صفحة الكاتب : احمد علي الشمر

رؤيتي الفنية فى حلقة يزيد وعبد الزهراء فى قراءة استطلاعية مفصلة..
احمد علي الشمر
 تابعت مؤخرا كغيري كل أومعظم الكتابات وكذلك بعض مقاطع الفيديوالتى أثيرت فى مجملها، حول الحلقة التلفزيونية (على مذهبك ـ  فى سلفي 2 ) الذى ظهرفيها الفنان ناصرالقصبي فى دور عبد الزهراء الشيعي، والفنان عبدالله السناني فى دور يزيد السني..والتى تم عرضها فى أول ايام الشهرالمبارك الحالي على قناة الـ (mbc) وهي من بطولة الفنانين ناصرالقصبي وعبد الله السناني وحبيب الحبيب والفنانان اللذان أديا دورالأبناء، ونخبة هؤلاء الفنانين الذين جسدوا أداورهذا العمل، هم فى الواقع الذين تمحورحولهم سيناريوحوارهذه الحلقة.
  وكلنا طبعا قد تابع الجدل الذى أثيرحول قصة الحلقة، بكونها تناقش وربما لأول مرة وفى موقف جرئ وغيرمسبوق، وعلى قناة سعودية وبقصة وفنانيين سعوديين، تناقش قضية طائفية بحتة بمعناها الدقيق والواضح، ودون مواربة أوتمويه..!!
  حقيقة انا هنا لن اتناول الموضوع من حيث طريقة وأسلوب التعرض لذكر
الإنطباعات الجدلية التي اثيرت حوله الحلقة، بما يبين طابع تلك الآراء التى طرحت بين جوانب السلب والإيجاب، بخلاف رأي الشيخ المفكرحسن المالكي الذى تناول الموضوع بشكل علمي ودقيق أوفى فيه حقه فى التأصيل والتوضيح، وبما يخدم دعم التقارب بين الجانبين فى المجتمع السني والمجتمع الشيعي، والذي أقدم له التحية هنا بهذه المناسبة.
  وأما بخصوص تناولي لموضوع الحلقة، فسيكون من منظورقراءة فنية إستطلاعية، محاولا إلقاء الضوء على بعض كوامن القصورفى الجانب الفنيإ خاصة فى إعداد الحلقة كقصة جيدة ومقبولة للعرض من جميع أطراف المجتمع، وثانيا عرض رؤيتي الشخصية فى سيناريوالعمل، وبأ أن تكون حبكة القصة جيدة ومقبولة للجميع لهدف إصلاح ذات البين، بين طرفين مسلمين طال بهما التنازع والخصام لأسباب وفوارق هامشية، رغم وجود أكثرمن ثمانين فى المائة بينهما من من المشتركات.
  ومن ثم محاولة كشف بعض العوامل الفنية للعمل من المنظورالفني والإخراجي.
ومن هنا أفترض بانه كان من واجب معد القصة بداية أن يلتفت إلى أهمية هذه القضية، بحيث يكون أبعاد النظرلمضمون هدفها، هوالتوجيه المتوازن دون إثارة
                                                                                              يتبع 
الحساسيات، وكدعوة غيرمباشرة توجه للتغلب على جوانب الإثارات الطائفية ودون محاولة إبراز، كما بينت الإشارات المثيرة للتأجيج وإبداء عوامل الحقد والضغينة والحساسية بين أطراف الطائفتين الكريمتين.
   غيران مضمون هدف القصة للأسف قد جاء بعكس هذا المنحى، حيث غذي بكثير من المواقف، التى ضربت على الوترالطائفي البغيض..!!
