صفحة الكاتب : فالح حسون الدراجي

العقرب والأفعى يزوران (الحوت)
فالح حسون الدراجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لم يعد اللطم، و(الدگ) على الراس محدَّداً بليلة استشهاد أبي الأحرار الحسين عليه السلام، ولا متوقفا على رد فعل مؤلم يحدث بعد فقدان أب، أو أم، أو شقيق، أو صديق.. او فقدان وطن!!

إنما بات اليوم أمراً عادياً، يحصل للعراقي في اليوم الواحد الف مرة.. بل أصبح اللطم والدگ على الرأس طقساً ثابتاً من طقوسه اليومية!! فالوضع السياسي في العراق كارثة، والكوارث تدفع (المتكورثين) الى اللطم والدگ.. إذ يكفي أن تفتح التلفاز صباحاً، وتتصابح (بچهرة) احمد المساري التي تشبه (چهرة) شايلوك، او تطالع في هذا الصباح المنحوس (خلقة) ناهدة الدايني ، أو تتفاجأ لا سمح الله بتصريح فاجع لأثيل النجيفي، -أو يبادرك (بوز) شقيقه أسامة النجيفي -الذي يشبه بوز حذاء الطنبوري في التراث الشعبي العراقي – فيدفعك لاستذكار كل (الأحذية) بدءاً من وجه (عدي) وانتهاء بوجه وبوز عزت الدوري

إذاً فإن كل صباح في العراق، تصدمك فيه وجوه هؤلاء القبحاء، وقبلهم (شوفة) ظافر العاني المحرضة على تقيء ما تناولته بسحورك ليلة أمس.. تضطر مكرهاً الى اللطم والدگ على الراس.. وتجعلك كارهاً للحياة والكون والبشر. ونافراً من نفسك ومن أقرب الناس اليك.

وإلاَّ ماذا نسمي ظهور لقاء وردي على شاشة التلفزيون وهي تقول:- إن الحكومة العراقية مسؤولة أمام المجتمع العربي، والدولي، وأمامنا، بموضوع حماية السجناء (والأسرى) العرب بشكل عام، والسعوديين بشكل خاص.. وعلى هذه الحكومة أن تبعد الحساسيات الطائفية في تعاملها مع هذا الملف المهم !!

ها شتگولون .. هاي مو مال لطم .. ودگ على الراس؟

فلقاء وردي مازالت تعتقد أن هؤلاء السعوديين أسروا في معركة بدر.. أو في (أم المعارك)، وليس في المضافات الإرهابية التي تستقبلهم وتعدهم للتوجه في اليوم الثاني الى تفجير أجسادهم العفنة في أسواق ومساطر ومدارس، ودوائر العراقيين المدنيين الأبرياء!!

وماذا تقولون عن زيارة سليم الجبوري رئيس مجلس النواب العراقي الى سجن الحوت في الناصرية الذي يضم عدداً كبيراً من المجرمين، والقتلة الإرهابيين العرب، بينهم اكثر من مائتي سجين سعودي قاتل.. وقد ذهب من اجل أن يفتش ويدقق ويتفحص ويتمحص اماكن السجناء السعوديين، ليتأكد بنفسه الكريمة من أن (الببسي كولا) الذي يتناولونه كويتي المنشأ، وليس عراقياً صفوياً، قد يسبب لهم (مغصاً معدوياً)، او قد تكون نسبة السكر فيه أكثر من المطلوب، فيتعكر مذاق، ومزاج الأخوة السعوديين الطيبين. لذلك حرص الرجل على أن يؤدي الواجب بنفسه، ولايسمح لغيره بالقيام به، حتى لو كانت العزيزة لقاء وردي؟

وبطبيعة الحال فإن السيد رئيس البرلمان العراقي المحترم، لم يطلب زيارة عوائل الشهداء العراقيين في الناصرية، لأن وقته ضيق جداً .. كما لم يذهب للأهوار، رغم أن عنوان زيارته الرسمي: هو دعم ملف الأهوار العراقية في المجتمع الدولي.. حيث كان مقرراً ان يذهب الى هور (الچبايش) لكنّ الأخ (فرَّ استيرن السيارة) وذهب لسجن الحوت! أما لماذا؟

فلأن في سجن الحوت (كل الحبايب) .. والأعزاء الغالين..ناهيك عن أن برج الحوت يتوافق مع برج (العقرب)!!

والمصيبة أن السفير السعودي (الأفعى) ثامر السبهان قد شد الرحال، في اليوم الثاني وركب طائرته لسجن الحوت، بعد ساعات من زيارة الجبوري، (الحوت) الذي أصبح بين ليلة وضحاها حائط مبكى (للجماعة)، وليس سجناً مثل أي سجن عراقي آخر.. لذا فإني أتوقع ان يهب (الحجيج)، بعد زيارة السبهان، هبة واحدة، ويمضوا لحج (بيت الحوت) من استطاع اليه سبيلاً..

والسؤال: كيف ذهب السفير الى سجن عراقي يفترض به أن يكون حصيناً منيعاً على الأجانب، خاصة وأن هذا السجن ممنوع على المواطنين العراقيين (غير المتنفذين) دخوله؟

هذا أولاً: وثانياً، كيف يتمكن شخص سعودي (عدو) من استخدام طائرة شخصية أجنبية في أجواء عراقية وفي ظروف حرب وطيسة.. علماً بأن السبهان اصطحب معه -وهذه معلومة لا يعرفها الكثيرون – أكثر من مائة وخمسين حارساً سعودياً وغير سعودي مدججاً بالسلاح. وكيف فتحت له أبواب السجن.. ومن سمح له بلقاء المجرمين.. وبماذا تحدث معهم.. وعن ماذا تحدثوا له..؟!

والسؤال: هل يُسمح للسفير العراقي في الرياض بزيارة عيادة بيطرية بإحدى قرى العوامية بمحافظة القطيف، وليس سجناً خاصاً؟

والجواب:

كلا والف كلا.. بل من المستحيل، حتى لو كان هذا السفير طارق الهاشمي، او احد كلابهم ..!!

إنه العيب الأكبر على حكومتنا، والعار الأشد على سليم (العقرب) .. والعار الذي وقع ويقع علينا جميعاً.. بدءاً من وزير خارجيتنا، وداخليتنا، وانتهاء بقائمقام عفچ..

زين قائمقام عفچ شعليه .. ؟!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فالح حسون الدراجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/15



كتابة تعليق لموضوع : العقرب والأفعى يزوران (الحوت)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net