صفحة الكاتب : جسام محمد السعيدي

ماذا يعني لقاء ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بالمرجع الديني الأعلى؟ رسائل متعددة لمن يهمه الأمر!!!
جسام محمد السعيدي

أثار ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق يان كوبيش ذاكرتي السياسية  فيما يخص سلسلة خطب الاصلاح  الصادرة من المرجعية الدينية العليا خلال ستة أشهر، قبل يأس المرجعية من تنفيذها من قبل السياسيين، واكتفائها بنصائح أمير المؤمنين لولاته في مجال الحكم والإدارة والتقويم في 5/2/2016م.

يان كوبيش وعقب لقاءه المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني اليوم 30/5/2016م، أكد  جملة من الأمور الهامة أضغط هنا 

وهنا لا بأس أن نلقي نظرة على أهم مجريات هذا اللقاء، مما يحتاج إلى تسليط ضوء على كلام سماحته، باسترجاعنا لكلامه في خطب معركة الاصلاح المذكورة آنفاً:

1. قول سماحته لممثل الأمين العام للأمم المتحدة " ان المرجعية ستتدخل بقوة في العملية السياسية عند الضرورة " فيه أمرين:

الأمر الأول:

 أن الضرورة الخالية من سوء العواقب، والإيجابيات التي تخلو من مخاطر تهدد:

أ‌. وجود العراق كبلد.

ب‌. حفظ دماء العراقيين ووحدتهم كشعب.

ت‌.  جمهورية العراق ككيان سياسي ودولة مستقلة.

 هذه الضرورة لم تحن بعد وفق حسابات الحكمة والعقل والشرع، ويؤكد ذلك قول (كوبيش):

" سماحة السيد والمرجعيات الدينية يراقب الوضع العراقي باهتمام، كما يأسفون لما وصل اليه الوضع في العراق، وانهم يتدخلون اذا وجدت ضرورة لذلك، وما أخذته من هذا اللقاء ان المرجعية تهتم بما يجري في البلاد وانها ستتدخل اذا دعت الضرورة لذلك ".

وهو ما بيّناه في مقالنا التفصيلي:

إجابات لتساؤلات مشروعة حول الوضع الراهن

 أضغط هنا

الأمر الثاني:

إن نتائج الإصلاح يجب أن تحسم لمصلحة هذا الشعب في النهاية، شاء السياسيون أم أبوا، ولكن لا وفقاً للتصرفات الحمقى والاستعجال والهوى، بل وفق الحكمة والنظر في عواقب الأمور، وهو تصديق لما قلناه في الموضوع السابق، والتحليلات السابقة على خطبها التالية:

أ‌. المرجعية تعلنها حرباً ...معركة الاصلاحات مصطلح جديد يزين ساحتنا السياسية وتؤكد: لاخيار أمامنا أما النجاح فيها او النجاح

أضغط هنا 

ب‌. ما هو "الحكم الرشيد" للعراق الذي تنبأت به المرجعية الدينية العليا في خطبتها؟ وهل هو قريب؟

أضغط هنا 

ت‌. هل قرعت المرجعية الدينية العليا جرس الإنذار الأخير للحكومة العراقية؟!

أضغط هنا 

ج. قراءة في خطبة المرجعية: هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟! وبدأت بوادر الحكم الرشيد؟!

أضغط هنا 

د. محطات هامة وتوقعات خطرة حصلت في عامي 2014 و2015... فإلى أين المنتهى في 2016؟!

أضغط هنا 

2. قول سماحته أعلاه يؤشر إلى أن الهدوء الحالي الذي بدأ في 5/2/2016م، والذي وضعت له شرطاً لبقائه في خطبتها ذلك اليوم، ليس دائمياً كما ذكرت هي، وأنها مُطّلعة وغير غائبة عن الساحة، وتراقب وتحلل وتدرس، وتتغافل عن لوم من لا يعلم، ومن يجهل كيان المرجعية وستراتيجيات الحل والعقد فيها، ويُلقي التـُهم عليها جُزافاً، ومن يُهرّج ويجعجع من هنا أو هناك، وقد حللنا تلك الخطبة تحت عنوان:

المرجعيّةُ الدينيةُ العُليا تقرر عدم جعل الخطبة الثانية اسبوعية لأول مرة منذ بدئها قبل 12 عاماً.. هل هو الهدوء الذي يسبق العاصفة؟! 