   فعن طريق عبد الزهراء الشيعي ويزيد السني أعادا تجسيد نفس صورالشقاق والصراع الطائفي المعروف، وقد رأينا بأن سيناريوالحواربينهما قد إمتلأ بتلك الإشارات الملغمة التى تنضوي وتصب فى جوانب التأجيج وإثارة النعرات الطائفية، وهي مضامين كان الغرض المطلوب بالأساس هوتفاديها، عبرمحاولة الدعوة لتقريب المواقف، وليس لتعميق الخلاف والإختلاف بينهما، وقد وجدنا بعض من تلك المواقف والممارسات قد تجسدت فى هذه التعرية المكشوفة للإثارة، وهذا رغم محاولة المؤلف إضفاء الطابع الكوميدي على القصة، بجرها لمواقف معبرة في رأيه  عن طبيعة سلوكيات التشدد والتطرف والتكفيرالسني للشيعي وبالعكس، بجانب إبراز مواقف غريبة وساخرة ومبالغ فيها بصورة مسيئة، حول طقوس الشيعة ومعتقداتهم، وذلك عبرإشارات غاية فى السداجة والبلاهة، وهي سلوكيات ومواقف لاتوجد أصلا إلا فى عقول ونوافيخ بعض الجهلة من المتعصبين والمتطرفين..!!
  ومن أهم تلك المواقف الكوميدية السوداء المبطنة بمغزى لاشك أن له دلاله واضحة، على الإستخفاف والسخرية، وقد يحسب أيضا كنوع من الإساءة والتشويه لمذهب أهل البيت فى بعض ممارساتهم وطقوسهم، وهوذلك الموقف الذى تناولته خطبة الفنان ناصر القصبي، الذى يؤدي دورعبد الزهراء فى الحسينية، وذلك حينما ذكر موقف قصة المريض الذى عجزالاطباء عن علاجه إلا عبرطريقة البتر، لكن شفاؤه قدتم بصورة سريعة فاجأت جميع الأطباء، وذلك عبرظهورأحد المشايخ له فى الحلم، والذى نصحه بوضع خيط على مكان الألم على حد هذا الزعم حتى يتم شفائه..!!
وهي لاشك محاولة واضحة لربط مذهب التشيع بترويج بعض الخزعبلات ومعتقدات السحروالدجل والشعودة، التى لاتنم إلا عن عقلية متخلفة بربطها بتلك الخزعبلات، وهذه فى الأساس إشارة واضحة يريد المؤلف ربطها ببعض كرامات أهل البيت، رغم الإختلاف والبون الشاسع لخلفية الموضوع. 
  وأما قصص كرامات اهل البيت، فهي قصص واقعية حصلت وتحصل لبعض المرضى، ممن ثبت صحة الحوادث المؤكدة لشفاؤهم بالدليل وبالبرهان القاطع، وثبتتها كذلك بعض تسجيلات مقاطع الفيديووربما الموجودة فعلا بعضها على قناة 
                                                                                          يتبع
  اليوتيوب، ولكن من المصادفات الطريفة لهذه القضية تحديدا، أتذكرموقفا لأحد من أهل السنة، الذى قام بنفسه بترويج قصة حقيقية كما يقول، شرحها وروجها هوبنفسه ولم يروجها يروجها شيعي، فقد قال وفى تفصيل مطول عبر( غرفة الغدير) وهي أحدى غرف المحادثات الشهيرة، المعروفة عبرشبكة الأنترنت.
وذلك حينما أشارإلى قصة والدته المصابة بالمرض الخبيث، وبعد أن أخبره الأطباء بأن علاجها ميئوس منه وبأن وفاتها ستكون خلال ايام أوسابيع معدوده، وهومما جعله يلجئ وبحسب روايته لزميله الشيعي فى العمل الذى أوصاه بدوره بمحاولة عمل نذرلها لدى أحد أئمة الشيعة خلال شهر محرم..  وبحسب رواية المتحدث السني..افاد بأنه فعلا قد قام واتم النذر، إلى أن تفاجأ باختفاء مرض والدته تماما، وهو مما أدهش الاطباء الذين كانويعالجونها، بحسب رواية صاحبها  المذكور، وممايجدرذكره هنا أيضا، بأنه حتى وقت قريب كان يتم ترويج وانتشار شريط ذلك الكاسيت بتداول نشره فى اوساط المجتمع، وقد يكون الآن من الممكن أنه قد تم أيضا نشره عبروسائط ووسائل قنوات التواصل الحديثة، مع التطورالسريع والحديث للثورة المعلوماتية والنهضة الإعلامية الحديثة.
