صفحة الكاتب : عبد الخالق الفلاح

فعلت ولكن شرها سيعود عليها
عبد الخالق الفلاح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 لاشك ان الارهاب الذي حل ،غير مرحباً به ، يعيش لحظاته الاخيرة  في المنطقة و هناك من خطط و اوجد له الدعم المادي والمعنوي وفتح ذراعيه ليحتضنة وهذه الحقائق بدأت تنكشف بعد ان انتهت العلاقات الزوجية وتم توقيع وثائق الطلاق بين اطرافه .
 
التطورات في العلاقات السعودية الاميركية مؤخراً حملت في طياتها العديد من التغيرات والتبدلات في سياسات الدول التي تحالفت لنشر الخراب والدمار في منطقة الشرق الاوسط والتي كانت تهدف لغرض تقسيمه من جديد ، ففي مشهد تأزم العلاقات السعودية الاميركية تم فتح ملفات ادانة جديدة على المملكة الوهابية في الكونغرس الاميركي تؤكد دعم المملكة لتنظيم القاعدة وضلوع مسؤولين سعوديين بهجمات الحادي عشر من ايلول 2001، اضافة لدعمها للارهاب .وكشف رجل الاستخبارات الامريكي السابق " غراهام" عن نزع الرئيس الاسبق بوش الابن فصل من تقرير11 ايلول الذي يتهم السعودية هو الذى ادى الى بقاء السعودية مصدرا لتمويل الارهاب تؤكده الاحداث الدامية في المنطقة والصراعات المسلحة التي تشهدها بظهور " داعش" والنصرة " وغيرها من المنظمات الارهابية والتكفيرية وبدلا من ان يعاقب بوش الابن السعودية على فعلتها استنادا الى التقرير الاستخباري توجه الى افغانستان والعراق في اطار المشروع الامريكي الذي كان يستهدف تقسيم دول المنطقة وتجزئتها للسيطرة على خيراتها . وكان زكريا الموسوي احد ابرزالمخططين لتلك العملية ، الذي يطلق عليه لقب الخاطف الـ 20 في تلك الهجمات ، أخبر محامين امريكيين بأن افراد من الاسرة الحاكمة في السعودية تبرعوا للتنظيمات الارهابية مثل القاعدة والتي اعترفت وزيرة الخارجية الامريكية السابقة بتأسسيها لغرض الوقوف امام المد السوفيتي في افغانستان  بملايين الدولارات في تسعينيات القرن الماضي .. دعم السعودية الموالية بموالاة كاملة لأمريكا للارهاب  ليست بخافية عليها بل كان يتم بعلمها وبالتنسيق معها وتحت أنظارها بغية زعزعة امن المنطقة وإشاعة الفوضى فيها ... و راح المسؤولون السعوديون يتباهون في تصريحاتهم العلنية بتقديم الدعم بالمال والسلاح لعناصر القاعدة وحلفائها وتدريبهم في بلدان مجاورة لسورية وإرسالهم عبر الحدود لتنفيذ أعمال ارهابية داخلها على غرار ما صرح به سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي السابق في القاهرة بأن بلاده تسلح المعارضة السورية لتغيير النظام فيها دون أن يكترث للأعراف الإنسانية أو لرد فعل القانون الدولي .
 
وسبق للرئيس الامريكي اوباما ان ألمح إلى أن السعودية ساهمت مساهمة سلبية في الحرب الأهلية في سوريا حين دعمت المصالح الفئوية والطائفية ولم تُسهم بإيجاد حل للأزمة . وكان مشروع قانون قد تبناه 22 من اعضاء الكونغرس قد مررته اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ في يناير الماضي وصوت لصالحه المجلس اخيراً . يقضي باعطاء الحق للمتضررين في احداث 11 سبتمر2001 لتقديم شكوى ضد السعودية .لقد ثبت ان دعم السعودية الموالية بموالاة كاملة لأمريكا للارهاب  ليست بخافية عليها  بل يتم بعلمها وبالتنسيق معها وتحت أنظارها بغية زعزعة امن المنطقة وإشاعة الفوضى فيها .
هذا تحقق من خلال التصريحات التي تتوالى من شخصيات دول غربية كانت متورطة معها ،  فهي التى تدعم الإرهاب والحركات التكفيرية فى العراق والعالم العربي والإسلامي و العالم الغربي وهي التي صرفت عليه أموالاً طائلة في أفغانستان وباكستان ، وهي التي تدعم الآن الإرهاب في سوريا والعراق واليمن و من اوائل الدول التي حلت محل واشنطن فى حروبها الدائرة بعد الطلاق المؤقت بينهما لاختلاف الرؤى وهذا العداء لسورية نابع من كونها تقف فى خط مقاومة  المظالم الغاشمة ضد الشعوب الحرة في المنطقة  التي تقودها أمريكا والكيان الصهيوني وخاصة القضية الفلسطينية التي تقف سوريا مع دول محور المقاومة الى جانبها ضد وجود هذا  الكيان الغاضب. وهي تتحمل المسؤولية الكاملة  لاحداث المنطقة وما تمخضت عنه من ضحايا بمئات الآلاف وإراقة دماء معصومة وتهجير شعب شبه كامل من أرضه وتحطيم مقدراته وبنيته التحتية ويريد نظام آل سعود الهيمنة على  شعوب المنطقة قاطبة ويساهم في تضعيف قدراتها بمخطط خبيث، ويقف بالضد من تطلعاتها وآمالها، واستقووا عليها بأمريكا وإسرائيل، وامتد إجرامهم ونواياهم الشريرة إلى السعي لزعزعة استقرار الدول التي ذكرناها  وتدمير والسيطرة على قرارات دول اخرى .
 
