحقيق الغاية مِن الفتوى وهو تطهير البلد من الارهاب وتخليص الناس من هولاء الذين لا يوجد في قواميسُهم للانسانية مِن معنى , الذي اُحاول ان اصل له هو لا يُمكن بِحال مِن الاحوال مُصادرة الدور الرئيسي للمرجعية العُليا وعلى السواء ومن الناحية المعنوية والمادية واللوجستية ورِعاية اهالي الشُهداء مِن ارامل وايتام وبِصورة متوازية والذي عجزت عنهُ دولة تمتلك ما تمتلك من مقومات التجهيز ولأيّ حربٍ كانت .

ان اصل كسر الارهاب يعود فضله للمرجع الاعلى ولعلّ مَن اعنيهم يتذكرون كيف كانت الامور حينذاك حيثُ وصل الارهابيون على اسوارِ بغداد وكان سقوط الدولة العِراقية قاب قوسينِ او ادنى وكان الجيش العراقي يَعيش حالة الخِذلانِ التام والانهزامية والانكسار وكُنتُ حينها استمع الى خِطاب الجولاني حوَل غاية داعش مِن هذا الاجتياح وما زالت كلماته تَرنُ في سمعي حول غايته عندما قال : ان غايتنا هو كربلاء ـــ1ـــ المُقدسة والنجف ـــ2ــ الاشرف , وعلى ما اتذكر كان هذا الخِطاب هو يوم الثلاثاء , ويومَ الجُمعة باغتهم المرجع الاعلى بفتواه الشهيرة ليستنهِض الهِمم بعد الانكسار المعنوي الكبير للجيش العراقي والاجهزة الامنية الاخُرى وأعادَ لهم تِلك المعنويات التي كانت غائِبة تماماً بمعية الحشد الكفائي والذي اعطى للجيش دفعة معنوية كبيرة قد اربكت كَل الحِسابات وبعدَّ ان جهز الجميع حالهُ للهروب وترك ابناء البلد يكتوون بنار داعش والتي كانت لا تُبقي ولا تَذر.

نعم , تكلموا عن مُنجزاتكم وجِهادكم وهو حقٌ مشروع ولكن لا تبخسوا حقوقَ الآخرين وبالاخص دور المرجع الاعلى واهمية تدخُلُه لأنقاذ البلد , قولوا ما شئتم وكذلك قولوا ان لفتوى المرجعية الدور الاساس في ذلك , قولوا قدّمنا شُهداء وجرحى واضيفوا اليها ببركة فتوى المرجعية وازيدُكم مِنّ الشعرِ بيتاً انكم لو تغنيتم بفتوى المرجعية ستضيفون غِطاءً شرعياً لِجِهادكم وشُهدائكم فكما يعلم الجميع ( ان للجلوسِ بِحُجة افضل مٍنَ القِتالِ بغيرِ حُجة )وها هيَ الحُجة امامكم مِن قِبلِ مَن لا يختلف عليه احدٍ مِن اعلام الطائفة وهوَ الذي عَصبَ رأسه وهو المسؤول امام رب العِباد عن كُل الشهداء الذين سقطوا امامَ داعِش ولا يعني انهُ امرٌ هيّنٍ عليه بل سماحة المرجع يبكي كثيراً لحالِ اهالي الشُهداءِ وما اصابهم مِن مصائب ولو ان المرءِ مات مِن هولِ ذلك لما كان عجبا .

اللهم احفظ لنا مرجعِنا الاعلى وزد وبارك في عُمره فهوَ فخرنا ووجه مذهبنا والحمدُ لله اولاً وأخرا .

1 - قالَ الجولاني (لع ) المتحدِث بأسم داعش انذاك ( كربلاء النجسة ).

2 - وايضاً قال ( النجف الانجس ) .

- لعنكَ الله يا جولاني وبَلغَ بك دركاتِ الجحيم .

ذكرنّا ذلك مِن باب توصيف هولاء وما يكنونه من بغض وعِداء لأئمة اهل البيت عليهم السلام مع انها كلمات كأنها الرواسي على قلوبنا فأنا لله وانّا اليهِ راجعون .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابو باقر

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/19



كتابة تعليق لموضوع : انتصار الفلوجة .. لِمَنّ ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net