  أما بالعود لبعض العناصرالأخرى كموضوع تبادل الإبنين خلال الولادة، والذى تناوله محور سيناريو القصة، فهووإن كان موضوعا مركبا وربما من الناذر حصوله، لكنه جاء بناء معقولا ومقبولا فى سرد حيثيات ومضمون موضوع القصة، عدا ذلك بعض الأفيهات المتعلقة ببعض عبارات الشيعي عبد الزهراء، حول بعض الدلالات التحريضية حول موضوع الصلاة، وبالتالي تأدية الصلاة فى الحسينية، فهي وإن كانت إشارات كوميدية، يقصد منها دلالات معينة ،لكنها فى كل الأحوال تعتبرسقطات أخرى للمؤلف، فالمعلوم أن الصلاة تؤدى فى المسجد وليس فى الحسينية، وبالتالي فإن الشيخ الشيعي، عرفا وتقليدا لم يعرف عنه هذا السلوك  المنافي للآداب العامة وأصلا لتوجهاته ومعتقداته الإسلامية، لا فى الحسينية ولا فى غيرالحسينية، وبأنه يحرض على نبذ الآخرومذهبه، كما لم يعرف عنه كذلك دعوة أتباعه للحط من قدرطقوس وتقاليد الطرف الآخرالسني فى  صلاته وتوجهاته، وبتلك الصورة المقيتة التى أظهرتها لقطات سيناريوالعمل على لسان الشيخ الشيعي بصورة تدعوللإحتقان والسخرية، وإنما أن الإختلافات والتباينات والتجاذبات المعروفة بين الطرفين محجمة، وتظهرمن خلال بعض المصادر           وعلى صورة إستدعاء من البعض للخلاف السياسي المعلوم، الذى حدث بين الجانبين منذ العصرالإسلامي الأول، ولما بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله، وخاصة حينما يتم التعرض، وهوبالمناسبة ناذرا التعرض لتلك الأحداث التاريخية، سواء من خلال بعض المحاضرات أوتناول وذكرالمصادرالتى تبحث تلك الأحداث،  وتحديدا من قبل الطائفة الشيعية وشيوخها ومراجها، الذين على العكس من ذلك كثيرا ما يحاولون رأب الصدع فى هذه القضيايا تأكيدا للوحدة الأسلامية وتفويتا  الفرصة على المتربصين، خاصة وأن إشعال هذه القضايا أصبحت من أهم الأسباب 
                                                                                               يتبع
المؤدية لإثارة الجدل والشقاق والحساسيات والنعرات الطائفية بين الطرفين، ورغم ذلك أيضا فإن تلك الإشارات أيضا لاتبررللطرف الشيعي، كما هومعروف التعرض اوالمس بالعادات أوالتقاليد أوالمعتقدات الدينية المتعلقة بالصلوات أوالعبادات أو الممارسات الفردية أوالجماعية للطرف الآخرالسني. 
 وأما التعريج للنواحي الأخري المتعلقة بالجوانب الفنية للعمل، فلا شك بأنها جاءت بصورة تكاد تقترب من مرتبة الشرف فى تقديري المتواضع إخراجا وتمثيلا، هذا إذا ما تجاوزنا بعض سرديات نص العمل بالشكل الذى أشرنا إلى بعض خلفيات السلبية المشارإليها.