 والشاذ في الأمر،تحت ذريعة الديمقراطية المصاغة من قبلهم أن السعودية تفتقد تماماً لأنموذج ديمقراطي حقيقي يمكن القول معه إنها تسعى لنشر أنموذج حضاري غير مسبوق في المنطقة بل بالعكس هي تفتقر الى الكثير من مستلزمات هذه الظاهرة ...
 
الرياض عرفت لدى الشعوب العربية بعمالتها وبإرهابها الوهابي. فالرجعية السعودية المتمثلة اليوم بمستواها الرسمي في هذه المملكة ، التي لا تجيد إجراء الحسابات الدقيقة ، ولا تعرف من معاني الاستراتيجية إلا ما يفيدها في مواصلة بيع ثرواتها الطبيعية من النفط والغاز، وما يخدمها في الحفاظ على عرش الملك والأمراء وشيوخ الزيف عبر العلاقة التبعية مع واشنطن وبعض العواصم الاوروبية ، وخارج هذين الشرطين فالسعودية تعمل معصوبة العينين في كل الاتجاهات لمصالح لا يعنيها أين تصب، وأجندات لا يهمها من تستهدف وصفقات لا تعرف الرابح فيها من الخاسر، وهي من أجل ذلك تستبسل في التحريض على التغيير في المنطقة  ومن هنا تدعم  وتُمول هذا التغيير طالما أن المطلب الأميركي والصهيوني ينحو هذا المنحى . كما ان شعبها يعاني بدوره الأمرّين من قمع هذه الدولة الرجعية وبطشها، ويخضع لعمليات غسل دماغ وهابية منهجية لطمس انتمائه الاسلامي، وإخراجه من معادلة الصراع العربي الصهيوني، والزج به في صراعات طائفية وإقليمية بديلة . .
المثل الاخر في مصر لم تقف فى حربها ضد الإرهاب معها وإنما هي استخدمت تكتيكاً ماكراً وخبيثاً من أجل دعم الموجة الثانية الأخطر والأشرس للإرهاب والمتمثلة فى التيار السلفي التكفيري الخاضع خضوعاً تاماً وكاملاً لمشايخ الوهابية المدعومة من حكومة الرياض .                                                     
 
ومن جملة ماتم نقله في الاعلام حول اظهار الحقائق الدامغة من وجود علاقة مع الارهاب :- اذ قال مشرع أمريكي سابق ممن شاركوا في التحقيق في هجمات 11 سبتمبر، إن الثقافة السعودية مسؤولة لحد كبير عن الهجمات الإرهابية حول العالم، ونقلت وكالة بلومبرج عن تيموثي رومر النائب الامريكي الديمقراطي السابق قوله امام لجنة فرعية تابعة لمجلس النواب ، ان الثقافة الوهابية في السعودية تنتج مجموعات من الداعمين المؤيدين للجماعات الارهابية حول العالم . وأضاف رومر أن التشريع الذى نال موافقة مجلس الشيوخ والذي يسمح للضحايا وعائلاتهم بمقاضاة البلدان الأخرى بشأن تورط اشخاص في هجمات 11 سبتمبر سيسهم في كشف علاقة السعودية بالارهابيين وكان غالبية اعضاء الكونغرس في اذار- مارس 2016  ايدوا قانون يعطي اهالي ضحايا الحق بمقاضاة السلطات السعودية، وطلب تعويضات مالية عنها . ويتيح مشروع القانون لعائلات ضحايا اعتداءات 11 أيلول 2001 أن تلاحق أمام القضاء الأمريكي الحكومة السعودية لمطالبتها بتعويضات، علما بأنه ثبت مسؤولية الرياض عن هذه الاعتداءات، بمشاركة 15 من الانتحاريين الـ19 المتورطين فيها هم سعوديون ..وما ينقل عن اعلن وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق وهو المحسوب على جناح سعد الحريري المدعوم من الرياض من ان السياسات السعودية الفاشلة اوصلت لبنان للاوضاع الحالية من الوخامة .
 
واخيراً ما خرج للاعلام من ان ولي العهد السعودي ونائب رئيس الوزراء  الامير نايف بن عبد العزيز فجر قنبلة من النوع الثقيل في الاجتماع التشاوري لقادة مجلس التعاون الاخير في جدة اعلن فيه فشل التدخل السعودي في الساحات العربية الملتهبة وخيبة كبيرة في النتائج السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والامنية بسبب السياسات الخاطئة للمملكة والمغامرات الطائشة لها. لاغبار من ان  السعودية تتحمل اليوم بالدرجة الأولى مسؤولية استمرار سيل الدماء المراقة في المنطقة  كما في سورية و اليمن والبحرين والعراق، لأنها تورطت ولا تزال في العدوان على هذه البلدان ، كما أنها تتحمل مسؤولية الفتن المذهبية ، فهي اليوم تشكل منبع الفكر والفقه التكفيري حيث تفرض في مناهجها التعليمية الرسمية كتابا يعلم الطلاب التكفير والطائفية بها،و انتاج الاراهبيين وأن مقامات أئمتهم هي صروح للشرك ، وبالتالي فإن هذا هو السبب الاساسي للموجة التكفيرية التي انتشرت والموجودة في العالم عن طريق المراكز الدينية تحت غطاء الخيريات التي اسست لهذا الغرض

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الخالق الفلاح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/06



كتابة تعليق لموضوع : فعلت ولكن شرها سيعود عليها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net