أضغط هنا 

3.. قول ممثل الأمين العام للأمم المتحدة " فمن الواضح ان سماحة السيد يأسف لما آل اليه المشروع الاصلاحي في البلاد، والذي كان يأمل ان يحسن الوضع في العراق، وان تقوم القوى السياسية بنبذ الفرقة والتشرذم والعمل على تلبية احتياجات الناس " يؤكد ما يلي:

ان المرجعية كانت دائما تدعو للاصلاح بوضع خططٍ لتنفيذه، ولا تكتفي بالتنظير الذي لا يسمن من جوع، وبالصياح والوعيد الفارغين، ومن نماذجه خطبتها في  28/8/2015م التي أوضحت فيها ان:

المرجعية الدينية العليا: تفهم مطالب الشعب = نجاح معركة الاصلاح

وتحذر من افراغ العراق من كفاءاته بسبب ظاهرة الهجرة المتزايدة.. 

وتقترح على الحكومة الحلول . 

أضغط هنا 

وخطبتها في  11/9/2015م التي اقترحت فيها حزمة اصلاحات في الاقتصاد والتربية والتعليم العالي.

أضغط هنا 

4. قول ممثل الامين العام للأمم المتحدة في العراق "مرة اخرى تشرفت بلقاء سماحة السيد وهي المرة الثالثة التي التقي معه، واؤكد له وللشعب العراقي ان الامم المتحدة ستفعل ما بوسعها، لكل ما تقدم به من توصيات لنا، في كل المجالات التي اوصى بها، لتحسين حياة الناس، وتشجيع المجتمع العراقي على العمل معا ضد داعش". 

قوله يُمثل إحراجاً كبيراً للساسة العراقيين ان تم تطبيقه فعلاً من قبل الأمم المتحدة، وسيجعل الأخيرة أكثر حرصاً على الالتزام بنصائح المرجعية من الحكومة العراقية، ولو ظاهرياً!!!

وهو قد يعني نهاية تأريخ أولئك الساسة العراقيين في العراق، وقد يؤكد ما قالته المرجعية في خطبتها في 29/1/ 2016م وحللناها في الموضوع التالي:

المرجعية الدينية العليا تـُسقط من وجوه القوى الحاكمة آخر أقنعة الوطنية وادّعائهم طاعة المرجعية!!!

أضغط هنا 

 

وفي خطبتها في  12/2/2016م وحللناها تحت عنوان:

بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

أضغط هنا 

5. وختم كوبيش بالقول " أوجزت لسماحة السيد نشاطات تقريرنا المؤمل تقديمه الى مجلس الأمن، وشجعني على الحديث بشكل صريح مع الاطراف المعنية سواء في مجلس الامن او المجتمع الدولي ونقل الرسائل هذه الى السلطات العراقية".

وهو يُظهر أهمية كلام سماحته في المجتمع الدولي  ومجلس الأمن، رغم أنه بلا جعجعة اعلامية وصراخ فارغ لغيره.. اسبوعياً أو شبه يومي.

وأسفي أنه بهذه الأهمية، ولا يلقى اهتماماً بنفس القدر من أغلب الساسة العراقيين، والمصيبة أن البعض يطالب المرجعية بالتكلم معهم مرة أخرى، رغم أنها شبعت كلاماً ونُصحاً وخططاً لتقويم عملهم وعمل البلد طوال 13 سنة، وبلا فائدة...

6. قبول المرجعية الدينية العليا بلقاء ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، وإبلاغه وجهة نظرها وطرق حلها لمشاكل العراق، وقبله لقاء الأمين العام بان كي مون شخصياً قبل مدة، لهو رسالة واضحة للساسة العراقيين الذين أعرضت المرجعية عن لقائهم..ربما لأن الأمم المتحدة أطوع وأسمع للنصح منهم!!!

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جسام محمد السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/31



كتابة تعليق لموضوع : ماذا يعني لقاء ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بالمرجع الديني الأعلى؟ رسائل متعددة لمن يهمه الأمر!!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net