  ولكن إجمالا يعد العمل ناجحا بالمقياس الفني العام، من حيث الإعداد والتهيئة لجميع كوادرالعمل، وبكونه عملا هادفا يتعرض لقضية عقدية اجتماعية بأسلوب وطابع كوميدي محبب ومرغوب للجميع، فمن جانب الفنانين المشاركين فى العمل، أظهر الفنان الكوميدي ناصرالقصبي كعادته إبداعاته وإمكاناته الكوميدية المرحة، سواء فى الحركة، أوعبرإجتهاده فى محاولة تقليد اللهجة المحلية، رغم المبالغة الواضحة فى بعض العبارات، لكنه رغم ذلك فى العموم إستطاع استقطاب واستمالة عواطف المشاهدين بكل انتقالات مشاهده الحوارية، كما ان الفنان عبدالله السناني، وهو فنان عريق وصاحب تجارب ناجحة، قد أعطى خلال هذا العمل أيضا، صورة صادقة وحقيقية وبإتقان شديد ولافت فى إبرازشخصية الرجل المتشدد ضد الطرف الآخر، والحريص على المحافظة على مبادئ قيمه ومعتقداته الإسلامية التى يؤمن بها، وأما أطراف الفنانين الآخرين ومنهم السيدة التى أدت دورأم عبد الزهراء، فقد أجادت الدور جيدا وأتقنت لهجة أهل القطيف باحترافية مبهرة، وكذلك السيدة الأخرى التى أدت دور أم يزيد، أكدت على قوة شخصتها كأم تريد المحافظة على نقاء عقيدة إبنها من أية شوائب جانبية، وأما الفنانان عبد الزهراء ويزيد، فقد نجحا أيضا فى إبرازدورهما، كإبنين مطيعان لوالديهما بحسب الوضع المفاجئ الذى وجدا نفسيهما فيه وبالشكل لقي تعاطف المشاهد معهما باعتبارهما ضحيتان مغلوب على أمرهما، من قبل والديهم بعد المتغيرالمفاجئ الذى طرأ على حياتهما..كما لانسي الفنان الذى أدى دورالشخص المطوع الذى يقوم بإسداء النصح للإبن عبد الزهراء الذى أصبح يزيد، والذى أبدى قدرة على تقمص شخصية المطوع أورجل الدين المتعصب والمتشدد، فى إصراره على عودة المتحول يزيد إلى العودة للوضع الطبيعي لحضيرة المذهب السني، وتلك لاشك لفتة جميلة من هذا الفنان تعطيه مجال نحوالامام فى ميدان مستقبله الفني.
  أما مخرج العمل الأستاذ أوس الشرقي فالحقيقة أن شهادتي به مجروحة، لكونه فنانا قديرا ومتمكنا من عمله بصورة مبهرة، فقد استطاع فعلا من قيادة وتحريك الممثلين والعمل بأكمله، إخراجا وتمثيلا وتصوريرا وإضاءة ومؤثرات أخرى للعمل، بما فى ذلك تتري البداية والنهاية المصاحبة لبعض اللقطات المجتزأة من محتويات العمل والمصاحبة لصوت الفنان الجميل راشد الماجد، إستطاع المخرج فعلا قيادة العمل بطريقة مبهرة ومتقنة ورائعة جدا دون مبالغة، أبرزت سيناريو الحواروحركات وتنقلات كادرالعمل بشكل دقيق، اثارإعجاب ورضى المشاهدين، وبما فى ذلك كل ذلك الجدل اللافت الذى أحيط بالعمل، وهو إشارة قطعية على نجاح العمل فنيا ودون منازع فى هذه الحلقة على الأقل، وهذا لاشك نجاج  يتوج نجاحه المستمر، والذى يستمده الأستاذ الشرقي كما عودنا من خلال خبرته وتجاربه المتمرسة فى أعماله السابقة، وأعتقد أخيرا بأن خاتمة العمل الجميلة، التى جسدها الأستاذ الشرقي فى لقطات واضحة المعالم والتأثيرفى كادرالنهاية، كانت نقطة مضيئة أعطت الفسحة للأمل والتفاؤل بهذه النهاية السعيدة، للإبنين فى أقل تقدير فى التعبيرعن رضائهما وقناعتهما بالحقيقة التى باتا عليها، وهوبالتالي الأمرالذى إنعكس من ناحية أخرى على سعادة ورضى المشاهدين على هذه النهاية السعيدة. 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد علي الشمر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/11



كتابة تعليق لموضوع : رؤيتي الفنية فى حلقة يزيد وعبد الزهراء فى قراءة استطلاعية مفصلة..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net