صفحة الكاتب : وليد المشرفاوي

السيستاني رجل الساعة
وليد المشرفاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 من أمعن في قراءة تاريخ المرجعية الدينية للشيعة لايمكنه أن يزايد على دين , أو وطنية مرجع من مراجعهم ..
ولم يذكر لنا التاريخ إن المرجعية أذعنت لطاغوت , آو سارت في ركبه , نعم لازمت الصمت ولكنها لم تذعن , والبرهان على ذلك هو((العلماء الشهداء ))ابتداء من الشهيد الأول الشيخ محمد مكي ألعاملي (قدس) الذي استشهد سنة 786للهجرة , وصلب واحرق جسده الطاهر في دمشق , وتلاه (زين الدين ألعاملي (قدس) الذي استشهد قتلا سنة 965 للهجرة وحمل رأسه إلى سليمان القانوني في تركيا .
واستمرت كواكب العلماء الشهداء إلى عصرنا الحاضر في مقدمتهم الشهيد الصدر (قدس) الذي تحدى جبروت صدام الذليل , وأخيرا وليس آخرا (شهيد المحراب آية الله السيد محمد باقر الحكيم (قدس) الذي نالته الأيادي الأثيمة بالتعاون مع حثالات النظام لأنها وجدت في رمزا لتوحيد الصف الإسلامي , بل الصف العراقي من مسلمين وغيرهم , وإذا ما وجدنا البعض بتصوراتهم ونظرتهم فترة سكون وركود في خط المرجعية , فليس معناه إقرارا لظالم , وإلا فيم تفسرون قبول الإمام علي (ع) التحكيم مع علمه بعدم كفاءة الأشعري من أداء دوره مقابل دهاء عمر بن العاص ؟؟ وبعد أن علت أصوات الرعاع ((لا حكم إلا لله)) أطلق الإمام (ع) كلمته التي بقيت وصمة عار في جبين كل من ينادي بالحق وهو يعمل على إخفاءه , فقال كلمته المشهورة ((كلمة حق يراد بها باطل )) وبم تفسرون قبول الإمام الحسن(ع) الصلح مع معاوية وهو يعلم إن معاوية غادر , وقد صرح بذلك مسبقا ؟ والغريب إن التاريخ يعيد نفسه , فالأصوات التي انطلقت من حناجر النفاق وصرخت بوجه الإمام الحسن(ع) (بالسلام عليك يا مذل المؤمنين )) وهم الذين اضطروه للصلح بعد خيانتهم نرى أشباههم اليوم يتنابزون للظهور على الفضائيات , ويكتبون المقالات الوضيعة للنيل من كيان المرجعية !!ويملئون الدنيا ضجيجا بتخوين المرجعية مرة , ومرجعية الاستحواذ على الأموال بحجة الخمس مرة أخرى , ومن ممن الله تعالى على الطائفة الأمامية في العالم , إذ فيض لها مرجعا عظيم التدبير , حديد النظر , جدي المعالجة , بصير الرؤية , نافذ البصيرة , يتطلع إلى الأفق البعيد من منظور معاصر , ويفيد من الماضي خبرة الناقد الواعي , ومن خلال هذين الملحظين , تجلت له الحقائق مرتبطة بالمناخ الواقعي الذي يزن الأمور , فكان دقيق الميزان فيما يقرر , مصيبا فيما يرى , تسدده العناية الإلهية من معايشة عصره بمفارقاته ومضاعفاته المتلاحقة , دقيق الميزان في العدل , شديد الورع في المال , واضح الزهد في المعاش واللباس والأثاث والدار , لا يعدو طعامه الجشب , ولا يألف من الابراد إلا البسيط , في داره عادي من الفراش , وزهيد من الأواني , لا دار له ولا عقار , وإنما هي الدار التي عاش فيها طالبا ومدرسا في الحوزة العلمية , لا تتجاوز مساحتها سبعين مترا مربعا , وهي مستأجرة لا يملكها ,  يدفع إجارتها الشهرية حتى اليوم .
السيد السيستاني في مميزاته وخصائصه يمثل نفحات أهل البيت , فقد جمع إلى جنب العلم والحلم , والى ميزة التواضع العزة , والى شعار الزهد التقوى , والى جانب الاسترسال الحذر والحيطة , والى تشخيص الذوات أعطاهم منازلهم , والى جانب الترحيب بالسواد الأعظم الاعتداد بالشباب والطليعة الواعية , والى الصدق في الحديث الصدق في التعامل , والى الجدية في العمل الطموح إلى المستقبل الرائد , والى حب الخير حب الناس حتى الأعداء الألداء , فهو يشفق عليهم أنى اختاروا هذا المسلك الوعر والطرق الشائكة , واختصر القول في هذا الرجل دون إضافة أو تزيد , انه رجل الساعة في أدق معاني هذه الكلمة وأوسعها , فهو الرجل المناسب في الموقع المناسب ,ولولا البقية من الخلف الصالح لصب البلاء على الناس صبا , ولكن الله رؤوف بالعباد , يفيض لهم في الأزمات والكوارث من يكون عدة للإسلام , وسلامة للبلاد , وشاخصا في الملمات ,وهذا لطف الله وحده .
أما ظاهرة اللغط والثرثرة والهذيان التي يطلقها من لا حريجة له في الدين , ولا تفكير لديه بالمصلحة العليا , لا تشكل منعطفا تاريخيا جديدا , فرضى الناس غاية لا تدرك , والهذر عمل من لاعمل له , والوعي الرسالي الخالص لا يتمثل إلا في القلة النادرة , أولئك الذين يعرضون صفحا عن الصغائر والجزئيات والتوافه , ويوجهون العناية لكل ما يبني الكيان ويؤيد التخطيط المرجعي .
إن من يريد ثلب الآخرين بما لم يعملوا , ويتهمهم بما لم يفعلوا , عليه أن يراقب الله في قوله وحديثه واتهامه أولا , وعليه أن يقدم الأدلة المقنعة على ما يراه من مخالفة أو شذوذ  أو استئثار او فئوية , إما إطلاق التهم جزافا وترويج أضاليل الانحراف , فلا يغني عن الحق شيئا . 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد المشرفاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/07/21



كتابة تعليق لموضوع : السيستاني رجل الساعة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : مهند البراك من : العراق ، بعنوان : احسنتم اخ وليد في 2011/07/21 .

يقينا اننا على حق كلما تمعنا بسيرة السيد السيستاني دام ظله
ويقينا ان الباطل دائم مندرح
الجبل الشامخ لايهمه طتين الذباب


• (2) - كتب : علي حسين الجابري من : العراق ، بعنوان : احسنت في 2011/07/21 .

السلام عليكم
شكرا لقلمك الجميل واحسنت واجدت شكرا لك




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net