الفلوجة، أكبر من معركة عسكرية

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 لم تشهد عملية عسكرية بين القوات العراقية وبين تنظيم داعش، اهتماماً محلياً ودولياً مثلما حدث مع الفلوجة، وحتى معركة الموصل المنتظرة لن تشهد مثل هذا الاهتمام عندما يحين أوانها، والسبب لأن الفلوجة تمتلك رمزية بارزة في المشروع الوهابي ضد الشيعة تحديداً.
ليست هناك مشكلة بالنسبة للسعودية ومحور الشرّ الإقليمي بحكوماته وكياناته السياسية، أن تستعيد القوات العراقية منطقة أو مدينة أو محافظة من تنظيم داعش، لكن المشكلة التي لا تستطيع عليها صبراً أن يحدث ذلك في الفلوجة وليس في غيرها، بوصفها جوهرة المشروع الإرهابي في العراق، وعاصمته المعنوية ومصدر الإلهام لقواه الطائفية في العملية السياسية.
الفلوجة بالنسبة لمحور الشر (قطر والسعودية وتركيا) هي مستقبلها السياسي في المنطقة، وقد حددت هذا المستقبل بأنه لن يكون إلا برؤية شيعة العراق على هامش الحياة ثانية.
والفلوجة شعار الطائفية وساريته ورايته، هكذا أرادوها، وهكذا صارت بالفعل. وهذا ما دفعهم الى الاستماتة إعلامياً وسياسياً من أجل منع معركة تحريرها، فكان النشاط الملحوظ للسفير السعودي في العراق ولقاءاته واجتماعاته مع عدد من رجال السياسة والمتسترين بزي الدين، وكانت أيضاً الجهود السرية للسعودية واخواتها في الاتصال مع العديد من زعماء العشائر وقيادات السنة لإحداث شرخ داخلي يعيق تحرير هذه المدينة العراقية التي أرادوا لها أن تخرج من هويتها الوطنية لتصبح قاعدة الهجمة الإرهابية ضد الأغلبية السكانية في العراق.
عندما تتحرر الفلوجة كاملة بعون الله، ستظهر الانتكاسة المعنوية على محور الشرّ، وستبدو تداعياتها واضحة على المرتبطين بهذا المحور من شخصيات وزعماء وكتل سياسية.
...
كتبتُ الكثير عن مواقف العبادي ووجهت له نقدي ولا أزال احتفظ بقناعاتي في تقييم شخصيته، لكني هنا أسجل له الأعجاب على هذا الموقف في عدم الخضوع للضغوط الإقليمية والسياسية في تأجيل معركة الفلوجة. 
نقطة خوف تبقى متوهجة في هذا المجال، تتمثل في إحتمال تهريب العناصر الإرهابية من الفلوجة، تحت مسميات واساليب مختلفة، فهذا لو حدث ـ لا سمح الله ـ فان النصر المنتظر سيكون شكلياً منقوصاً، إذ سيتحول الإرهابيون الهاربون الى أدوات ثأر أسود ضد الشيعة، وستضيع هوياتهم وانتماءاتهم والجهات التي تخطط لهم وتدعمهم وتنسق معهم من داخل الوسط السياسي العراقي.
...
في معركة الفلوجة يثبت الشيعة والقوات المسلحة قدرتهم على تحمل المسؤولية، مما يضع قادتهم أمام إدانة صارخة، بأنهم لم يكونوا أهلاً لقيادة هذه الجماهير المضحية. نأمل ان يشكل الحدث هزة ضمير، عسى ان يراجعوا أنفسهم لمرة واحدة.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/31



كتابة تعليق لموضوع : الفلوجة، أكبر من معركة عسكرية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net